في حين كشف وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد، عن إحصاء أكثر من 2300 إصابة بـ«كورونا» وسط الكادر الطبي وشبه الطبي ووفاة 44 منهم، وصل ليل الاثنين إلى مطار بجنوب البلاد، 300 رعية من الجزائريين من مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، في إطار إجلاء الجزائريين العالقين في بلدان العالم.
وقال بوزيد أمس في مؤتمر صحافي بالعاصمة، إن «كل الجزائريين مدعوون للوقوف صفا واحدا مع الطواقم الطبية، الذين يوجدون في خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من الوباء». وأشاد الوزير بـ«كفاءة ومهنية كل الطواقم» وبـ«ما يبذلونه في الميدان من تضحيات وهم بحاجة إلى مساعدة الجميع». داعيا «كافة المواطنين إلى التقيد بتدابير الوقاية والحجر الصحي لتجاوز هذه المحنة، وذلك أفضل مساعدة يمكن تقديمها للأطباء ومساعديهم من الأعوان شبه الطبيين». وتواجه المستشفيات والمصحات العمومية ضغطا شديدا، بسبب ارتفاع عدد الإصابات بـ«كورونا» الذي تجاوز 18 ألفا، بمعدل 600 إصابة يوميا (أكثر من ألف وفاة منذ بداية الأزمة).
وصرح الرئيس عبد المجيد تبون، الأحد الماضي، أنه سيصدر قانونا خاصا بحماية الأطقم الطبية من الاعتداءات، يتضمن عقوبات تتراوح بين 5 و10 سنوات، لمن يثبت أنه اعتدى بالضرب على طبيب أو ممرض. وشهدت بعض المستشفيات في الفترة الأخيرة، أعمال عنف، من جانب أقارب مصابين بالفيروس، بسبب صعوبات في التكفل بهم.
وتم أمس إطلاق الحملة الوطنية التضامنية مع الطواقم الطبية المجندة ضد جائحة «كورونا»، تحت شعار «كلنا مع الأطباء ضد الوباء»، وذلك بمبادرة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف. وأشرف على المسعى وزير القطاع يوسف بلمهدي، بحضور وزير الصحة، وذلك بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة. وتعهد بلمهدي بـ«تعميم المبادرة على كافة التراب الوطني». ويتمثل المسعى في قيام تنظيمات المجتمع المدني، بزيارات إلى المستشفيات، لتقديم الدعم للكوادر الطبية، وبحث احتياجاتهم محليا.
إلى ذلك، وصل ليل الاثنين 300 جزائري من المملكة العربية السعودية بواسطة طائرة أقلعت من مطار جدة، حطت بمطار قمار الدولي بولاية الوادي (800 كلم جنوب العاصمة). ويرتقب وصول طائرة ثانية من المملكة، اليوم الأربعاء، تحمل 306 مسافرين.
ونقلت وكالة الأنباء الحكومية عن «مسؤول بإدارة مطار قمار»، أن القادمين من السعودية «أجريت عليهم فحوصات طبية أولية متخصصة، أشرف عليها طاقم طبي، إذ تم قياس درجة حرارة الجسم وقياس نسبة الأكسجين بالدم في إطار الإجراءات الطبية، وذلك للاطمئنان على حالتهم الصحية. وقد نقلوا إلى فندق خاص لقضاء 14 يوما وهي فترة الحجر الصحي».
وكان الرئيس عبد المجيد تبون، تعهد بإجلاء كل الجزائريين العالقين بالخارج. ولا يزال المئات من الرعايا في تركيا وماليزيا والولايات المتحدة الأميركية، يطالبون بالدخول إلى البلاد. وينشر هؤلاء من حين لآخر، صور فيديو بشبكة التواصل الاجتماعي، تظهر معاناتهم بسبب نفاذ أموالهم والعديد منهم اتخذ المطارات مأوى لاستحالة دفع مستحقات الفنادق.
وبحسب مصادر بالخارجية الجزائرية، أغلب العالقين طلاب بالجامعات وتجار شنطة، ويوجد من سافر بغرض العلاج واستحال عليه العودة بعد إغلاق المجال الجوي.