بقلم / سلامه مرجان
تذهب جميع التوقعات المبنية على تحركات وقرارات برزت مؤخراً إلى وجود انفراجة مرتقبة في الأزمة الخليجية، ولا يستبعد حلّها؛ في ظل التحركات والوساطة التي تجريها الكويت، كما لا يُمكن تجاهل الضغط الأمريكي بضرورة وضع حد لما يشهده مجلس التعاون الخليجي من انشقاق وخلاف بين أعضائه.
وبرزت في الأيام الأخيرة أحداث ومواقف تشير إلى إمكانية حدوث انفراجة طال انتظارها، في القمة الخليجية التي تحتضنها العاصمة السعودية، في الـ10 من ديسمبر الجاري، بحسب ما أعلنه رسمياً الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني.
وبعد رفض سابق، أعلنت منتخبات السعودية والإمارات والبحرين مشاركتها في بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 24)، المقامة حالياً في قطر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها “تطور نوعي يُمهد الطريق نحو إتمام المصالحة الخليجية”.
“قمة مهمة للمصالحة”
رئيس الوزراء الكويتي، الشيخ صباح الخالد الصباح، أكد أن القمة الخليجية القادمة ستُعقد في الرياض، موضحاً أن التجمع المرتقب سيكون “محطة مهمة جداً للمصالحة الخليجية”، المشتعلة منذ يونيو 2017، بحصار على دولة قطر تشنه السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة لمصر.
وتنعقد القمة الخليجية هذا العام في الرياض للعام الثاني على التوالي، بعد استضافتها القمة السابقة، في التاسع من ديسمبر 2018، بدلاً من سلطنة عُمان، التي اعتذرت عن عدم الاستضافة.
وإلى جانب الوسيط الكويتي تدفع قوى دولية، وعلى رأسها أمريكا، في اتجاه الحل؛ لكونها تجد في إنهاء هذا الوضع المعقد “حالة من التصدي لإيران”، لكنها تدرك هي وغيرها أن هناك عراقيل لا تزال تقف أمام المصالحة.
رئيس أركان القوات الجوية الأمريكية، ديفيد جولدفين، دخل على خط الحث في هذا الاتجاه، إذ تعمد الحديث في الإمارات مؤخراً حول ضرورة حل الأزمة الخليجية.
جولدفين الذي شدد على الخطر القادم من إيران وأنه يهدد المنطقة، قال إن “أي دولة لا تمتلك كل ما تحتاجه للدفاع عن نفسها بمفردها، لكننا معاً نملك كل ما نحتاجه للدفاع الجماعي”، في مواجهة “خصم مشترك يبدو متمسكاً بانتهاج سلوك خبيث في المنطقة”.
تصريح القائد العسكري الأمريكي سبقه تصريح يصب في ذات الاتجاه صدر عن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في 5 نوفمبر 2019؛ إذ دعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى الوحدة من أجل مواجهة نشاط إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة، في إشارة منه إلى ضرورة حلّ الأزمة الخليجية.
وقال بومبيو تعقيباً على لقائه مع وزير الدولة القطري لشؤون الدفاع، خالد العطية، في العاصمة الأمريكية واشنطن: “أشكر قطر على شراكتها مع الولايات المتحدة”، مستطرداً بالقول: إن “وجود مجلس تعاون خليجي متحد أمر مهم من أجل الوقوف ضد سلوك النظام الإيراني المزعزع للاستقرار في المنطقة”.