انعقدت في العاصمة السعودية الرياض، أمس (الجمعة) أول اجتماعات جديدة للأعضاء المستقلين في المعارضة، لانتخاب ممثّلين عنهم في هيئة التفاوض السورية، بحضور 66 عضواً، حيث سيستكمل اليوم ثاني أيام الاجتماع.
ويبلغ عدد ممثلي المستقلين في هيئة التفاوض ثمانية من أصل 36 عضواً في الائتلاف السوري. وانطلقت الاجتماعات التي طالت لأكثر من 10 ساعات بمشاركة مكونات في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي، وفصائل الجيش الحر، ومن المجلس الوطني الكردي، ومنصة موسكو، ومنصة القاهرة.
وبدأت الاجتماعات التي تجري برعاية وزارة الخارجية السعودية، بانتخاب راسم الأتاسي رئيساً للجلسة بحكم أنه الأكبر سناً كما جرت العادة في اجتماعات المعارضة السورية. وسيتم اختيار لجنة الصياغة ولجنة الانتخابات ولجنة المراقبة وفرز الأصوات على أن تتم الانتخابات، اليوم، في ختام الاجتماعات.
وقدمت اللجنة التحضيرية لاجتماعات المستقلين تقريراً مفصلاً وشرحاً لعملها، كما بدأت نقاشات حول البيان الختامي الذي سيوضح أهداف الاجتماعات ومخرجاته. ومن المقرّر أن تجري الانتخابات، اليوم السبت، مع إصدار البيان الختامي.
وقالت هدى المحيساوي، عضو اللجنة التحضيرية في اجتماعات التفاوض التي تجري في الرياض حاليا، أن الاجتماع يأتي استمرارا لجهود السعودية في توحيد وفد المعارضة السورية في مفاوضات العملية السياسية، وفقا لتكليف دولي، فقد عقدت مؤتمري الرياض1 والرياض2. وكان تشكيل الهيئة الحالية إحدى نتائج مؤتمر الرياض2 وقد قامت على سبعة مكونات «تملك الحق في تسمية ممثليها، وهو ما جرى في 1 و2 ويجري حاليا في الرياض».
وأوضحت في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن الاجتماع استحقاق نظامي وانتخابي كان مقررا له شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من العام 2018. بناء على طلب المستقلين المشاركين في اجتماعات الرياض2 وموافقة السعودية، في أن يتم بموجبه الانتخاب سنويا. وأضافت مفيدة المحيساوي، أنه ليس هناك تفسير لميعاد انعقاد الاجتماعات الجارية، لافتة إلى أنه: «حرصنا على أن يكون ذلك قبل العام القادم 2020». وأضافت أنه بموجب ذلك تمت مخاطبة الهيئة بكل مكوناتها، وعدد من القيادات السياسية في المعارضة لترشيح من تراه مناسبا على أن يكون «مستقلا وله حيثية ويتمكن من السفر، وكذلك مراعاة نسبة مشاركة النساء بما لا يقل عن 30 في المائة»، مع الحرص، وفق حديثها، على مشاركة من لم تتح الفرصة لهم سابقا. وبناء عليه، تأسست اللجنة التحضيرية من أربعة أعضاء «شريطة أن لا يكونوا ضمن ممن يسمح لهم بالترشح للانتخابات، يتولون شرح طبيعة العمل والآليات».
هذا وكان نصر الحريري، رئيس هيئة التفاوض السورية، أكد خلال حديث أول من أمس مع «الشرق الأوسط»، على أن السعودية، دعمت الشعب السوري في مطالبه الشرعية وفي وضعه الإنساني، وقدمت الدعم للمعارضة السورية في مؤتمري الرياض الأول والثاني ومخرجاتهما، سواء كانت في المحددات والمبادئ السياسية الأساسية المؤدية للانتقال السياسي في سوريا، أو كانت في هيئتي التفاوض اللتين انبثقتا عن المؤتمر. وبيّن الحريري أن السعودية، تلعب دوراً مهماً في المجموعة المصغرة والجهود الدولية والأممية الرامية إلى الوصول للحل السياسي، لافتاً إلى أن «هذا كذلك ما رأيناه واضحاً في بيان قمة مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت في الرياض قبل فترة قصيرة».