يذكرني الإعلام المصري هذه الفترة خاصة ? برجلٍ إخترع جهازاً لتنقية جسم الإنسان من الأمراض ، والشوائب كي يصبح قوياً ، ذكياً وعندما بدأ أولي تجاربه كانت علي صديقه القرد فمات صديقه ، فصدم الرجل وظل حزيناً عليه وعلي إختراعه الذي فشل وما زاده الفشل إلا إصراراً وتمسكاً بهذا الإختراع وظل يحاول في الإختراع حتي أتي بقردٍ آخر ، لكي يتم تجاربه عليه وأشعل الجهاز وخرج القرد سليماً ، صحيحاً , معافاً وجرب أخري ونحجت كل تجاربه ، بعد ذلك قال لا بد أن أكون أول إنسان قوي ذكيا في العالم فدخل الجهاز وهو يقفل علي نفسه باب الجهاز دخلت معه ذبابة ؟ دون أن يدري وأشعل الجهاز فإختلطت جزيئات جسده بالذبابة ثم خرج منه ظناً أنه نجح في تجربته وأخذ يستعرض قوته وذكائه وكان يتفوق في كل مرة .
ومرت عليه فترة ليست بكثيرة ظهرت عليه أعراضٌ غريبة ؟ فبدأ يظهر علي جسده قشورٍ سوداء اللون ؟ ثم قرون إستشعار وبزغ له جناحين شفافين ، ولا يمشي علي الأرض ، إنما علي الحوائط والأسقف ثم إزداد عليه الأمر حتي وجد نفسه زبابة بحجم إنسان ؟.
هذا هو الإعلام المصري الذي يغذي هذا الشعب المغلوب علي أمره بدلاً من الثقافة ، والعلوم ، والسياسة ، وما له من حقوق وما عليه من واجبات بدلاً من ذلك أصبح يغذيه من بركٍ راكدةٍ تحوي الكثير من الحشرات الضارة ومن ثم الأمراض والروائح الكريهة إلا من رحم ربي فكل قاعدة لها شواذ.
إن خطايا الإعلام المصري الرسمي ، والخاص قبل ثورة ٢٥ من يناير كان فاسداً موجهاً إما لتبرير تصرفات النظام السابق ؟ أو يجملها أو يرسم نفسه علي أنه حيادياً فيقعٌ في مكانه الذي لم يتخلي عنه ، أو معارضة هزلية وتبتعد عن شخص مبارك ؟ وكانت أسباب ذلك معروفة فكان إعلاماً مضللاً ، خادعاً .
فإنصرف عنه المشاهد والقارئ المصري ؟ إلي خارج الحدود لكي يري ويسمع ويقرأ من بعض وسائل الإعلام العربية مثل الجزيرة مثلاً والتي أظهرت كوارث حقيقية .
ولا يختلف الوضع الآن فلقد أصبح هذا الإعلام المصري مدمراً وأصبح كالجنين المشوه ولذلك فشل وتكشفت عوراته .
إن الزواج الباطل مابين النظام السابق وبعض رجال الأعمال ، جاء علي حساب المجتمع بأكمله ، ولذلك قبل سقوم النظام البائد بفترة وجيزة ووقت وجود النظام ، إنهالت علي رأس المجتمع والذي يدفع الفاتورة الآن مجموعة قنوات خاصة ، ولنفس رجال الأعمال والذين إنتفعوا من هذا الزواج ، لكي لا يدفعوا فاتورة الشعب المصري ومن ثم إدخال مصر في مجموعة أنفاق ، فُصلت لهذا الشعب فظهر في الُأفق برامج الدمار الشامل » التوك شو « ومن خلالها ، أي هذه البرامج محاولة عرقلة مصر من التقدم والخروج بأمان ؟ وهم نفس الأشخاص والأوجه علي كل قناةٍ وكأن هناك عامل مشترك بين كل هذه القنوات ، ومشاهدة مباريات هزلية وإيضاً علي رأس المواطن الذي لا يملك في هذا البلد سوي إنتمائه ؟ لايوجد في مصر إعلام هادف ، فهذا مكروه أحياناً أو حرام شرعاً أحياناً أخري ، لاتوجد برامج توعوية للمواطن الذي تم تهميشه فترة من الزمن وكأنه خارج نطاق الخدمة .
والغريب في الأمر من أين تأتي هذه القنوات بالمال كي تستمر كل هذه الفترة مع العلم أن الإنتاج مُعطل وتكاد تنعدم الدعاية والتي هي الأصل في إستمرار الإعلام .
في ظل إرتفاع الرواتب للممثلين أقصد مقدمي البرامج.
أو شيوخ الموضة والذين أتوا من حيث لاندري ? والذين أصبحوا نجوماً موقوته , عند إفتعال الأزمات ليخرج علينا أحدهم بتصريح ناري ، أوفتوي مدمرة ، فتجعل هذه القنوات ساحة للتناحر ? ويسقط الأدب من بين ثنايا اللقاء ,وأيضاً المشاهد الخاسر الوحيد في معركة سقط فيها ميثاق الشرف المهني < عدم الكذب > .
رحمة بمصر وبشعبها البسيط تصالحوا مع أنفسكم أولاً ؟ ثم مع المجتمع بأكمله إبحثوا علي طريقة أخري
لنهب ماتبقي من مصر .
لابد من تغيير المناهج الإعلامية ، إلي أخري لتهدي هذا الشعب إلي العمل والإنتاج لايوجد شعب في العالم
يطالب بزيادة دون العمل .
والإحتجاجات الفئوية والتي تنخر في إقتصاد سئم من الحياة ، فتناول سُماً لكي يتخلص من نفسه ، حتي وجد نفسه في غرفة الإنعاش .
أيها الإعلام أبوس علي شاشتك وورقك إبحث عن طريقة أخري للتسول فهذه الطريقة أصبحت قديمة ومن ثم تعفنت إتقوا الله في مصر.
ولكن وسط هذا الظلام الإعلاميالدامس يظهر بزوغ نور ضئيل وهم كتاب أحرار بحقها وإعلاميين يصدون كل
هذا الكم من الغباء والعمالة
والإنتهازية فتحية لهؤلاء الأبطال المخلصون الذين يصدون عن مصر كل المخاطر بعيداً عن التحول والنفاق
بقلم / منير حامد
monirhamed@hotmail.fr