رفع الأردن الأيام الماضية منسوب الجاهزية ودرجة التأهب لمواجهة فيروس «كورونا» الجديد («كوفيد – 19»)، على مستوى الإجراءات الوقائية لحركة العبور والسفر من وإلى البلاد، وعلى مستوى جاهزية غرف الحجر الصحي والفحوصات المخبرية، وسط توقعات بوصول المرض بشكل حتمي.
ويأتي إعلان الحكومة عن تشكيل فريق خاص لمواجهة المرض بتوجيه من رئيس الوزراء، إضافة إلى تخصيص مواقع صحية إضافة كمواقع للحجر الصحي ضمن إجراءات التأهب، عدا عن إيقاف الناقل الوطني، الخطوط الجوية الملكية الأردنية، رحلاته إلى روما الإيطالية وإلغاء رحلات إلى الكثير من بلدان الشرق الأوسط، وبنسبة تراجع لتلك الرحلات وصلت إلى 50 في المائة.
ورغم تأكيد الحكومة الأردنية خلو المملكة من تسجيل أي حالة إصابة بالمرض حتى يوم أمس، فإن حالة القلق بدت واضحة بين الأردنيين، وخاصة في منشورات وتعليقات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذي تساءل البعض منهم حول كيفية مواجهة الفيروس في حال وصوله، على ضوء الإمكانات المتواضعة للقطاع الطبي الحكومي، قياسا على دولة كالصين.
ووجّه رئيس الحكومة الأردني، عمر الرزاز، الفريق الخاص لمواجهة كورونا بمتابعته لتأمين موقع حجر صحي بديل ولائق يلبي المعايير الصحية المتبعة عالمياً للتعامل مع الحالات المشتبه بإصابتها بالمرض، وبما يحفظ كرامة المواطن والزائر.
وأضاف الرزاز، بحسب ما نقلت وكالة «بترا»، خلال تصريحات صحافية عقب ترؤسه اجتماعا ضمّ وزراء وممثلين عن مؤسسات حكومية تمثل فريق العمل الخاص بفيروس كورونا الجديد، أمس، في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات: «تابعنا مواد نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي حول ظروف الحجر الصحي، وهي (ظروف) لا ترتقي إلى ما نرضى به».
وجاءت تصريحات الرزاز بعد نشر أردنية مقيمة في الحجر الصحي لمستشفى البشير الحكومي مقاطع مصّورة من موقع إقامتها، حول أوضاع الحجر وظروف الاحتجاز الصحية، التي اعتبرتها غير لائقة.
وجدّد الرزاز التأكيد أن الأردن يخلو من أي إصابة بفيروس كورونا الجديد حتى الآن، بإقرار واعتراف من منظمة الصحة العالمية، مبينا: «علينا أن نعد أنفسنا لكل السيناريوهات، لأن هناك دولا مجاورة في المنطقة انتشر فيها المرض».
وشدد الرزاز على تجنب نقل المعلومات دون التأكد من مصدرها، نظرا لخطورة الإشاعات التي قد تشكل حالة من الذعر والقلق في المجتمع، قائلا: «نتمنى على المواطنين عدم نقل أي إشاعة، وتوجيه الأسئلة والاستفسارات لوزارة الصحة». وأضاف أن الحكومة ستعلن عبر وزارة الصحة بشكل يومي وبكل شفافية عن آخر المستجدات المتعلقة بفيروس كورونا، مشددا على أهمية نقل المعلومات وتوضيح الحقائق للمواطنين.
واتّخذت الحكومة عدة خطوات لمواجهة المرض، من بينها عقد اجتماعات دورية لفريق العمل برئاسة وزير الصحة الأردني سعد جابر، وتحديث البيانات المرتبطة بانتشار الفيروس بوتيرة سريعة، وزيادة انتشار الكوادر الصحية على المعابر الحدودية، وتعزيز الإجراءات الوقائية والاحترازية على المعابر الحدودية، بما فيها زيادة نشر الماسحات الحرارية على المعابر وغيرها من أماكن تجمع المواطنين، وتقييم مخزون المستلزمات الطبية والفحوصات المخبرية.
كما تضمّنت أيضا الاستمرار في الحملات التوعوية والتثقيفية حول المرض وطرق الوقاية منه، وشرح المعايير التي يتم الاستناد إليها عند تقييد دخول المسافرين من الدول التي ينتشر فيها المرض، مع إعلام المسافرين مسبقا، ومراجعة هذه المعايير بحسب الإجراءات التي تتخذها الدول تجاه المرض، وتوصيات منظمة الصحة العالمية.