قررت لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي 48، بالتنسيق مع المؤسسات والمنظمات الفلسطينية في الوطن والشتات، تحويل نشاطات إحياء ذكرى يوم الأرض، الاثنين 30 مارس (آذار)، إلى سلسلة نشاطات رقمية ومنزلية، بسبب الظروف الصحية الخطيرة القاهرة الناشئة في أعقاب انتشار فيروس كورونا المستجد. وسيكون في مركز هذه النشاطات مظاهرة إلكترونية في الساعة الخامسة من بعد الظهر، حسب توقيت القدس، وإلى جانبها نشاطات منزلية أخرى.
وقال رئيس اللجنة، محمد بركة، أمس (الأحد)، إن هذه الخطوة تأتي «من أجل الحفاظ على ديمومة إحياء الذكرى الخالدة ليوم الأرض، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلامة الجمهور العام».
وقررت لجنة المتابعة، بعد أن أجرت سلسلة من المشاورات من أجل ضمان ديمومة إحياء ذكرى يوم الأرض الخالد «إحياء الذكرى هذه السنة من خلال تنظيم مظاهرة رقمية إلكترونية في الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم (الاثنين)، بإطلاق نشيدي (موطني) و(سنرجع يوماً إلى حينا)، مع وجود على أسطح المنازل أو بالنوافذ، والقيام بنشاط عائلي، مع إمكانية بث حي على الشبكات الاجتماعية، وكذلك وضع بروفايل مشترك في صفحات (فيسبوك)، يظهر فيه العلم الفلسطيني، ورفع أعلام فلسطين على نوافذ أو أسطح البيوت في اليوم نفسه، وإضاءة شمعة رقمية لذكرى أرواح شهداء يوم الأرض، وكل شهداء شعبنا».
وسيشهد هذا اليوم توجيه كلمة متلفزة من رئيس لجنة المتابعة، من خلال الشبكة الرقمية، وبث برامج توعية وتثقيف حول «أهداف وأخطار صفقة القرن»، وتبني برنامج لجنة متابعة قضايا التعليم العربي المتعلقة بيوم الأرض، والموجهة لطلاب المدارس. كما سيتم وضع أكاليل الزهور على أضرحة الشهداء في سخنين والطيبة وعرابة وكفركنا، بمشاركة أعداد قليلة جداً، وفق قرار السلطات المحلية في هذه البلدان.
وقال بركة، في كلمة له بالمناسبة: «الذكرى الـ44 تحل في وقت عصيب على شعبنا الفلسطيني، وشعوب العالم، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا. فواقع شعبنا تحت الاحتلال، وفي مخيمات اللجوء، يقل من قدرته على ضمان الحماية والوقاية بالمستوى المطلوب، وهذا يشتد أكثر في المناطق المحتلة منذ عام 1967. والتمييز العنصري أيضاً، في ظل أزمة إنسانية كهذه، يلاحق جماهيرنا العربية في إسرائيل، من سياسات حكومة بنيامين نتنياهو التي تدير ظهرها للموارد التي تحتاج إليها البلدات العربية، ولكن بشكل خاص، عشرات آلاف الفلسطينيين في بلدات النقب المحرومة من الاعتراف».
ودعت جامعة الدول العربية الهيئات والمنظمات الدولية المعنية للقيام بواجباتها في فضح السياسات العنصرية، وإدانة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية لأبسط الحقوق الفلسطينية، والتصدي لهذه الممارسات الإسرائيلية، طبقاً للقواعد الآمرة في القانون الدولي، وما أقرته المواثيق والشرائع الدولية.
وفي السياق، جددت الجامعة العربية، في بيان أصدره قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة أمس، بمناسبة الذكرى الـ44 ليوم الأرض، اعتزازها بصمود ونضالات الشعب الفلسطيني وتضحياته، ودعمها المطلق لهذا النضال الباسل لاستعادة الحقوق الوطنية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكد دعمه ووقوفه إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية المحتلة وداخل الخط الأخضر، وتقدير نضالاتهم دفاعاً عن وجودهم وحقوقهم وأرضهم وهويتهم، تلك الحقوق الثابتة التي يضمنها القانون والشرعية الدولية.
ولفت إلى إن هذه الممارسات والانتهاكات، في ظل الإجراءات لمواجهة فيروس «كورونا»، تستغلها سلطات الاحتلال لمواصلة تنفيذ مخططاتها لمصادرة الأرض وتهويدها، والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني.
وعد البيان أن هذه الذكرى شكلت واحدة من محطات النضال الوطني الفلسطيني في الداخل المحتل منذ 1948، دفاعاً عن الوجود والحقوق في الأرض والهوية، مؤكداً: «وتستذكر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية هذه المناسبة الوطنية الخالدة، حين هبت جموع الشعب الفلسطيني للتصدي لمخطط المصادرة والتهويد للأرض العربية الفلسطينية بصدورها العارية أمام آلة البطش والقمع العسكرية الإسرائيلية، ليسقط عشرات الشهداء والجرحى»، مشدداً على أن يوم الأرض سيبقى ذكرى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني، تلهم الأجيال لموصلة التضحيات والنضال من أجل الحرية والاستقلال، كما سيبقى عنواناً للتضامن مع النضال العادل للشعب الفلسطيني على طريق الحرية وإنهاء الاحتلال.