عقد قائد القوات الروسية العاملة في سوريا ألكسندر تشايكو اجتماعاً مع مظلوم عبدي قائد «قوات سوريا الديمقراطية» العربية – الكردية، في بلدة عامودا التابعة لمدينة الحسكة والواقعة أقصى شمال شرقي سوريا، لبحث تطبيق خطوات المرحلة الثانية من الاتفاقية التي وقعت بين «قوات سوريا الديمقراطية» والقيادة العامة للجيش السوري الموالي للأسد برعاية روسية. وتحدث عبدي عن الاتفاق وآلية نشر الشرطة الروسية في كل من بلدتي عامودا وتل تمر بالحسكة، وعين عيسى بالرقة، وكتب على حسابه بموقع «تويتر» أن هدف الاتفاق «أمن واستقرار المنطقة».
وعدّ بدران جيا كورد، كبير مستشاري «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا»، أن توقيع اتفاقية بين «القوات» والروس خطوة متقدمة من بنود الاتفاقية العسكرية المبرمة مع القيادة العامة للجيش السوري، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الاتفاقية مع النظام كانت برعاية روسية. وانتشار الشرطة العسكرية في المنطقة، لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق بين الجانبين، وذكر بأن القوات الأميركية العاملة في هذه البلدات الثلاث تركت مواقعها للجيش الروسي، وأضاف: «هذا الانتشار عبارة عن نقاط عسكرية ثابتة محل الأميركية في عين عيسى وتل تمر وعامودا، بعدما أكملت الخطوة الأولى من الاتفاقية العسكرية في الانتشار مع الجيش السوري على الشريط الحدودي».
وينص الاتفاق على انتشار قوات حرس الحدود السورية «الهجّانة» على طول الشريط الحدودي بدءاً من مدينة منبج والعريمة بريف حلب الشرقي غرب نهر الفرات، مروراً بعين العرب أو «كوباني» بحسب تسميتها الكردية، ومدن وبلدات الجزيرة؛ أبرزها الدرباسية وعامودا حتى ديريك والمعبر الحدودي سيمالكا – بيشخابور التابع لإقليم كردستان العراق. غير أن الاتفاق اقتصر على الجوانب العسكرية دون الخوض في القضايا السياسية ومستقبل الإدارة المدنية المُعلنة من طرف واحد صيف 2018، وبحسب المسؤول الكردي: «تمارس مؤسسات الإدارة الخدمية منها والأمنية والشرطة المدنية، عملها وصلاحياتها وسلطاتها دون أي تغير يطرأ».
وعقد وفد عسكري بارز من «قوات سوريا الديمقراطية» اجتماعاً مع قيادات عسكرية من الجيش في العاصمة السورية دمشق، برعاية روسية بعد يومين من الهجوم التركي في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال بدران جيا كورد: «حتى الآن ما يجري من لقاءات مع دمشق، لقاءات عسكرية بحتة بوساطة روسية، لم نبدأ أي حوار سياسي مع دمشق رغم الوعود التي قدمتها موسكو». وأبدى كبير مستشاري الإدارة استعدادهم للدخول في مفاوضات مباشرة مع النظام الحاكم، وقال: «ليست لدى دمشق نية استعداد للحوار والدخول بمناقشة القضايا السياسية ومستقبل المنطقة بعد الظروف المتسارعة، يبدو أن هناك ضغوطات على الجانب الروسي من قبل تركيا لعرقلة أي حوار».
واتهم جيا كورد قرار الانسحاب الأميركي من المنطقة وتقاسم المصالح الدولية وتناقضها على الساحة السورية، بأنه «كان بمثابة ضوء أخضر أميركي للعدوان التركي على (سري كانيه) وتل أبيض، فالانسحاب الأميركي جاء بتنسيق مباشر مع كل من تركيا وروسيا» بهدف ملء الفراغ الأمني والعسكري، واقتصر الوجود الأميركي على المناطق النفطية لتقسيم مناطق شمال شرقي سوريا بين هذه الدول الثلاث؛ على حد تعبيره.
واستبعد المسؤول الكردي مشاركة «قوات سوريا الديمقراطية» في معركة إدلب غرب البلاد، عازياً ذلك إلى ضرورة «توفر أرضية واتفاق سياسي شامل يضمن الحقوق المشروعة وتحرير المناطق المحتلة من قبل تركيا والاعتراف دستورياً بهياكل الإدارة وخصوصية قوات (قسد)»، مشدداً على «وحدة الأراضي السورية وقيام هذه القوات بواجبها الوطني في محاربة الإرهاب والتوغل التركي والتهديدات الخارجية دفاعاً عن الشعب السوري بأجمعه في حال تم الاعتراف بنا دستورياً».