أدان المجلس الأعلى لـ«رابطة العالم الإسلامي»، خلال اجتماعه في مكة المكرمة أمس، التدخل التركي في ليبيا، مندداً بـ«تدخل دول في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية، أو احتلال أي جزء من أراضيها تحت أي ذريعة كانت».
ودعا المجلس الذي عقد دورته الرابعة والأربعين في رحاب الحرم المكي، بمشاركة علماء وشخصيات إسلامية من 82 دولة حول العالم، إلى «تعزيز دور (منظمة التعاون الإسلامي) باعتبارها مظلة جامعة للدول الإسلامية، تعمل على ردم الفجوات، وتجسير العلاقات بين دول العالم الإسلامي»، مشدداً على أن «الأمة المسلمة تتطلع في هذه الفترة الدقيقة إلى المزيد من التلاحم والتعاون، ووعي المسلمين بدورهم الحضاري المنفتح بإيجاب على الجميع يعد مطلباً مهماً».
وثمّن المجلس جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في «مبادرات العمل الإسلامي المشترك، ودعم جهود السلام والوئام حول العالم»، مستعرضاً الجهود التاريخية للسعودية، ومثمناً دورها الإسلامي والعالمي الكبير.
وكشف الأمين العام للرابطة، الدكتور محمد العيسى، أن الأمير محمد بن سلمان كان صاحب فكرة «وثيقة مكة المكرمة» التي أقرتها 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة، وشددت على قيم الوسطية والاعتدال في البلدان الإسلامية. وأكد أن ولي العهد السعودي «كان الداعم والمتابع لجميع مراحلها حتى يسر الله صدورها من قبل مفتي وعلماء الأمة الإسلامية»، مبيناً أن الوثيقة تعبر عن «أفق الإسلام الرفيع، ونظرته المستنيرة للتنوع البشري، ودعوته للحوار والتواصل الحضاري، في مواجهة عاديات الشر وأفكار التطرف والكراهية والصدام الحضاري».
وكان اجتماع المجلس قد بدأ بكلمة لمفتي عام السعودية رئيس المجلس الأعلى للرابطة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، نوه فيها بدور المملكة «التي حملت منذ تأسيسها هموم الأمة المسلمة، واهتمت بشؤونها وقضاياها، وسعت لتضميد جراحها وتوحيد صفها واجتماع كلمتها». وتطرق إلى جهود المجلس الأعلى، في توجيه فعاليات وبرامج الرابطة، سعياً إلى أفضل عناية بشؤون المسلمين، ودراسة قضاياهم ومشكلاتهم، وإيجاد أفضل الحلول المناسبة لها.
وأعلن المجلس عن تأسيس جائزة المجمع الفقهي الإسلامي التابع للرابطة، وجائزة «وثيقة مكة المكرمة»، بقيمة إجمالية تبلغ مليون ريال. وأكد الأمين العام للرابطة محمد العيسى، في مؤتمر صحافي، أن المجمع الفقهي «اضطلع بإزالة عدد من الشبهات والإيرادات المثارة على الفقه الإسلامي، سواء أكانت صادرة عن جهل أم أغراض، وتصحيح الوهم في الفهم والتصدي للمغالطات».
وأضاف: «ستكون هناك جائزة باسم وثيقة مكة المكرمة، تمنح للأفراد والمؤسسات ممن قام بمنشط عالمي حول الوثيقة ذي وزن وأثر، أو أعد دراسة علمية متعمقة ومؤصلة في شأنها، أو أي من موادها، وقيمتها 500 ألف ريال، مع شهادة المنح ومسكوك يمثل ميدالية الجائزة بشعار الرابطة وشعار الوثيقة»، معلناً عن «زيادة أعضاء المجمع الفقهي ليستوعب كبار علماء الأمة الإسلامية».
وألقى رئيس مجلس الإفتاء الشرعي في دولة الإمارات رئيس «منتدى تعزيز السلم» عضو المجلس الأعلى الشيخ عبد الله بن بيه كلمة أشاد فيها بمبادرات الرابطة «التي تستعمل فيها كل الوسائل لمعالجة القضايا الإسلامية، على اختلاف البلدان والتوجهات، وهي بذلك تنشر السلام، وتحقق الوئام بين المجتمعات»، وأوضح أن «الرابطة تعمل في دائرة أخرى، هي دائرة القادة الدينيين المستقيمين على هذا الدين الحنيف الذين يبرزون خطاب الوسطية والاعتدال».
كما ألقى مفتي مصر عضو المجلس الأعلى للرابطة الدكتور شوقي علام كلمة قدم فيها «خالص الشكر وعظيم الامتنان إلى رابطة العالم الإسلامي على كل جهودها المبذولة في خدمة القضايا الإسلامية، ومحاربة الفكر المتطرف بكل أشكاله»، فيما قال وزير الأوقاف المصري عضو المجلس الأعلى للرابطة الدكتور محمد مختار جمعة إن «المسلمين في حاجة أكثر من أي وقت إلى أن يعملوا على تقوية صلة الناس بالله -عز وجل- مع بيان التدين الصحيح، ونبذ التطرف الباطل».
ونوّه رئيس «الرابطة المحمدية للعلماء» في المملكة المغربية عضو المجلس الأعلى للرابطة الدكتور أحمد العبادي باجتماع المجلس «لمناقشة هموم المسلمين وقضاياهم انطلاقاً من هذه المنصة الربانية التي من شأنها أن تقدم مقترحات وأفكاراً تدخل الكثير من الفضل والرحمة إلى عالمنا».
وألقى وزير الأوقاف اليمني عضو المجلس الدكتور القاضي أحمد زبين عطية كلمة أشاد فيها بجهود السعودية «التي نعتبرها مصدر القرار الإسلامي»، مؤكداً أن «من يعمل خارج المرجعيات الكبرى، مثل (منظمة التعاون الإسلامي) و(رابطة العالم الإسلامي)، إنما يغرد خارج السرب».
ومن جانبه، أكد رئيس «منتدى علماء أفريقيا» الشيخ محمد الحافظ النحوي أن «المملكة العربية السعودية تقود العالم الإسلامي في النواحي كافة، وهي رائدة في مجال نشر قيم الاعتدال والوسطية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وفق رؤية سليمة وسديدة».