تحدثنا في موضوع: «جهاز المناعة… أقوى الدفاعات ضد كورونا» عن المناعة عند الإنسان وتعرفنا على أقسامها (الطبيعية والمكتسبة) وعن دور المناعة في مقاومة الأمراض. وفي هذا الموضوع سوف نستعرض أهم طرق تعزيز ورفع المناعة «غذائيا» في موسم تفشي كورونا ودور مضادات الأكسدة.
– دفاعات المناعة
تحدثت إلى «صحتك» البروفسورة جميلة محمد هاشمي أستاذة علم التغذية العلاجية قسم تغذية إنسان كلية علوم الإنسان والتصاميم بجامعة الملك عبد العزيز – موضحة أن المناعة، بشكل عام، عبارة عن تقنية متطورة جدا لمواجهة أي خطر أو مرض يتعرض له جسم الإنسان مثل السرطانات، الفيروسات، البكتيريا، الميكروبات.
> مواقع جهاز المناعة. يتركز 60 – 70 في المائة من جهازنا المناعي في الجهاز الهضمي وبشكل خاص في البكتيريا النافعة (الفلورا البروبيوتك) في الأمعاء، و40 في المائة تتوزع بين الخلايا اللمفاوية والنخاع الشوكي والجلد وخلايا مفرزة مثل كريات الدم البيضاء. ويعتبر الجلد أول خط مناعي لنا.
وللتذكير، فإن الفيروس هو عبارة عن شيء غير حي لا يتكاثر ولا ينقسم خارج الخلية الحية لذلك فإن هدفه الأوحد الدخول إلى خلية حية ليتكاثر وينمو فيها على عكس البكتيريا. وكل فيروس مختص بإحداث مرض معين كفيروس الكورونا المختص بالرئتين الذي يدخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف فتقابله الغدد الموجودة في الحلق وتحاول دفعه إلى المعدة التي تحتوي على حامض الهيدروكلوريك في محاولة منها للقضاء عليه. لذا يشعر المريض بجفاف في الحلق، وترتفع درجة حرارته، ويصاب بسعال جاف بدون بلغم، مع إحساس بالتعب الشديد والإنهاك وصعوبة في التنفس مع الشعور بثقل على الصدر.
> كيف تعمل المناعة طبيعيا؟ تجيب الأستاذة هاشمي أنه عندما يصل الفيروس للرئتين يبدأ بالتكاثر السريع وتدمير الخلايا السليمة، وهنا تتأهب الجنود الموجودة في الدم للدفاع عنه من خلال الدورة الدموية النشيطة مع أخذ عينة من الفيروس لإنتاج أجسام مضادة للقضاء عليه،. وتحتاج هذه العملية إلى 4 – 5 أيام، تظهر بعدها الأعراض الآتية:
– ارتفاع درجة الحرارة: وهو أول خطوط الدفاع للجهاز المناعي، حيث إن معظم الميكروبات يتم القضاء عليها بارتفاع درجة الحرارة. ومن الخطأ الإسراع والعمل بخفض درجة الحرارة خاصة باستخدام الأدوية الخافضة للحرارة لأن ذلك يعاكس عمل الجهاز المناعي.
– إفرازات المخاط: وهو وسيلة أخرى من الجهاز المناعي يحاول بواسطته الإمساك بالميكروبات وتجميعها والتخلص منها. لذلك علينا تحمل القليل من الإفرازات المخاطية والبلغم وقت المرض لأنها تعمل لصالحنا في محاولة للإمساك بالميكروبات وطردها خارج الجسم. ومن الخطأ أيضا الإسراع لوقفها وعدم تحملها بأخذ أدوية تعمل على وقفها وهذا أيضا يعمل عكس عمل الجهاز المناعي للجسم.
– الكحة والعطاس: أيضا هما من وسائل الجسم المناعية للتخلص من الميكروبات التي يتعرض لها. إن الإسراع في وقفهما أيضا يعمل عكس جهازنا المناعي الطبيعي.
– الإسهال والقيء: هما من الخطوط الدفاعية الطبيعية لجهاز المناعة والتي تعمل على تخليص الجسم من الكثير من الميكروبات التي تهاجم الجسم. إن الإسراع بأخذ أدوية لوقفهما يعمل أيضا على عكس محاولة جهازنا المناعي للتخلص من الميكروبات بطريقته الطبيعية.
– الإحساس بالفتور وقلة النشاط وقلة الشهية: هي أيضا من خطوط دفاع الجسم التي يحاول الجسم استخدامها كاملا للتخلص من الميكروب، فيجب علينا هنا الراحة التامة وعدم العمل على عكس ذلك.
