في الوقت الذي شهدت فيه جميع مناطق الأردن التزاما بحظر التجول تنفيذاً لقرار الدفاع الذي أصدرته الحكومة الأردنية يوم السبت الماضي، حذرت القوات المسلحة من أي محاولة لخرق القرار، تحت طائلة الحبس لمدة عام.
وفيما تحدثت أنباء عن اعتقال ٧٠٠ مواطن خالفوا قرار منع التجول، دعا مدير التوجيه المعنوي في القوات المسلحة مخلص المفلح في إيجاز إعلامي من مركز الأزمات الأردنيين إلى «الالتزام في البيوت وتطبيق التعليمات الصارمة»، لافتا إلى أن «الاستهتار وعدم الانصياع للتعليمات سيجعلنا أمام مأساة حقيقية».
وفي تصريحات لرئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز لقناة «العربية» حول مستقبل الإجراءات الحكومية الصارمة، أكد بأن مركز الأزمات يعرض يومياً سيناريوهات الاحتمالات المستقبلية، وأن هنالك أكثر من سيناريو، «والأفضل زيادة بسيطة ومن ثم تناقص، لكن نعد أنفسنا للسيناريو الأسوأ».
إلى ذلك، ترأس العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أمس اجتماعا عبر تقنية الاتصال المرئي، لمتابعة إجراءات التعامل مع فيروس كورونا المستجد. وشدد العاهل الأردني على ضرورة مواصلة العمل وبكل الطاقات والإمكانيات لمواجهة هذا الوباء. كما شدد على ضرورة التقيد بتطبيق إجراءات وقائية تضمن سلامة المواطن. وأكد على أهمية التركيز على قطاع الزراعة بمختلف أشكاله، وتشجيع المزارعين على الاستمرار في إنتاج المحاصيل التي تلبي احتياجات المستهلك.
وفي السياق أعلن وزير الإعلام أمجد العضايلة أن الحكومة قررت فتح عدد من المخابز الرئيسية والصيدليات في مختلف مناطق المملكة، وذلك بهدف تزويد المواطنين بحاجاتهم من الخبز والدواء عن طريق خدمة التوصيل، التي سُيعلن عن تفاصيلها لاحقاً.
وحذر الوزير الأردني من احتمالات إطالة أمد حظر التجول، داعيا المواطنين للتأقلم، مشيرا إلى أن «حظر التجوّل أمر صعب»، لكنّه متطلّب للحفاظ على صحّة المواطنين وسلامتهم، «لذا لا بدّ من التعايش معه، والتقيّد بالتعليمات الصادرة عن الجهات المختصة».
وعلى صعيد الأرقام، أكد وزير الإعلام أن الحكومة تدرس خيارات تمديد حظر التجول، وتطبيق آليات لتأمين مواد تموينية إلى المنازل، مستبعدا اللجوء إلى السماح بخروج المواطنين خلال ساعات محددة كما كان مقررا في السابق، حيث أعلنت الحكومة الجمعة الماضية بفك الحظر جزئيا يوم الثلاثاء، وذلك بعد ارتفاع عدد الإصابات بفيروس الكورونا المستجد إلى 112 حالة.
وفي الإيجاز الصحافي اليومي لوزير الصحة سعد جابر، أكد أن الحالات الجديدة كان أغلبها لقادمين من الخارج أو مخالطين فيما بدأت تظهر حالات إصابة غير معروفة المصدر يجري تقصيها.
وأكد وزير الصحة أن هذا الرقم ليس كبيراً جداً إلا أنه مؤشر خطير بأن «قلة منا لم تلتزم بتعليمات الصحة العامة واستهترت ولربما تؤدي إلى زيادة العدد، وكذلك سلبنا جميعاً حريتنا غصباً عنا بينما كنا ننظر إلى الأمان نتيجة هذا المرض ونتيجة استهتار بعض الناس».
وأهاب الدكتور جابر بالمواطنين وهم في منازلهم، بأن يلتزموا بالتعليمات، وأكد أهمية البُعد عن أي شخص، قائلاً «يجب التعامل مع الشخص كأنه مصاب حماية لأبنائكم وللوطن».
وفي السياق بلغت أرقام الموجودين في الحجر الصحي الإلزامي في مختلف المواقع 5050. منها 3104 حالة حجر في العاصمة عمان، و1923 حالة حجر في منطقة البحر الميت، و23 في العقبة.
وذكرت بيانات وزارة الصحة وفق النشرة اليومية أن عدد الفنادق التي تم استئجارها لغايات الحجر الصحي 34 فندقا، 23 منها في عمان، و10 فنادق في منطقة البحر الميت، وفندق في العقبة.