بعد نحو قرن على إغلاق مدارس روسيا القيصرية في منطقة الشرق الأوسط، عادت موسكو لتحضر في المجال التعليمي عبر البوابة السورية؛ حيث أعلنت موسكو عزمها افتتاح جامعة روسية في دمشق، تكون فرعاً لجامعة موسكو الحكومية.
وقال رئيس الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، سيرغي ستيباشين، إن الأرض التي سبق وخصصتها الحكومة في دمشق لإنشاء مدرسة روسية، ستبنى عليها جامعة روسية. وبحسب صحيفة «إزفيستيا» الروسية، كانت الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية تنوي إنشاء مدرسة في دمشق، حسبما أعلن عام 2018، على أن يتم تشكيلها من وحدات منعزلة ستنقل إلى سوريا بحراً من ميناء نوفوروسيسك الروسي على البحر الأسود، ليتم افتتاحها بنهاية العام الماضي؛ لكن الجمعية تحولت عن الفكرة لصالح افتتاح جامعة روسية في دمشق، وذلك بعد أن تقوم الجمعية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بإعمار مبنى إحدى المؤسسات التعليمية السورية بريف دمشق.
وأفاد سيرغي ستيباشين بأنه بحث مشروع افتتاح فرع لجامعة موسكو مع رئيس الجامعة فيكتور سادوفنيتشي، بصفته عضواً في الجمعية الإمبراطورية الأرثوذكسية الفلسطينية، وبدوره أيد الفكرة.
ويشار إلى أن المدارس الروسية في منطقة الشرق الأوسط التي كان يدرس فيها نحو عشرة آلاف طالب، منها ثلاث مدارس في دمشق، قد أغلقت عقب ثورة عام 1917، لتعود عام 2014 وتفتتح أول مدرسة في مدينة بيت لحم الفلسطينية.
وعملت روسيا منذ تدخلها العسكري المباشر في الحرب السورية عام 2015 على تعزيز نفوذها الثقافي في مجال التعليم؛ حيث تم إدخال اللغة الروسية في المناهج الدراسية، كلغة أجنبية ثانية إلى جانب الإنجليزية والفرنسية للمرحلتين الثانية والثالثة من التعليم الأساسي. إلى جانب افتتاح عشرات المراكز لتعليم اللغة الروسية، إضافة إلى إيفاد معلمين إلى موسكو لتعلم تدريس اللغة الروسية.
ولاقت اللغة الروسية إقبالاً من الشباب السوريين؛ حيث يقدر عدد الطلاب الدارسين للغة الروسية بـ24 ألف طالب، إذ يتطلع السوريون إلى إتمام دراستهم في روسيا، التي يرون فيها دولة قوية يمكن أن تكون هدفاً للهجرة، في حال استمر تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد جراء الحرب.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد زار دمشق الأسبوع الماضي، حاملاً معه هدية إلى الجامع الأموي، نسخة فريدة من المصحف، تعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، مغلفة بغلاف جلدي مصنوع في آسيا خلال القرون الوسطى. كما زار الكنيسة المريمية مقر بطريركية أنطاكية وسائر المشرق.