ارتفعت حصيلة الوفيات بفيروس «كورونا» المستجدّ في لبنان إلى 3، فيما لم تسجّل حالات جديدة حتى مساء أمس تتخطى الحالات الـ66 المعلن عنها. بموازاة ذلك، تعالت الدعوات إلى إعلان حالة الطوارئ، التي قال وزير الصحة العامة حمد حسن إن هناك اعتبارات عديدة لإعلانها، لكنه أكد أن «ما تم إعلانه (أول من أمس) من قبل اللجنة الوطنية هو أشبه بطوارئ صحية مدنية لا عسكرية».
وأعلنت وزارة الصحة العامة في بيان لها، أمس، أن «مجموع الحالات المثبتة 66 حالة؛ بما فيها الحالات التي تم تشخيصها في (مستشفى رفيق الحريري) الحكومي الجامعي وفي المستشفيات الجامعية الأخرى»، لافتاً إلى «تسجيل حالة وفاة جديدة لمريض في (مستشفى سيدة المعونات) عمره 79 عاماً كان مصاباً بمرض عضال، مما رفع العدد الإجمالي للوفيات 3».
واجتمع وزير الصحة أمس مع لجنة الصحة النيابية برئاسة النائب عاصم عراجي، حيث أكد «العمل على حماية المجتمع اللبناني، والجميع يعمل على قدر عالٍ من المسؤولية». وشدد على «ضرورة الالتزام بالتدابير والتوصيات التي تصدر عن الجهات والمرجعيات الطبية والمدنية». وأشار حسن إلى أن «اللجنة تتابع منذ اليوم الأول العمل، كما أنها تضيء على بعض الثغرات التي تساعد في أن يكون المشهد متكاملا». وجدد تأكيد «العمل على تحرير القرض المقدم من البنك الدولي لتجهيز المستشفيات الحكومية»، وحيا «بعض المستشفيات الخاصة التي بادرت من تلقاء نفسها إلى تجهيز أقسام خاصة».
وكان وزير الصحة ترأس اجتماعاً في وزارة الصحة العامة، ضمّ ممثلة منظمة الصحة العالمية لدى لبنان الدكتورة إيمان الشنقيطي وعدداً من رؤساء مجالس الإدارة ومديري المستشفيات الحكومية، بهدف التنسيق ووضع اللمسات الأخيرة على تجهيز المستشفيات الحكومية بشكل سريع يخولها استقبال أي حالة مشتبه بإصابتها بفيروس «كورونا» المستجدّ في مراكز الأقضية والمحافظات على كامل الجغرافيا اللبنانية.
وأكد أنه في ضوء حجم الحالات التي تم تشخيصها في الأسابيع الأخيرة، «لا يزال النظام الصحي في لبنان متمتعاً بالقدرة الاستيعابية الكاملة للقيام بواجباته الطبية والاجتماعية». وقال: «لا داعي للتهويل والتفكير بالأسوأ، فالموضوع لا يزال تحت السيطرة».
وترافق ذلك مع تشديد الإجراءات في البلديات والمرافق العامة؛ إذ أصدر المدير العام للطيران المدني بالتكليف فادي الحسن تعميماً إلى جميع شركات الطيران العاملة في مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، حول الإجراءات المتخذة والاحتياطات الاحترازية اللازمة لمنع تفشي فيروس «كورونا»؛ بينها وقف جميع الرحلات الجوية من وإلى الدول الموبوءة لمدة أسبوع، ووقف النقل جواً لجميع الركاب الآتين من الدول التي تشهد تفشي فيروس «كورونا».
وبهدف تقليص التجول، أعلنت وزارة الاتصالات في بيان عن مضاعفة سرعة الإنترنت وحجم الاستهلاك لمشتركي خدمات الإنترنت على شبكة وزارة الاتصالات «أوجيرو» في الأماكن السكنية مجاناً لمدة زمنية تنتهي في آخر أبريل (نيسان) المقبل، قابلة للتجديد، وذلك «لتشجيع المواطنين على البقاء في منازلهم وتمكينهم من تسيير أعمالهم ولتوفير خاصية التعلم عن بعد لطلابنا الأعزاء، ولذلك لمنع تسهيل تفشي وباء (كورونا) في وطننا الحبيب».