هلا المصلحة الشخصية فوق كل اعتبار
&السواد الأعم في مجتمعنا؟
العلاقة والمصلحة كلمتان مترادفتان تتناغمان معاً، لهما هدف واحد ومبدأ واحد والمصلحة هي صخرة تتفتت عليها في أحيان كثيرة كل القيم الإنسانية ولا شيء يعلو فوق المصلحة والمصلحة تتنوع حسب طالب الخدمة ولها أشكال وأنواع كثيرة. أحياناً كثيرة يرتدي صاحب المصلحة الشخصية قناع التودد والتلطف مع قناعته بعكس ما يظهر.لست ضد العلاقة القوية بين الناس لكنني ضد العلاقة القائمة على المصلحة الشخصية وما أكثرها في مجتمعنا وفي غالبية شرائح المجتمع
لا يستطيع الإنسان مهما كان، الاستغناء عن الآخرين سواء من أجل تبادل المصالح المشتركة أم من أجل الحب المطلق في الله .ومن أسمى هذه العلاقات هي الصداقة التي يُبنى سمو تعاملها عبر الأيام والسنوات بالاحترام والوفاء .فهناك من يستغل ارتباطه بشخص معين لمصلحة شخصية وما أن تنتهي هذه المصلحة ينتهي معها كل شيء وهو ما يعكس سوء نوايا بعض الأفراد.
وللصداقة شروط أهمها التوافق الفكري والنفسي والاحترام المتبادل وكذلك تشابه الميول والاتجاهات.وربما الأخلاق الحسنة التي تفعل مفعول السحر في الاحترام المتبادل بين الأفراد والجماعات.كما يكون الأجمل في العلاقة.إنْ كانت بعيدة عن المصالح الشخصية.ولكن الذي نراه الآن.أنه قلَ ما توجد صداقة.بل مصالح متبادلة.وبمجرد أن تنتهي المصلحة تنتهي العلاقة.وتتغير المعاملة إلا أن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية فرضت علينا نوعية معينة من العلاقات لم تكن موجودة في الماضي.حتى بعض العلاقات الزوجية وقعت تحت وطأة المصالح والمنافع .فالعلاقات الحقيقية البعيدة عن المصالح الشخصية تسمو بأهلها.
في الحقيقة أصبحت أغلب العلاقات البشرية والارتباطات محكومة بالمصالح المتبادلة التي باتت هي الأساس لاستمرار العلاقة والمؤسف أيضاً حتى الحب بات يخضع لهذه المعضلة بحيث أصبح الرجل يحسب ألف حساب قبل اختيار شريكة مستقبله التي يريدها من أجل مساعدته وليس من أجل الحب والإخلاص
أحياناً المصلحة تغلب على الصداقة خاصةً في هذه الأيام .ولنا في إخوة يوسف الصديق دليل حين كانت لهم مصلحة مع أبيهم فقالوا: أخانا.فأرسل معنا أخانا.وعندما انتهت المصلحة قالو.ابنك.إِنَّ ابْنَكَ
مع ان يوسف
كان إنسانًا محبوبًا.
كان ناجحًا وحسن التدبير. وكان الرب معه.
كان مثالًا في العفة.
كان رجل أحلام كما كان مفسرًا للأحلام.
كان صبورًا حتى حول الله الشر إلي خير.
كان بارًا بأبيه وبأخوته الذين ظلموه
الكثيرين يتغير الخطاب بتغير المصالح وحين يمرض من نحبه.نقول:ابتلاء.وحين يمرض من لا نحبه، نقول: عقوبة.وحين يصاب من نحب بمصيبة.نقول: لأنه طيب.وحين يُصاب بمن لا نحبه نقول: لأنه ظلم الناس
لنحذر من توزيع أقدار الله على هوانا فكلنا حاملون للعيوب ولولا رداء من الله اسمه الستر لانحنت أعناقنا من شدة الخجل
ويحضرني الآن ما قال البابا شنودة.
يا صديقي لست أدري ما أنا ** أو تدري أنت ما أنت هنا
أنت مثلي تائه في غربة** و جميع الناس أيضاً مثلنا
نحن ضيفان نقضيَ فترة ** ثم نمضي حين يأتي يومنا
عاش آباؤنا قبلاً حقبة ** ثم ولى بعدها آباؤنا
قد دخلت الكون عرياناً ** فلا قنية أملك فيه أو غنى
و سأمضي عارياً عن كل ما ** جمع العقل بجهل واقتنى
عجباً هل بعد هذا نشتهي ** مسكناً في الأرض أو مستوطنا
غرنا الوهم ومن أحلامه ** قد سكرنا وأضعنا أمسنا
ليتنا نصحو ويصفو قلبنا ** قبلما نمضي وتبقى ليتنا
بقلم / سلامة مرجان