تسبب قرار حكومي بتوزيع مادة الخبز إلى المنازل أمس بحالة فوضى واسعة، بعد تدافع المواطنين في بعض المناطق تجاه مركبات التوزيع، وسط نداءات رسمية للمواطنين بالبقاء في منازلهم، ومنع التجمع والاختلاط، في مشهد عده مراقبون كسراً لحظر التجول الذي طال مناطق المملكة كافة.
وفي حين وعدت الحكومة بتقييم الأخطاء التي وقعت أمس خلال توزيع مادة الخبز وعبوات المياه والاحتياجات من الأدوية، بحسب وزير الإعلام أمجد العضايلة، وعدت الحكومة كذلك باستمرار عمليات التوزيع خلال الأيام والأسابيع المقبلة، حتى انتهاء موعد حظر التجول التي تنفذه السلطات بموجب قرار صادر عن قانون الدفاع.
وفي صورتين متناقضتين في مناطق مختلفة من المملكة، نقلت صور وثقتها صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التزام عدد كبير من المواطنين بسياسات الفصل بين المصطفين في انتظار التزود بمادة الخبز من باصات التوزيع، ضمن مسافات متباعدة، في حين نقلت صور أخرى تدافعاً كبيراً للمواطنين عند المركبات وازدحاماً خانقاً، وسط عدم التزام من قبل بعض موظفي البلديات وأمانة عمان، حسب ما نقلته صور بثها مواطنون، بشروط السلامة العامة التي أعلنت عنها وزارة الصحة.
وعلق وزير الإعلام الأردني أمجد العضايلة، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، على تناقض الصور خلال عمليات توزيع الخبز بقوله: «صحيح شاهدنا اليوم صوراً تبين مظاهر التزاحم، لكن في المقابل شاهدنا صوراً مثالية لانضباط المواطنين في الدور للحصول على الخبز»، لافتاً عبر تعليقه إلى أن «انضباط المواطنين والتزامهم، وانعكاس ذلك على عدد الإصابات، هو الذي يحدد سرعة البتّ في موضوع رفع الحظر».
إلى ذلك، أعلن وزير الإدارة المحلية، وليد المصري، أن العمل جارٍ على حل الصعوبات التي ظهرت مع بدء اليوم الأول لتوزيع «الخبز» على السُّكان، مضيفاً أنَّ عملية التَّوزيع مستمرة ولأيَّام، وأن المخزون كافٍ، ولا داعي لخروج السكان، وسيصل الجميع حاجته من الخبز.
وشدد الوزير الأردني على أن آلية التوزيع تخضع للتقييم كل ساعة، وفق التغذية الراجعة من الميدان عبر الفرق المشرفة على التوزيع، لافتاً إلى أنه تم إرسال سيارات للمناطق المزدحمة في المملكة. وفي حين عبر مواطنون التقتهم «الشرق الأوسط» عن استيائهم من الآلية التي اعتمدتها الحكومة في توزيع الخبز والمحروقات والدواء يوم أمس، وعدم قدرة كثير منهم على الوصول إلى المركبات المخصصة بسبب الازدحام، وانتظار آخرين أن تصلهم مركبات الخبز، دون أن ينالوا حصتهم، أكد وزير الإعلام الأردني أمجد العضايلة، في الإيجاز الصحفي المستمر، أنه لا توجد «ممارسات فضلى في العالم»، وأن الحكومة تعد بـ«تصويب الاختلالات، من خلال مراجعتها المستمرة للآليات المعتمدة».
وبثت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لخرق قرار حظر التجول، والاعتداء على آلية تابعة لأمانة عمان الكبرى (بلدية العاصمة)، ومحتوياتها من مادة الخبز، وطرد موظفي البلدية. كما شهد عدد من المخابز في المملكة اكتظاظًا كبيراً، في مشهد آخر من مشاهد خرق حظر التجول. وأمام زيادة الطلب على أصناف تموينية متعددة، اضطر عدد من محلات البقالة إلى أن يفتح تحت ضغط مطالب المواطنين، على الرغم من تسجيل مخالفات بحق أصحاب المتاجر، ودفعهم غرامات طائلة.