عودة إلي سايكس بيكو ومصر هي الجائزة الكبري
المشهد في مصر الآن يؤكد ؟علي عودة إتفاقية سايكس بيكو ولكن هذة المرة سوف تكون مصر هي الجائزة الكبري فمازال الحلم الغربي في السيطرة علي الوطن العربي وإقتناص خيراتة ومقدراته ، قائماً خاصة في هذه الفترة التي يمر بها الوطن العربي من تغيير حقيقي وتغيير أنظمة دأبت علي قمع هذه الشعوب .
وقد حدث في القرن التاسع عشر في مايو ١٩١٦ عندما إجتمع الإنجليزي مارك سايكس والفرنسي جورج بيكو وإتفقا علي تقسيم المنطقة العربية وعرفت بعد ذلك بإتفاقية (سايكس بيكو ) وقرراتقسيمالكعكةالعربية من تركة الدولة المريضة وهي الدولة العثمانية ، فقسمت دول الشرق : إلي سوريا ، العراق ، ولبنان ، وفلسطين والأردن ، ولقد خلقت هذه الإتفاقية أزمة حدود وخلافات عربية لم تحل حتي الآن وهي تعتبر جريمة كبري في حق العالم العربي علي يد إنجلترا وفرنسا وبمباركة روسيا
واليوم وبعد انتهاء الحكم العثماني والبريطاني والفرنسي جاء الدور الأمريكي لكي يكمل المشوار.
لم تكن سايكس بيكو التي عملت علي توزيع اراضي الدول العربية وخلق وضعية جديدة للعالم العربي بعد سقوط الخلافة الاسلامية ببعيدة عنا اليوم.فاليوم نري في الافق بوادر لاعادة هذه الاتفاقية والعمل علي تشكيل الواقع المعاش واعادة صياغة المنطقة ذاتها ، حيث لم تكن الحرب علي العراق عبثية أو حرباً من أجل الحرية بقدر ماهي جزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي خططت له وتعمل أمريكا علي تحقيقه والذي يجعل من إسرائيل دولة عظمي في المنطقة ويعمل علي تصنيف القوي العربية وإثارة النعرات الحزبية والطآئفية في أوساط المجتمعات العربية وهذا ليس بغريب علي أمريكا التي هندست كل الإنقلابات وتمت السيطرة علي العراق وتم تدميرها كليا والآن ماذا بعد العراق ؟
في تقرير نشرته جريدة يدعوت احرانوت الصهيونية في ٦ سيبتمبر ٢٠٠٢ قالت ان الهجوم العسكري ضد العراق هدف تكتيكي اما العربية السعودية هدف استراتيجي وقالت ان مصر هي الجائزة الكبري !!!
معنيذلك حسب هذه الصحيفة ، أن فريق العمل يسعي الي تغيير أنظمة الحكم هذه حتي أنها قالت في نفس هذه الصحيفة أن أمريكا تسعي إلي تغيير الشرق الاوسط ثم بعد ذلك تم تعديل منهج المخابرات الامريكية من العمل في السر الي العمل في العلن الشئ الآخر أنها لم تبحث عن عملاء ولكن سوف تصنعهم من خلال الإغراء المادي والتدريب علي تحقيق الهدف وتعمل علي هدفين : اولهما مايسمي بالنخبة عندما تتم السيطرة علي بلد ما سوف تكون هذه النخبة هم الحكماء القادمين .
الهدفالثانيمايسمي بالفوضي الخلاقة من خلال الشباب الذين يعيشون في قاع المجتمع حيث ان هؤلاء الشباب هم ابناء هذا الوطن ولكن حياتهم مهمشة وظروفهم المعيشيه ، الاقتصادية ،الاجتماعية صعبة لذلك تستطيع تجنيدهم بسهولة بل وتبدأ معهم بتحقيق فكرة الفوضي الخلاقة وسنأتي لها فيما بعد . ولكن هناك اشياء لابد ان تكمل مشروع السيطرة علي مصر ، ففي سبتمبر من عام ٢٠٠٨ كانت هناك محاضرة لوزير الأمن الداخلي الصهيوني أفي ديختر في جامعة تل أبيب يقول : أنالسودانبمواردهومساحتةالشاسعة وعدد سكانه بالإمكان أن يصبح دولة منافسة ، وإن السودان شكّل عمقاً إستراتيجياً لمصر حيث تحول بعد حرب ٦٧ إلي قواعد تدريب وإيواء لسلاح الجو المصري والقوات البرية وقد أرسل السودان قوات لمنطقة القناة أثناء حرب الإستنزاف فكان لابد أن نعمل علي إضعاف السودان وإنتزاع المبادرة منه لبناء دولة قوية موحدة وهذا ضرورة لدعم وتقوية الأمن القومي الإسرائيلي لذلك أقدمنا علي إنتاج وتصعيد أزمة دارفور بل جاء الوقت لتكسير قدراتة إستراتيجياً والتي ترجمت علي الأرض في الجنوب سابقاً وفي غربه حالياً وتغييرها نحو التأزم والإنقسام .
الصراعات الحالية في السودان سوف تنتهي آجلاً أم عاجلاً إلي تقسيمه إلي عدة كيانات ودول ومازال الحديث لوزير الأمن الداخلي الصهيوني وكل الدلائل تشير إلي أن الجنوب في طريقه للإنفصال وقد إنفصل بالفعل وهناك قوي دولية بزعامة أمريكا مصرة علي التدخل في السودان وقد تحققت علي الأقل في الجنوب وهذه الأهداف تكتسب حالياً فرص التحقيق في دارفور .
وهكذا تحاصر مصر ولكن ماذا عن الداخل المصري بعد ثورة ٢٥ يناير والتي أذهلت العالم وكان أكثر من ٢٠ مليون مصري في الشارع لاسقاط نظام دأب علي القضاء علي مقدرات ومقومات هذا الشعب والعمل علي تجويعه وقمعه وإمراضه وبيعه والتخلص من ثرواته لصالح أعدائه وعندما وجدت أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية أن الجيش منذ بيانه الأول بعد الثورة كان مع الشعب ولم تتحقق الفوضي الخلاقة لان الصدام بين الجيش والشعب لم يكتمل ولكن لايزال سيناريو إستدراج الجيش للصدام مع المدنيين قائماً ومتمثلاً في وجود أشخاص يجندونهم ليراقبوا ويصورا هذا الصدام لتصدير مايحدث من سلبيات وأخطاء فردية لجندي أو ضابط وإستخدام عنفاً نتج عن ضغط نفسي وإنفعال بسبب مايتعرض له من سب أو إشارات خارجة ومن هنا يكون الفخ في المبالغة وتكبير الحدث وتصديره إلي الفضائيات ومواقع التواصل الإجتماعي ويعتبر ذنب لا يغتفر وعدوان يستوجب القصاص فيشحنون الشعب ضد الجيش لتحقيق الفوضي الخلاقة التي ينتظرونها لتبقي ذريعة وسبباً لبسط النفوذ وإحكام السيطرة وإحتلال البلاد بدعوي الديمقراطية وحقوق الإنسان .
هذه هي أمريكا وهؤلاء هم العملاء وتلك هي الخيانة العظمي والعقوبة بالطبع هي الإعدام .
وأخيراً أحذر من المخاطر التي تحيط بنا من كل إتجاه والجيش المصري هو الضامن لأمن الوطن والمواطن وأيضا هو الوحيد الضامن للإستقرار والديمقراطية والإنتقال الآمن للسلطة والتحول الديمقراطي الذي قامت من أجله ثورتنا المجيدة .
بقلم /منير حامد ٢/٥/٢٠١٢