وسيم نصر: الاحتمال الأكبر أن يكون تنظيم "الدولة الإسلامية" من يقف خلف الهجوم في مالي إعلان اقرأ المزيد <![CDATA[.a{fill:none;stroke:#9a9a9a;stroke-width:2px}]]>
أعلن الجيش في مالي الخميس مقتل "نحو ثلاثين" من جنوده وإصابة خمسة بجروح في هجوم يشتبه أن جهاديين نفذوه في شمال البلاد واستهدف معسكرا للجيش في تاركينت، شمال غاو. ويثير هذا الهجوم أسئلة كثيرة نسعى للإجابة عنها من خلال مقابلة أجريناها مع الخبير في الحركات الجهادية في فرانس24 وسيم نصر.
من المستفيد من هذا الهجوم؟
شدد وسيم نصر على أن "الاحتمال الأكبر أن يكون تنظيم ’الدولة الإسلامية‘ هو من يقف خلف الهجوم" إذ هو "بحاجة ليبرهن عن وجود قوي ومستمر في مالي، وتوجه لتوسيع نطاق تحركه من المثلث الحدودي إلى منطقة شمال غاو، التي تعتبر من أهم معاقل جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" وحركة المرابطون قبلها.
وأشار نصر إلى أن الهجوم يأتي في "مرحلة مهمة جدا مع إعلان الرئيس المالي إبراهيم أبو بكر كيتا" (في حوار مع فرانس24 وإذاعة RFI) عن "فتح قنوات للمفاوضات مع جهاديين، تحديدا مع ’جماعة نصرة الإسلام والمسلمين‘ (التابعة لتنظيم ’القاعدة في المغرب الإسلامي‘). وهنا تظهر أهمية هذا الهجوم بالنسبة إلى تنظيم ’الدولة الإسلامية‘ ليعرقل ويوقف مسار المفاوضات".
وعن رمزية هذا الهجوم بالنسبة لتنظيم "الدولة الإسلامية"، يشرح الخبير في الحركات الجهادية قائلا: "إن توقيت إعلان الرئيس المالي هذا الموقف بعد قمة مجموعة دول الساحل بمدينة بو [جنوب غرب فرنسا] والتي دعت إليها فرنسا يشكل نقطة رئيسية".
فبحسب نصر، إن "هذه المفاوضات بدأت في وقت سابق ولم تكن مخفية عن أحد، لكنها في الوقت عينه لم تكن علنية ورسمية بسبب الرفض الفرنسي لأي تفاوض مع الجهاديين والذي يعود إلى عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند. لكن المفارقة تتجلى بالتغير الذي طرأ على الموقف الفرنسي بعد قمة بو".
واعتبر نسيم نصر أن الدولة الفرنسية "أعطت الضوء الأخضر للتفاوض" مع "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" في مالي، وذلك "من خلال البيان الصادر عن القمة الذي شدد على قتال تنظيم ’الدولة الإسلامية في دول الساحل‘ من دون ذكر الفصائل الجهادية الأخرى، وهو ما سمح للرئيس المالي بالإعلان عن المفاوضات مع الجهاديين الموالين للقاعدة".
وتابع نصر قائلا إن المسار الايجابي للمفاوضات "استكمل مع الرد الذي أتى من ’جماعة نصرة الإسلام والمسلمين‘ التي قبلت بالتفاوض شرط خروج الجيش الفرنسي من الأراضي المالية". وهذا باعتقاده ليس سوى شرط على المدى البعيد، "فعمليا أكدت الجماعة أنه ليس لديها شروط مسبقة إلا شرط الانسحاب". لذلك، فإن "هذه المؤشرات سمحت بتوجيه أصابع الاتهام لتنظيم ’الدولة الإسلامية‘".
وأضاف وسيم نصر في تحليله: "منذ أيام جاء التأكيد على القبول بالمفاوضات من قبل عبد الودود درودكال وهو أمير تنظيم ’القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي‘. لا بل أن درودكال ذهب أكثر من ذلك، من خلال الإشارة إلى طلب الإمام ديكو تطبيق هدنة مع الحكومة المالية، وهو ما قد يشير بطريقة غير مباشرة إلى أن الجماعة قد تقبل بالهدنة".
هل يعني الهجوم أن هناك انشقاقا أو تمردا داخل الحركات الجهادية التي تنشط في المنطقة؟
وفي ما يتعلق بموقف الجماعات الجهادية من المفاوضات، اعتبر وسيم نصر أن هناك سابقة تحصل لدى بعض الجماعات الجهادية وتحديدا لدى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التي تتبنى خطابا أكثر وطنية في محاولة لاستمالة الرأي العام الساخط من أداء حكومة مالي ومن الوجود الفرنسي في البلاد.
لكنه أوضح أن هناك نهجين مختلفين في العمل تتسم بهما الجماعات الجهادية: "النهج الأول يتميز باعتماد أسلوب سياسي مرن بعض الشيء ويكون مستعدا في بعض الأوقات للتفاوض، وهذا ما نشهده لدى تنظيم القاعدة بشكل عام وما يحصل الآن في مالي. أما النهج الثاني، فهو النهج الذي لا يعرف سوى العنف والقسوة وهذا ما يتميز به تنظيم ’الدولة الإسلاميةإ".
استنادا إلى ذلك، شدد خبير الحركات الجهادية في فرانس24 أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يحاول من خلال هذه الهجمات استمالة الجهاديين في صفوف "القاعدة" الذين يرفضون التفاوض مع من يعتبرونهم "مرتدين". فتنظيم "الدولة الإسلامية" يقول لمن يريد متابعة القتال ويرفض التفاوض أنه مستمر في هذا النهج. وهذا يشكل تحديا لتنظيم القاعدة الذي يخشى حصول شقاق في صفوفه.
هل من تأثير للمفاوضات الأمريكية مع طالبان على اتباع نهج أكثر مرونة من قبل الحكومات الغربية مع الجهاديين؟
حول هذا السؤال، اعتبر وسيم نصر أن الجهاديين هم "أكثر تأثرا بنهج حركة طالبان المفاوض من تأثر الحكومات الغربية بالموقف الأمريكي". فقد أشار إلى أن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" على سبيل المثال أصبحت في "موقف أقل حرجا من السابق، حين رأت كيف أن طالبان تحتفل بنجاح المفاوضات مع الأمريكيين".
ويضيف نصر أن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" تتبع تنظيم "القاعدة" ولها بيعة "للإمارة الإسلامية" (أي حركة طالبان). من هنا، فإن هذه الجماعة تجاهر باتباع النهج الذي اتبعته طالبان. ويذكر بأن "القاعدة" كانت قد هنأت طالبان "بالنصر" عبر إعلان انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان.
فؤاد المطران
النشرة الإعلاميةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك
تحميل التطبيق
<![CDATA[.cls-1{fill:#a7a6a6;}.cls-2,.cls-6{fill:#fff;}.cls-3{fill:#5bc9f4;}.cls-4{fill:url(#linear-gradient);}.Graphic-Style-2{fill:url(#linear-gradient-2);}.cls-5{fill:url(#linear-gradient-3);}.cls-6{stroke:#fff;stroke-miterlimit:10;stroke-width:0.2px;}]]>google-play-badge_AR