شددت مصر على ضرورة منع التجمعات في المساجد ومحيطها والساحات، خلال وقت صلاة عيد الأضحى المبارك، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لتجنب العدوى بفيروس «كورونا» المستجد. وأكدت وزارة الأوقاف المصرية، أمس، أن صلاة العيد ستُنقل من مسجد السيدة نفيسة جنوب القاهرة عبر الإذاعة والتلفزيون، بحضور عدد قليل من العاملين بالأوقاف، مع مراعاة ضوابط التباعد الاجتماعي والإجراءات الوقائية، وسيسمح للمساجد بإذاعة تكبيرات العيد فقط، متوعدة بـ«عقوبات على المخالفين لقرار منع إقامة صلاة عيد الأضحى في المساجد والساحات».
وتقول «الأوقاف» إن إجراءاتها تهدف إلى «الحفاظ على النفس البشرية من أي مخاطر تصيبها، نتيجة التجمعات وأثرها في سرعة نقل العدوى بالفيروس، وذلك انطلاقاً من أن أعظم مقاصد شريعة الإسلام حفظ النفوس وحمايتها من الأخطار».
وأعادت مصر فتح المساجد في ربوع البلاد، نهاية يونيو (حزيران) الماضي، ضمن خطة «التعايش مع (كورونا)»، بينما تم تعليق إقامة صلاة الجمعة بالمساجد. وقررت اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس «كورونا» بمجلس الوزراء المصري قبل أيام: «تطبيق قواعد صلاة عيد الأضحى، بنفس ما تم تطبيقه في صلاة عيد الفطر، من نقل للصلاة من أحد المساجد الكبرى، مع التكبيرات والخطبة».
وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أنه «غير مسموح بإقامة صلاة عيد الأضحى في أي مسجد، أو أي ساحة، أو مكان عام أو خاص، باستثناء مسجد السيدة نفيسة». وأشارت «الأوقاف» إلى «ضرورة التزام العاملين بها الذين سيصلون صلاة العيد بالسيدة نفيسة بجميع الضوابط المعلنة منذ إعادة فتح المساجد، وأهمها ارتداء الكمامة، وترك مسافة لا تقل عن متر ونصف المتر بين كل مصلٍّ وآخر من جميع الاتجاهات»، مشددة على «اقتصار بقية المساجد على رفع تكبيرات العيد من خلال مكبرات الصوت، دون حضور للمصلين أو المكبرين، واقتصار الحضور للمساجد على الإمام والعمال المكلفين بإذاعة التكبيرات، دون فتح المسجد للمصلين».
وسبق أن أجازت دار الإفتاء المصرية «صلاة عيد الفطر في المنازل»، موضحة أنه «في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها العالم ومصر من انتشار الفيروس، يجب على المسلمين الالتزام بتعليمات الجهات المسؤولة التي ارتأت إيقاف صلاة عيد الفطر في كل المساجد والساحات، والاكتفاء ببث صلاة العيد من أحد المساجد الكبرى، مع وضع كل الإجراءات الاحترازية التي تضمن سلامة حياة الناس والحفاظ على أرواحهم».
ويعتاد المصريون افتراش الشوارع والأرصفة خارج المساجد في صلوات الأعياد؛ لكن هذا المشهد اختفى خلال صلاة عيد الفطر بسبب أزمة «كورونا». وتؤكد «الأوقاف» على استمرار قرار إغلاق المساجد في أول أيام عيد الأضحى حتى صلاة العصر، نظراً لأن أول أيام العيد سيوافق (الجمعة)، ولم يتم بعد اتخاذ قرار بإعادة فتح المساجد لصلاة الجمعة، وتؤذن المساجد لظهر الجمعة أول أيام عيد الأضحى بأذان النوازل. وقال مصدر في «الأوقاف» إن «من يخالف (ضوابط) الوزارة في شأن صلاة العيد، يعرض أمن المجتمع الصحي للخطر، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله».
في سياق متصل، جددت «الأوقاف» تحذيرها من «مخالفة الضوابط المنظمة لإعادة فتح مصليات النساء في المساجد»، مشددة على عدم فتح أي مصلى للسيدات دون موافقة القطاع الديني بالوزارة. وقامت الأوقاف قبل أسبوعين بفتح مصلى مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة للصلوات الخمس فقط. وأكد مصدر في الأوقاف أن هناك تشديداً على واعظات الوزارة بضرورة الوجود في مصلى السيدات خلال الأوقات المحددة لهن، وتوعية المصليات بالإجراءات والضوابط الاحترازية، والتي من بينها الوضوء في المنزل، وإحضار السجادة الخاصة، وارتداء الكمامات، والتباعد والمسافات الآمنة، وعدم المصافحة، والانصراف عقب الصلاة.