وتحذر هنا الأستاذة هاشمي من أخذ المضادات الحيوية فهي مشكلة المشاكل حيث تعمل في كثير من الأحيان على إضعاف الميكروب وليس القضاء عليه نهائيا خاصة في حالة سوء استخدامها. ويحصل هنا لبس للجهاز المناعي هل يحارب الميكروب الضعيف أم الميكروب الأساسي.
> متى نبدأ بأخذ العلاج المضاد للميكروبات؟ تجيب البروفسورة هاشمي بأنه يمكن أخذ العلاج بعد ثلاثة إلى أربعة أيام بهدف إتاحة الفرصة للجسم، أولا، على رفع مناعته الذاتية والتغلب على الميكروبات بدون تدخل دوائي. وفي بريطانيا وأميركا، من الصعب جدا وصف واقتناء المضادات الحيوية إلا في الضرورة القصوى حفاظا على سلامة الجهاز المناعي الطبيعي وقوته في أجسامنا.
– تعزيز المناعة الطبيعية
يتم تعزيز ورفع مناعة الجسم الطبيعية لاتخاذ خطوات لتأمين سلوكيات وتغذية صحية
> تحسين السلوكيات، باتباع ما يلي:
– النوم الكافي ليلا لمدة تتراوح بين 6 – 8 ساعات.
– منع استهلاك السكريات تماما من النظام الغذائي (كل ملعقة طعام من السكر أي 15 غراما تضعف المناعة بنسبة 50 في المائة).
– الرياضة البدنية ضرورية جدا وأن نجعلها أسلوب حياة وليست رفاهية، المشي 30 دقيقة- 5 أيام في الأسبوع.
– الابتعاد قدر الإمكان عن الضغوط العصبية والنفسية، لأنها تعمل على إفراز هرمون الكورتيزول وهو من الهرمونات الضارة والتي تعمل على زيادة الوزن وتزيد من مقاومة الإنسولين وتضعف المناعة.
– غسل الأيدي مهم جدا لمدة كافية تتراوح من 30 إلى 40 ثانية بالماء والصابون وهي تقلل من 70 إلى 80 في المائة من الميكروبات العالقة بهما.
– الامتناع عن التدخين، فالتدخين يعمل على نقص المناعة بسبب تدميره لفيتامين سي خاصة حيث يحتاج المدخن إلى كميات وفيرة منه تفوق الشخص غير المدخن.
– أغذية ترفع مناعة الجسم
وحيث إن 60 – 70 في المائة من الجهاز المناعي يتركز في الجهاز الهضمي وبشكل خاص في الأمعاء، فمن المهم جدا رفع جهازنا المناعي برفع مستويات البكتريا النافعة في الجهاز الهضمي، ويتم ذلك باستهلاك أطعمة محددة، نذكر منها ما يلي:
– الماء، الإكثار من شرب الماء الدافئ.
– المغنيسيوم، مهم جدا لرفع المناعة والنوم العميق، نتناول منه 40 مليغراما ليلا بشكل خاص. ومن أهم مصادره في الغذاء الشوكولاته الداكنة، الأفوكادو، الخضراوات الخضراء الداكنة، الأسماك الدهنية (سالمون، سردين، ماكريل، تونة)، المكسرات، البقوليات والحبوب الكاملة.
– فيتامين سي، (وليس حامض الأسكوربيك)، إن 1 غرام من فيتامين سي له دور هام في رفع المناعة ومحاربة الميكروبات، و10 غرامات منه استخدمت عن طريق الوريد في معالجة بعض أنواع من السرطانات، و12 غراما تم بها معالجة الحصبة وقت تفشيها. من المهم تناوله من مصادره الغذائية مثل الكرز وهو غني جدا بـفيتامين سي، التوتيات بأنواعها، البابايا، الكيوي، الجوافة والفلفل بأنواعه كلها، والحمضيات.
– فيتامين دي، مهم جدا في رفع المناعة والتغلب على كثير من الأمراض، وهو يتكون عند التعرض لأشعة الشمس طبيعيا في أوقات الذروة من الساعة 10 صباحا – 4 عصرا. تناول الأسماك الدهنية، صفار البيض، كل المنتجات ذات المصدر الحيواني لأنه من الفيتامينات الذائبة في الدهون.
– الحبة السوداء.
– الأوريغانو، من الأعشاب.
– مشروب الزنجبيل والكركم، (ملعقة زنجبيل + ملعقة كركم في ماء ساخن + عصير ليمونة كاملة يضاف عندما يبرد المزيج).
