دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– مع انطلاق سيارات "الفورمولا 1" بمتوسط سرعة يصل إلى نحو 130 ميلًا في الساعة (210 كيلومترات في الساعة)، انتهى سباق جائزة قطر الكبرى في أقل من 90 دقيقة.
وبينما كانت الألعاب النارية تُضيء أفق العاصمة الدوحة، تسارع مئات الموظفين إلى مرائب الفرق العشرة المعنية من أجل نقل هذا السباق الضخم إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وقال ليام باركر، رئيس الاتصالات والعلاقات المؤسسية في "فورمولا 1"، لـ CNN: "نحن متواجدون في كلّ مكان، وهذا ما يجعلها رياضة مميزة.. إنّه حدث عالمي مذهل.. لا يقتصر على استضافة السباقات فحسب، بل يجمع ما بين الترفيه، والموسيقى، والمشاهير".
بعيدًا عن الأنظار..هكذا يحتفل الأثرياء بسباق الجائزة الكبرى في موناكو
ورغم تغطيته الإعلامية لهذه الرياضة منذ عقد من الزمان، لا يزال مراسل "الفورمولا 1" في "PA Media"، فيل دنكان، مندهشًا من كيفية عمل الفرق خلف الكواليس.
وقال لـCNN: "نحن نتحدث عن سفر حوالي 4 آلاف شخص لمختلف سباقات العالم"، مضيفًا: "كيف يستطيعون نقل هؤلاء الأشخاص حول العالم، مع جميع الأجهزة، والسيارات، والآلات، وقطع الغيار.. إنّه إنجاز رائع للغاية".
تحديات
كانت حلبة "لوسيل" الدولية هي المحطة الوسطى في ثلاث جولات، أو ثلاث عطلات نهاية أسبوعية متتالية، لاختتام موسم 2024، بين لاس فيغاس وأبوظبي في 8 ديسمبر/ كانون الأول.
كيف تم التحضير لها؟
بالتأكيد ليس عن طريق الحصول على قسط وافر من النوم، كما يصرّ منسق فريق "أستون مارتن"، جو ميكلرايت، وهو طاهٍ مساعد سابق بدأت مسؤولياته الكثيرة في أسبوع السباق، منذ لحظة وصوله إلى الدوحة.
استيقظ ميكلرايت صباح يوم الثلاثاء الماضي لاستلام شحنة جوية تحمل حوالي 25 طنًا من البضائع الأساسية، بما في ذلك سيارتين، رتّب عملية نقلهما من مسافة 8 آلاف ميل من الولايات المتحدة.
كما نقل عددًا كافيًا من الطاولات، والكراسي، وقطع من معدات المرآب في شحنة بحرية تتألف من 5 حاويات منفصلة.
وتُوزّع "أستون مارتن" 6 مجموعات من هذه الحاويات على مستوى العالم من أجل وصولها إلى جميع السباقات الـ 24 في الوقت المناسب، حيث أن شحنة الدوحة في طريقها بالفعل إلى أستراليا من أجل رفع الستار عن سباق 2025 في مارس/ آذار.
وأوضح ميكلرايت: "نحن نواجه الكثير من الضغوطات"، مضيفًا أن الجمارك قد تتسبب أحيانًا بتأخر وصول الشحنات لوجهاتها المعنية.
أبرز 10 سيارات غيرت ملامح "فورمولا 1"
ويُعدّ ميكلرايت جزءاً من الطاقم المُكلّف بالعناية بإطارات السائق، فرناندو ألونسو، مع المشاركة في عمليات الصيانة إذا لزم الأمر.
وتشمل واجبات ميكلرايت الأخرى كلّا من صيانة المرآب، والتعامل مع أي مشاكل خاصة بالفريق مع الفنادق أو استئجار السيارات، والاتصال مع بعض الموظفين البالغ عددهم حوالي 800 موظف في مقرّ الفريق بسلفرستون، في إنجلترا.
ويُضاعف اضطراب الرحلات الجوية الطويلة من الإرهاق العام للتنقل حول العالم.
وقال ميكلرايت: "هذا الأمر يؤثر عليك كثيرًا، خاصة في نهاية الموسم، حيث تشعر بتعب شديد"، مضيفًا: "عندما لا تسير الأمور على ما يرام، يجب أن تتأكد أنّك ستجتاز الصعاب في النهاية، كلّ ما عليك فعله هو المواظبة والاستمرار".
"لا يوجد شعور أفضل من ذلك"
هذا الشعور يتردّد صداه لدى نيل هانلي، وهو نظير ميكلرايت اللوجستي في فريق "هاس" المنافس.
مع وجود أقل من 300 موظف موزعين في إنجلترا، وإيطاليا، والولايات المتحدة، فإن فريق "هاس" هو أصغر فريق ضمن الشبكة، وفقًا لهانلي، الذي يبدأ في وضع مخططات المرآب قبل ستة أسابيع من كل سباق.
ويُعدّ هذا التخطيط ضروريًا بسبب نقص عدد الموظفين.
وأوضح هانلي لـCNN أنّهم عبارة عن "مجموعة رائعة من الأشخاص"، لافتًا إلى أن نجاح المهمة يعتمد على فريق تقديم الطعام، وموردي الخدمات اللوجستية، والميكانيكيين، والمهندسين، والسائقين.