فيروس كورونا: "يجب التحقيق في المصدر الحيواني لهذا الوباء" إعلان اقرأ المزيد <![CDATA[.a{fill:none;stroke:#9a9a9a;stroke-width:2px}]]>
ما هو دور الحيوانات البرية التي تباع بشكل غير شرعي في سوق مدينة ووهان الصينية في انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان؟ وهل اتخذت الصين جميع الإجراءات لمحاسبة كل الذين يتاجرون بالحيوانات البرية مثل الثعابين والخفافيش والبنغول التي يُحتمل أنها مصدر انتقال عدوى فيروس كورونا إلى الإنسان؟
هذه الأسئلة طرحناها على الأخصائي في الأمراض المعدية وأستاذ الطب في جامعة "السوربون" في باريس ديدييه سيكار، وهو الرئيس السابق للمجلس الاستشاري الفرنسي للأخلاقيات.
فرانس24: هل بات من الضروري التحقيق في المصدر الحيواني لفيروس كوفيد-19 من أجل دارسة طريقة انتشار العدوى؟
ديدييه سيكار: نعم، من الضروري القيام بهذا التحقيق الطبي لأن قضية انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان تشكل رابطا أساسيا في مثل هذه الأزمات الصحية.
ما هو مؤكد أن مصدر وباء كوفيد-19 هو سوق ووهان للحيوانات البرية، مثل الثعابين والفئران والخفافيش وحيوان البنغول. كل هذه الحيوانات كانت مكدسة وسط البول والفضلات، دون أدنى شروط للنظافة. وكانت تباع بشكل غير شرعي إذ أن تسويقها ممنوع.
الأماكن التي كانت تكدس فيها هذه الحيوانات ضيقة جدا وقابلة لتفشي أي فيروس. أما طرق انتقال العدوى منها إلى الإنسان، فهي عديدة ومتنوعة. فهناك مثلا من صافح بائعي هذه الحيوانات أو أخذ الحيوانات بين يديه ثم لمس وجهه أو فمه. وفي بعض الحالات، لوحظ أطفال يلمسونها من باب الفضول. فهذه من الأسباب البارزة التي جعلت العدوى تنتقل من الحيوان إلى الإنسان ثم تنتشر في المجتمع.
هل هذا يعني أن الحيوانات تُعدي الناس لكنها لا تصاب بالمرض أصلا؟
نعم. بإمكان الحيوانات أن تصاب بالعديد من الفيروسات من دون أن تتضرر هي صحيا. الخفافيش مثلا يمكن أن تصاب بأكثر من ثلاثين فيروسا ورغم ذلك فبإمكانها العيش بدون أية مشكلة. نفس الشيء بالنسبة للبنغول. وتسلك عملية انتقال العدوى من الخفافيش إلى حيوان البنغول والتي تتم عبر أشجار الفواكه مسارا معقدا.
وباستطاعة البنغول أن يصاب بالفيروس عبر تناول النمل المصاب أصلا أو تناول فواكه تأثرت بالعدوى من خلال بول الخفافيش المصابة بالفيروس. يمكن أيضا للثعابين أن تساهم في نشر الفيروسات كونها هي الأخرى تأكل الخفافيش الميتة.
ويبدو أنه من الضروري مراقبة هاته الحيوانات بانتظام لمعرفة ما إذا كانت تحمل فيروسات أم لا. أكثر من ذلك، يجب الابتعاد عنها وتغيير طريقة التعامل معها.
الصين منعت في شهر فبراير/شباط تسويق الحيوانات البرية. لكن يبدو أن هذا الحظر لا يحظى باحترام الجميع…
للأسف لا. الصينيون يحبون تناول الحيوان البرية لأنهم يعتقدون بأنها ستساعدهم على مكافحة الشيخوخة وتقوية قدراتهم الجنسية. لكن الحكومة تشعر بقلق كبير إزاء هذه الأسواق غير الشرعية كما أنها لا تريد أن تمارس ضغوطا كبيرة على الأشخاص الذين يعتقدون بأن تناول الحيوانات البرية تعود لهم بفوائد صحية.
هل هناك ضغوط دولية على الصين لكي تجرم بيع الحيوانات البرية المسببة لتفشي الفيروسات؟
نعم هناك ضغوطات لكن الصين تدافع عن نفسها بقوة لأنها ترفض الاتهام بأنها هي التي تقف وراء انتشار فيروس كورنا. ومن جهة أخرى، قامت السلطات الصينية بإغلاق سوق ووهان لمحو وإتلاف كل الأدلة التي ربما تثبت بأن فيروس كورونا انطلق من هذه المدينة.
حتى وزير الخارجية الصيني اتهم أمريكا بتصدير فيروس كورونا إلى بلاده. لكن أعتقد أن المجتمع الدولي لم يصدق هذا الكلام. أما فيما يتعلق بمنع بيع بعض الحيوانات البرية، أشك كثيرا في نية وإرادة الصين في القيام بذلك نظرا للمعتقدات الدينية والتقاليد الثقافة الراسخة لدى السكان.
لقد طالبتم بإنشاء محكمة دولية متخصصة في القضايا الصحية. فما هي أهداف وطريقة عمل هذه المحكمة؟
يجب إنشاء منظمة دولية مختلفة عن منظمة الصحة العالمية، أقصد إنشاء مؤسسة مستقلة لا تخضع لأي ضغوطات. (فعلى سبيل المثال، مارست الصين ضغوطات على منظمة الصحة العالمية منذ البداية لكي لا تتحدث كثيرا عن فيروس كورونا كونها من أبرز الممولين لها).
لذا يجب إنشاء محكمة دولية أو ما يشابه ذلك تكون قادرة على فرض عقوبات سياسية ومالية صارمة وبشكل فوري ضد أي بلد يسمح بتهريب وتجارة الحيوانات البرية في الأسواق.
هذه المحكمة الصحية ستكون مسيرة من قبل متخصصين في مجال الأبحاث العلمية. ويكون دورهم جمع البيانات الصحية من جهة، والقيام بتحقيقات طبية على المستوى الدولي على طريقة محكمة العدل الدولية من جهة أخرى.
فرانس24
النشرة الإعلاميةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24
<![CDATA[.cls-1{fill:#a7a6a6;}.cls-2,.cls-6{fill:#fff;}.cls-3{fill:#5bc9f4;}.cls-4{fill:url(#linear-gradient);}.Graphic-Style-2{fill:url(#linear-gradient-2);}.cls-5{fill:url(#linear-gradient-3);}.cls-6{stroke:#fff;stroke-miterlimit:10;stroke-width:0.2px;}]]>google-play-badge_AR