في خضّم الأحداث الجارية على مستوى العالم والمتعلقة بانتشار جائحة فايروس كوفيد-19 (كورونا) بذلت العديد من المؤسسات الطبية والأكاديمية جهوداً كبيرة ومضنية في العمل بجميع الأشكال لمكافحة الوباء من خلال محاولات ايجاد لقاح فعال أو العمل على تطوير الأدوية أو حتى دراسة الفايروس وتصنيفه ليكون مرجعاً للأطباء والمختصين و الدارسين والمهتمين وذلك لفهم طبيعة الفايروس وكل ما يتعلق به، وقد كان لموسوعة ويكيبيديا دور كبير في ذلك الأمر أيضاً فكيف ساهمت الموسوعة في لعب دور توعوي صحي تثقيفي حول انتشار وباء كورونا؟ وكيف استفاد المجتمع العربي من موسوعة ويكيبيديا إن كان من خلال متابعة كل ما يتعلق بالوباء أو من خلال الاستفادة من المعلومات الواردة في الموسوعة؟ يجيبنا عن هذه الأسئلة الناطق الإعلامي باسم ويكيميديا بلاد الشام ومؤسس مؤسسة بينفوديا أحمد أحمد كان لويكيبيديا دور كبير في نشر المعلومات الصحيحة والدقيقة المتعلقة بفايروس كورونا وانتشاره على الصعيد العالمي مع ابراز الممارسات الصحية المتبعة للوقاية والحد من انتشار الفايروس والقيام بنشر البوسترات والمنشورات التي صُرّح بها من قبل المؤسسات والهيئات الطبية العالمية والمحلية، يعمل عدد من المحررين على المقالات المتعلقة بهذا الأمر حيث قام مجتمع ويكيبيديا بتأسيس فريق خاص من المحررين للقيام بهذه المهمة التحريرية ضمن قسم (ويكيبيديا طب)، واعتُمِد في الفريق على عدد من المحررين الأكفّاء (أطباء وغير أطباء) و المحررين الأطباء أشرفوا على دقة المعلومات الواردة للتأكد منها في كل المقالات. أما بالنسبة للفائدة التي عادت إلى المجتمع العربي فهي متعددة جداً فالموسوعة تلخص المعلومات وتقدمها للقارئ بطريقة بسيطة سلسة أو مترجمة من لغة أخرى أو بالاعتماد على ابحاث ودراسات أكاديمية ومعلومات اخبارية واحصائية من مصادر رسمية كل ذلك لنشر المعلومات ونشر الوعي لتصل الفائدة إلى أكبر عدد من القارئين بمختلف اللغات وبالتالي زيادة الوعي لدى البشر بكل أجناسهم ولغاتهم، أما عدد المقالات التي تناولت المواضيع المتعلقة بفايروس كورونا فقد تجاوزت حاجز 200 مقال في الموسوعة في القسم العربي فقط وقد تناولت العديد من الجوانب منها المعلومات الاساسية التي تصف الفايروس من حيث التكوين و دورة حياته أو طرق انتقاله وتكاثره، ومقالات الاحصائيات الرسمية الخاصة بكل بلد على حدى كالتسلسل الزمني لانتشار الوباء والاحصائيات الوطنية في كل بلد، كما تناولت الموسوعة الجوانب التي أثرت على الحركة الرياضية والاقتصادية وقطاعات النقل والصناعة والسياحة، كما طورت مقالات متعلقة بالأدوية التي شاع أنها تساعد في مكافحة الجائحة لتوضح للناس آلية عمل هذه الأدوية وآراء المؤسسات الطبية في استخدامها من عدمه، ولم تُغْفل المقالات المتعلقة بالعمل المتواصل للجهات العالمية التي تسعى لتطوير لقاح أو عقار فعال للقضاء على المرض. أما بالنسبة لعدد الاشخاص الذين قرأوا مقالات الموسوعة في القسم العربي المتعلقة بهذا الشأن فقد ناهز العدد 6 ملايين قراءة في القسم العربي فقط خلال الأشهر الأربعة الماضية (آذار – نيسان – أيار – حزيران) من هذا العام وهو رقم ليس بالقليل، ما يجعلنا فخورين بأن نكون جزءً من الحركة التثقيفية وحركة التوعية العالمية الصحية لتقليل انتشار هذا الفايروس. وفي هذا الشأن أيضاً أصدر مَكتب تنسيق التَّعريب في (الرِّباط – المغرب) التَّابِع للمُنظمة العربيَّة للتربية والثقافة والعلوم مُعجماً جديداً لمُصطلحات مرض كوفِيد-19 باللغات (إنجليزي – فرنسي – عربي)؛ الذي يسببه فيروس كُورُونا المستجد، وهذا هو أوّل عمل عِلميّ أَكاديميّ لغويّ يشمل المصطلحات المتعلقة بهذا المرض ، ويذكر المعجم صراحة في أنَّه اعتمد على ويكيبيديا العربيَّة بوصفها واحدة من المصادر التي بُني العمل عليها. تكمُن أهمية هذا المعجم في تقديم دليل ألفاظ بلسان عربي موحد لتنظيم الفوضى الحاصِلة في وسائل الإِعلام المرئية والمسموعة والمقروءة التي لا تنفك عن استعمال مصطلحاتٍ متضارِبة مما يعزز في انتشار الشائعات والأخطاء بدلاً من لجمها والذي يؤدي بدوره إلى إرباك القارئ أو زعزعة مفاهيمه الصحية المتعلقة بالمرض عند الحصول على معلومات متضاربة أو متناقضة من عدة مصادر. يجدر الإشارة مرة أخرى إلى الفريق الذي يعمل في موسوعة ويكيبيديا العربيَة، في إطار فريق كُوفيد-19، ولهؤلاء مُساهماتٌ جليّة في تطوير المُحتوى العربي الخاص بالجائِحة، وفي توفير معلوماتٍ صحيحة وموثقة بالمصادر تتصدَى لسيل الأَكاذيب والشائعات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي كما تنتشر النَّار في الهشيم. مع الإشارة إلى أن ويكيبيديا تصرح دائماً بأنها ليست طبيباً وليست بديلاً عن مراجعة الطبيب.
بقلم / أحمد أحمد