زادت الحكومة العراقية، أمس، من وتيرة التدابير الوقائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، بعد التأكد من إصابة عائلة مؤلفة من 4 أشخاص في محافظة كركوك آتية من إيران. وجاء الاكتشاف الجديد عقب يوم واحد من اكتشاف حالة مماثلة في النجف، أُصيب بها طالب علوم دينية إيراني.
واستمع مجلس الوزراء الاتحادي، أمس، لشرح تفصيلي قدّمه وزير الصحة الدكتور جعفر صادق علاوي عن الواقع الصحي في البلاد، وإجراءات الوزارة وخلية الأزمة التي شُكّلت بموجب الأمر الديواني رقم (55).
وذكر بيان صادر عن المجلس أنه شدّد على «إيلاء موضوع مكافحة انتشار فيروس كورونا أهمية قصوى وأعلى درجات الاهتمام»، وأعرب عن دعمه لعمل خلية الأزمة، ومتابعتها للتطورات الصحية أولاً بأول.
واتّخذ مجلس الوزراء قراراً يقضي بـ«قيام وزارة المالية بإطلاق المبالغ اللازمة إلى وزارة الصحة والمحافظات بشكل عاجل، وخلال يومين، وبما يمكّنها من مواجهة فيروس كورونا، وأخذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشاره، واستثناء وزارة الصحة والمحافظات من تعليمات تنفيذ العقود لسنة 2014».
وفي موازاة الجهود التي تقوم بها الحكومة الاتحادية في بغداد، أصدر مجلس رئاسة الوزراء في إقليم كردستان قراراً بـ«تعطيل الدوام الرسمي في المراكز الدراسية كافة، الحكومية والأهلية، في إقليم كردستان منذ يوم غد الأربعاء (26-2-2020) حتى (23-3-2020) للوقاية من فيروس كورونا». كذلك، قررت سلطات الإقليم منع دخول السائقين الإيرانيين، وحصر إدخال البضائع عن طريق العراقيين فقط.
كذلك دعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أمس، إلى ضرورة تعطيل المدارس والجامعات في عموم العراق حتى إشعار آخر، بعد تسجيل عدة إصابات بالفيروس.
وتأتي التطورات الأخيرة بعد إعلان وزارة الصحة والبيئة العراقية، أمس، عن إصابة 4 أشخاص بفيروس كورونا في محافظة كركوك. وذكرت الوزارة، في بيان، أنها «تؤكد تشخيص 4 حالات جديدة بفيروس كورونا الجديد في محافظة كركوك، لعائلة عراقية كانت في زيارة إلى إيران، وعادت للبلاد».
وأوضحت الوزارة، في بيانها، أنه «تم تطبيق الحجر الصحي على العائلة، والفحص الطبي من قبل الملاكات الطبية والصحية المختصة، وظهرت نتائج التحليل بإصابة تلك العائلة بفيروس كورونا المستجد».
بدوره، وجّه نائب الأمين العام لمجلس الوزراء، فرهارد نعمة الله حسين، أمس، برقية حكومية عاجلة، مع طلب تنفيذ على الفور، إلى وزارة النفط، بعد ظهور الفيروس في كركوك. وجاء في البرقية: «بعد تسجيل عدد من حالات الإصابات بفيروس كورونا في محافظة كركوك، نرجو استخدام مستشفى (k1) موقعاً للحجر الصحي، والمعالجة وإشعار شركة نفط الشمال بذلك، لغرض تقديم التسهيلات اللازمة للفرق الصحية».
وأصدر محافظ كركوك، راكان الجبوري، أمس، مجموعة قرارات لمواجهة الفيروس، والحيلولة دون تفشيه في المحافظة. وبحسب وثيقة صادرة عن المحافظ، فإن أحد القرارات يشير إلى «تجهيز الصحة بمولدة كهربائية خلال 24 ساعة، ويتولى قسم التخطيط العام وقسم الحاسبات إجراء اللازم فورياً، إضافة إلى استحصال موافقة من وزير النفط والصحة على استخدام مستشفى (k1) مكاناً للعلاج والحجر فوراً».
وجاء في القرارات الأخرى «تعطيل دوام المدارس والجامعات والمعاهد لحين إكمال فرق الصحة وإجراءات الفحص حتى إشعار آخر». كذلك قررت المحافظة «منع إقامة مجالس عزاء جماعية والأفراح لمدة 15 يوماً، إضافة إلى فحص القادمين من خارج المحافظة. وتتولى الجهات الأمنية الصيدليات والمذاخر بتوفير الكمامات، وعدم احتكارها أو غلاء أسعارها». وكانت أسعار الكمامات الواقية قد شهدت ارتفاعاً مضاعفاً خلال اليومين الأخيرين في الصيدليات نظراً لارتفاع الطلب عليها، ما دفع وزارة الصحة إلى إصدار تحذير بالعقوبات ضد المتلاعبين بالأسعار.
وفي النجف التي أعلن فيها عن اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا في العراق، أعلن محافظها لؤي الياسري، أمس، نقل الطالب الإيراني المصاب بفيروس كورونا إلى بلاده بعد التنسيق بين البلدين. وقال الياسري في تصريح صحافي: «بعد الاتفاق والتنسيق بين وزارة الصحة العراقية والقنصلية الإيرانية، وموافقة منظمة الصحة العالمية، تم قبل قليل إجلاء المواطن الإيراني المصاب بفيروس كورونا من مستشفى الحكيم العام في النجف الأشرف، حيث كان يرقد من يومين، إلى جمهورية إيران الإسلامية». وأضاف أن «الطالب الإيراني المصاب تم نقله عن طريق البر، بواسطة سيارة إسعاف مجهزة ومهيأة لهذا الغرض». وأفادت بعض المصادر الطبية في النجف بأن أعداد الذين تم حجرهم في المحافظة للاشتباه في إصابتهم بالفيروس بلغت نحو 20 شخصاً.
إلى ذلك، كشفت وزارة النقل العراقية، أمس، عن سبب استمرار هبوط الطائرات القادمة من إيران في المطارات العراقية، رغم قرار منع الوافدين الإيرانيين من الدخول إلى البلاد بسبب تفشي فيروس كورونا في بلدهم. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة النقل، سالم موسى، في تصريحات صحافية إن «الوزارة قررت إيقاف الرحلات إلى إيران استجابة لمقررات اللجنة المشكلة في مجلس الوزراء»، وأشار إلى أن «الطائرات العراقية تغادر العراق فارغة لإعادة الدبلوماسيين العراقيين والمقيمين في إيران، وهذا الأمر طبيعي».