في وقت تضع مصر «إجراءات احترازية واسعة لاستعادة السياحة الداخلية ضمن خطة (التعايش مع فيروس كورونا المستجد)». دعت القاهرة لـ«ضرورة التعاون بين أوروبا وأفريقيا لدعم بناء القدرات الأفريقية في البحوث والتطوير والابتكار في الصحة العامة لمجابهة (كورونا) والاستعداد بشكل أكبر لمثل هذه الجائحات في المستقبل». وأكد الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن «مصر تقوم حالياً بإنشاء المركز المصري للتحكم والحماية من الأمراض الوبائية والمتوطنة»، موضحاً أن «المركز فرصة للتعاون بين أفريقيا وأوروبا، ويمكنه أن يكون نقطة التواصل بين القارتين، كما سيقوم بالتعاون المباشر والفعال مع المركز الأفريقي لمجابهة الأمراض المتوطنة».
وعرض وزير التعليم العالي المصري خلال الاجتماع الوزاري لـ«التعاون الأفريقي – الأوروبي في البحث العلمي والابتكار»، أمس، بحضور عدد من وزراء البحث العلمي الأفارقة والأوروبيين عبر «الفيديو كونفرانس» الإجراءات التي اتخذتها مصر للتعامل السريع مع «كورونا» عبر «العمل على إيجاد عقار مضاد للفيروس، وإجراء التجارب السريرية لبعض العقاقير على المرضى، ووضع خطة لتطوير عقار مناسب للفيروس». وأشار الوزير المصري إلى «الإجراءات التي قامت بها مصر، برصد حوالي 100 مليون جنيه، لإجراء بحوث مبتكرة لمواجهة الجائحة، وتطوير البحوث لعقار مضاد للفيروس وتجربته على بعض الحالات المصابة، وكذا قيام المراكز البحثية والجامعات بتطوير أجهزة تكنولوجية مبتكرة منها، أجهزة قياس درجة حرارة المرضى عن بُعد، وجهاز لقياس ضربات القلب للمرضى، وتصنيع روبوت لتقديم الخدمات للمرض لمنع الاختلاط».
وأكد وزير التعليم العالي المصري على «ضرورة تطوير البحوث وصناعة الدواء في القارة الأفريقية»، مشيراً إلى أن «مصر تقوم حالياً بإنشاء معمل مركزي على المستوى الثالث والمتقدم طبقاً للمعايير العالمية، وهو شراكة وتعاون بين الجامعات المصرية والمراكز البحثية، ومن شأنه المساهمة في البحوث الدوائية وتطوير صناعة الدواء».
في غضون ذلك، أشارت سارة أنيانج، مفوضة الاتحاد الأفريقي للموارد البشرية والعلوم والتكنولوجيا إلى أن «جائحة (كورونا) فرضت تحديات كبيرة على القطاع الصحي للتعامل معها، واستدعت إجراء حوار مشترك بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، وإطلاق العديد من المبادرات لدعم البحث العلمي المشترك في المجالات التي تأثرت بالجائحة سواء القطاع الصحي أو الغذاء أو الطاقة، واستغلال المنصات القائمة لتطوير صناعة الدواء، والتحكم في الأمراض القادمة والاستعداد للأزمات المشابهة المتوقعة».
فيما قال جون نكينجاسونج، مدير المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض، إن «هذه الأزمة استلزمت منا جميعاً التأكد من استغلال كل الفرص المتاحة المبنية على البحث العلمي، لتقليل انتشار الفيروس والسيطرة عليه والوقاية منه».
واستعرضت الوفود المشاركة الاجتماع الوزاري للتعاون الأفريقي – الأوروبي «التجارب المحلية لدولها في التعامل مع الجائحة»، مؤكدين «ضرورة عمل مزيد من الروابط المشتركة بين كل من الاتحاد الأفريقي والأوروبي لتطوير الإمكانيات اللازمة لمواجهة هذه الأزمات، وإجراء مزيد من الأبحاث لمواجهة (كورونا)».
يأتي هذا في وقت، وضعت وزارة الصحة المصرية خطة لـ«تأمين السياحة الداخلية في ظل (التعايش مع كورونا)»، تتضمن «توزيع عيادات متنقلة بطول طريق الساحل الشمالي وعلى مداخل القرى السياحية والفنادق، تقدم من خلالها خدمات الفحص والمشورة لجميع المترددين على المناطق الساحلية والمصايف، وتقوم هذه العيادات بتوفير المستلزمات والمطهرات والأدوية الخاصة بعلاج الفيروس».
وشددت «الصحة» على «ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية، وارتداء الكمامة، والحرص على التباعد الاجتماعي، وتطهير جميع الأسطح، وتتبع مسار الحالات المُشتبه بها».
من جهته، أعلن المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي في مصر أمس، بدء العام الدراسي الجديد في 17 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وقال الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، إن «تحديد موعد بداية العام الدراسي نتيجة لظروف انتشار (كورونا)»، مشيراً إلى أن «شكل ونظام الدراسة في العام الجديد قيد الدراسة حالياً».