قالت شعبة الإعلام الحربي بـ«الجيش الوطني» الليبي، برئاسة المشير خليفة حفتر، إنه واصل عملياته أمس، من خلال أربع طلعات جوية، قصفت مواقع وتمركزات «الحشد الميليشياوي والمرتزقة الأتراك» في منطقة السدادة شرق مدينة مصراتة بغرب البلاد.
وكان المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» بالجيش الوطني قد أعلن مساء أول من أمس، أن قوات الجيش وجهت في منطقة السدادة ضربة جوية قوية، أحدثت إصابات مباشرة لـ«المرتزقة والميليشيات».
وقال العميد خالد المحجوب، مسؤول التوجيه المعنوي بـ«الجيش الوطني»، إن خسائر قوات «الوفاق» التي تضم «خليطاً من العسكريين الأتراك، والمرتزقة الموالين لتركيا والجماعات الإرهابية، بلغت أكثر من 80 قتيلا» في سرت، لافتا في تصريحات تلفزيونية مساء أول من أمس، إلى تراجع هذه القوات تحت تأثير الضربات الجوية العنيفة، التي شنها الجيش على مواقعها وتمركزاتها. كما كثف «الجيش الوطني» ضرباته الجوية لإحباط محاولات قوات «الوفاق» التوغل شرقا، والسيطرة على سرت لمحو كل المكاسب، التي حققها منذ بداية حملته لانتزاع طرابلس في أبريل (نيسان) من العام الماضي.
في المقابل، قالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها قوات «الوفاق»، إنها بسطت سيطرتها على خط إمداد رئيسي بطول 350 كيلومترا بين جنوب وغرب ليبيا، كانت تستخدمه لعام كامل قوات «الجيش الوطني» كخط إمداد رئيسي في الهجوم، الذي بدأته على العاصمة طرابلس.
واتهمت وزارة الداخلية بحكومة «الوفاق»، التي يرأسها فائز السراج، «الجيش الوطني» بخطف ضابط برتبة عميد في مدينة سرت، وتوعدت في بيان لها بأن هذا الفعل «لن يمر بسهولة»، داعية المنظمات الحقوقية والدولية والبعثة الأممية لمواجهته.
لكن رغم استمرار المواجهات المتقطعة بين قوات حكومة «الوفاق»، و«الجيش الوطني» في محاور مصراتة وسرت بغرب ووسط البلاد، فإن البعثة الأممية كشفت النقاب عن انخراط وفدي الطرفين بشكل كامل في الجولة الثالثة من محادثات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).
وبعدما أشارت إلى أنها اجتمعت مع وفد حكومة «الوفاق»، أول من أمس، بعد اجتماع مماثل مع وفد «الجيش الوطني» الأسبوع الماضي، وصفت البعثة الأممية الاجتماعين اللذين عقدا عبر اتصال مرئي بـ«المثمرين»، موضحة أنها ناقشت معهما آخر التطورات على الأرض، وتلقت ملاحظاتهما على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار الذي قدمته البعثة إلى الطرفين في 23 من فبراير (شباط) الماضي.
ورغم إشادتها بجدية الطرفين والتزامهما في هذا المسار، فقد دعتهما البعثة إلى إنهاء التصعيد لتجنب وقوع مزيد من الضحايا المدنيين، وتفادي حدوث موجات نزوح جديدة، مؤكدة قلقها الخاص حيال تقارير تفيد بالتصعيد والتحشيد في مدينة سرت وما حولها. وهذه الجولة هي الأحدث من نوعها والثالثة بين الطرفين على التوالي من محادثات وقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، ناقش السراج، الذي يعتبر نفسه القائد الأعلى للجيش الليبي، وفقاً لاتفاق الصخيرات، خلال اجتماع عقده أمس، بحضور وزير المالية وقادة القوات الموالية لحكومته، سبل تذليل الصعوبات التي تواجه المؤسسة العسكرية، وتوفير متطلباتها من خلال آليات عملية فعالة بين وزارتي المالية والدفاع، بالإضافة إلى قانون التقاعد العسكري، كما بحث منفردا مع وزير المالية فرج بومطاري الترتيبات المالية، الخاصة بملف الهيئة العامة لرعاية «أسر الشهداء والمفقودين والمبتورين»، في عمليات «بركان الغضب»، و«البنيان المرصوص»، و«ثورة 17 فبراير»، حيث أعطى تعليماته بالإسراع في تنفيذ إجراءات هذا الملف، وذلك بتسوية إجمالية تبلغ مائة مليون دينار.
كما بحث السراج هاتفياً، أمس، مع سفير بريطانيا في ليبيا مارتن رينولدز، سبل تفعيل مخرجات مؤتمر برلين، ووقف التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي الليبي، وأكد خلال اجتماعه أمس مع أوليفر أوفتشا، سفير ألمانيا لدى ليبيا، أن حكومته «لن تتخلف عن أي لقاء جاد مع شركاء حقيقيين، يسعون فعلا لقيام دولة مدنية ديمقراطية، ولا يعتبرون مبادرات حل الأزمة مجرد مناورات سياسية لكسب الوقت، أو تحقيق مصالح خاصة».
ونقل السراج عن سفير ألمانيا حرص بلاده على تنفيذ مخرجات مؤتمر برلين، وفقا لمسارات الحل الثلاثة (العسكرية الأمنية والسياسية والاقتصادية)، وتحقيق الاستقرار في ليبيا.