إيران: روحاني يعرض على مجلس الشورى ميزانية "مقاومة" العقوبات الأمريكية إعلان اقرأ المزيد <![CDATA[.a{fill:none;stroke:#9a9a9a;stroke-width:2px}]]>
قدم الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى مجلس الشورى الأحد ما وصفها بـ"ميزانية مقاومة" العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على بلاده، بعد أسابيع من اندلاع مظاهرات دامية في أنحاء البلاد احتجاجا على رفع أسعار الوقود.
وأوضح روحاني أن الميزانية التي تساهم روسيا فيها بخمسة مليارات دولار تهدف للتخفيف من "الصعوبات" في وقت يتراجع اقتصاد الجمهورية الإسلامية مع زيادة التضخم وارتفاع أسعار المنتجات المستوردة جراء انخفاض قيمة العملة المحلية.
ويذكر أن العقوبات الأمريكية التي فرضت في أيار/مايو العام الماضي في إطار نزاع تركز على برنامج إيران النووي تشمل حظرا استهدف قطاع النفط الذي يعد غاية بالأهمية والذي تهدف واشنطن إلى خفض مبيعاته لتصل لصفر في إطار حملتها لممارسة "أقصى درجات الضغط" على طهران.
وقال روحاني أمام مجلس الشورى إن الميزانية التي تتضمن رفع رواتب موظفي القطاع العام بنسبة 15 بالمئة هي "ميزانية مقاومة وصمود في وجه العقوبات". وتابع أنها "ستعلن للعالم أنه بالرغم من العقوبات، سندير البلاد، خصوصا فيما يتعلق بالنفط". وقال روحاني أيضا إنه تم تخصيص 4845 ترليون ريال (36 مليار دولار بحسب سعر الصرف الحالي) في الميزانية لمساعدة الشعب الإيراني على تجاوز الصعوبات التي يواجهها.
خمسة مليارات قيمة "استثمار" روسي
وسيدعم الميزانية "استثمار" روسي بقيمة خمسة مليارات دولار لا يزال العمل جاريا على إتمامه، بحسب ما أفاد روحاني دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. وقال "نعرف أن الناس يواجهون صعوبات في ظل العقوبات والضغوط. ونعرف أن قدرة الناس الشرائية تراجعت". وتابع أن "صادراتنا ووارداتنا وتحويل الأموال و(قطاع) صرف العملات تواجه مشكلات عدة". وأشار "نعرف جميعنا أننا نواجه مشكلات في تصدير النفط. لكن في الوقت ذاته، نسعى للتخفيف من الصعوبات المعيشية التي يواجهها الناس".
وأكد روحاني أنه بالرغم من العقوبات الأمريكية، تشير تقديرات حكومته إلى أن اقتصاد إيران غير النفطي سيكون في وضع "إيجابي" هذه السنة. وقال "بخلاف ما اعتقده الأمريكيون بأن اقتصاد بلادنا سيواجه مشكلات جراء ضغط العقوبات، نشكر الله أننا اخترنا المسار الصحيح (…) ونمضي إلى الأمام".
"208 أشخاص على الأقل قتلوا" في الحملة الأمنية على المتظاهرين
وجاء الكشف عن الميزانية بعدما تسبب إعلان الحكومة الإيرانية المفاجئ في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر رفع أسعار البنزين باندلاع مظاهرات دامية في أنحاء البلاد. ولم يعلن المسؤولون في إيران بعد حصيلة للقتلى جراء الاضطرابات التي تخللها إحراق محطات بنزين ومراكز شرطة ونهب متاجر. لكن منظمة العفو الدولية أفادت أن 208 أشخاص على الأقل قتلوا في حملة السلطات الأمنية ضد المحتجين، بينما نفت طهران العدد الذي اعتبرته "محض كذب".
ويذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأ بفرض العقوبات في أيار/مايو 2018 بعدما انسحب أحاديا من الاتفاق النووي الذي نص في 2015 على تخفيف العقوبات على إيران مقابل فرضها قيودا على برنامجها النووي. وواصلت الولايات المتحدة تكثيف عقوباتها على الجمهورية الإسلامية هذا العام في إطار سياسة معلنة لممارسة "أقصى درجات الضغط" عليها. وتأثّر الاقتصاد الإيراني فتوقع صندوق النقد الدولي بأن ينكمش الاقتصاد بنسبة 9,5 بالمئة هذا العام.
فرانس24/ أ ف ب