> تناول مضادات الأكسدة، وهي تعمل على التخلص من الشوارد الحرة (مركبات تدخل إلى خلايا الجسم وتعمل على تشويهها)، وهنا تحد مضادات الأكسدة من أثرها المخرب. ولهذا نحرص على تناول مضادات الأكسدة وهي مجموعة من الفيتامينات إيه، إي، سي (A، E، C) وأيضا مجوعة من العناصر مثل السيلينيوم والكروم والنحاس. إن فيتامين إيه وفيتامين إي من الفيتامينات الذائبة في الدهون يوجدان في الكثير من الأطعمة الحيوانية والنباتية مثل الزيوت النباتية خاصة زيت الزيتون، وفيتامين سي متوفر في الخضراوات خاصة الخضراء والفواكه.
– أملاح معدنية
> أهم الأملاح المعدنية المضادة للأكسدة ما يلي:
– السيلينيوم. أحد العناصر المهمة، التي تنتمي لفئة الأملاح المعدنية. ويعتبر السيلينيوم من مضادات الأكسدة القوية، التي تساند الكثير من العمليات الحيوية في الجسم، خصوصاً أنْ ترافق تناول السيلينيوم مع فيتامين إي. وللسيلينيوم فوائد كثيرة أخرى. ويحتاجه الجسم بنسبة ضئيلة على العكس من باقي الأملاح المعدنية.
يُسبب نقص عنصر السيلينيوم العديد من المشاكل التي ترتبط بالالتهابات التي تصيب الجسم، وحدوث مشاكل في أعضاء الجسم الحيوية مثل الكبد، والقلب، والكليتين، والبنكرياس، والشعور بالإجهاد، وعدم القدرة على الإنجاب، وحدوث التهاب في المفاصل، واضطرابات متعدّدة في الأمعاء، والمعدة، وتساقط الشعر، وحدوث التشنجات، والشعور بطعمٍ غريب في الفم يشبه طعم المعادن.
يوجد السيلينيوم في جميع اللحوم الحمراء والبيضاء، الحبوب الكاملة، البقوليات، الأجبان، البيض، القرنبيط الأخضر والأبيض والمكسرات.
– الكروم. هو عنصر أساسي بمقدار قليل لأن الجسم يحتاجه بكمية قليلة جداً للصحة، ويستخدم الكروم لتعزيز الصحة وفي التحكم في نسبة السكر في الدم للأشخاص المصابين بما قبل السكري والسكري النوع الأول والنوع الثاني. كما أنه يستخدم في علاج الاكتئاب ومتلازمة تيرنر ومتلازمة تكيس المبايض وتقليل الكوليسترول الضار وزيادة الكوليسترول الجيد.
يوجد في جميع اللحوم الحمراء والبيضاء، الحبوب الكاملة، البقوليات، الأجبان، البيض، القرنبيط الأخضر والأبيض والبطاطس.
– النحاس. يساعد على تكوين خلايا الدم الحمراء، والإنزيمات، والأنسجة الضامة، والعظام، إضافة إلى المحافظة على صحة الأوعية الدموية، والأعصاب، والجهاز المناعي.
يوجد في الأعضاء الداخلية للحيوان مثل الكبد وغيره، ويتوفر أيضا في البذور مثل بذور دوار الشمس واليقطين، وفي المأكولات البحرية والخضراوات الورقية.
– الكمامة لا تزال ضرورة
> مع استمرار انتشار خطر فيروس «كورونا» المستجد كوفيد – 19. أوصت وزارة الصحة السعودية بضرورة ارتداء الكمامة المصنوعة من الأقمشة القطنية كإجراء احترازي للوقاية من العدوى بهذا الفيروس وذلك في حال الخروج من المنزل وعند الذهاب للأماكن العامة بعد قرار رفع منع التجول جزئياً مؤكدة على أن الخطر «لا يزال قائماً».
والطريقة الصحيحة لارتداء الكمامة تكمن في شدها قدر الإمكان على الوجه حتى تُبقي الفم والأنف محفوظين مع الحرص على عدم لمس العين والأنف والفم، كما يجب عند إزالة الكمامة أن يتم غسل اليدين بشكل مباشر للوقاية من الإصابة بأي من الأمراض. ويمكن إعادة استخدام هذه الكمامة مرة ثانية بعد غسلها جيدا.
وأكد وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة أن رفع منع التجول جزئياً تم بناءً على ما رفعته الجهات المختصة من مؤشرات أوضحت التزام المواطنين والمقيمين بالتباعد الاجتماعي، وتطبيق الاحترازات الصحية. وأن الفيروس خطر على الجميع وخصوصاً من هم أكبر من 65 سنة والذين لديهم أمراض مزمنة أو الذين يعانون من مشاكل تنفسية كتلك الناتجة عن التدخين أو السمنة المفرطة.
– استشاري طب المجتمع