أعرب خبراء «إقليم شرق المتوسط» في «منظمة الصحة العالمية» عن مخاوفهم بشأن تأثير احتفالات عيد الأضحى المبارك في دول الإقليم (22 دولة) على معدلات انتشار العدوى.
وخلال مؤتمر صحافي، أمس، شارك فيه د. أحمد المنظري المدير الإقليمي للمنظمة، وعدد من خبراء المنظمة شدد المشاركون على أن «الذروة في حالات الإصابة بالإقليم حدثت في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بسبب تراخي البلدان في تطبيق التدابير الاجتماعية خلال فترة شهر رمضان وعيد الفطر، وأبدوا خوفهم من تكرار الأمر نفسه خلال عيد الأضحى».
وأشار المنظري إلى أن هناك «استقراراً ملحوظاً في الحالات على الصعيد الإقليمي العام على مدار الأسبوعين الماضيين، منذ بداية ظهور الفيروس قبل ستة أشهر، وهو ما يشير إلى أننا قادرون على تغيير مسار هذه الجائحة».
ولكنه استدرك قائلاً: «إذا لم تتمكن البلدان من الحفاظ على فعالية تدابير الصحة العامة، لا سيما خلال فترة عيد الأضحى، سيظل خطر انتشار مرض (كوفيد – 19) في الإقليم مرتفعاً ارتفاعاً شديداً».
وقال المنظري إن المنظمة «توصي البلدان عند اتخاذ قرارات متعلقة بعيد الأضحى بأن تنظر بجدية في إمكانية إلغاء التجمعات الاجتماعية والدينية الحاشدة». وفي حالة إقامة تلك المناسبات شدد المنظري على أن «تتبع السلطات والأفراد التدابير الأساسية اللازمة لوقف انتقال العدوى وإنقاذ الأرواح، والتي تشمل على سبيل المثال اكتشاف الحالات وعزلها واختبارها ورعايتها وتتبع المخالطين، والحفاظ على مسافة بين الأفراد، والحفاظ على نظافة الأيدي، وتجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة، وارتداء كمامات».
وفي حين أن «مصدر الفيروس الذي يعزى إليه مرض (كوفيد – 19) لم يتحدد بشكل قاطع بعد» فإن المنظمة رأت أن «ذلك يجب أن يكون دافعاً نحو المزيد من أخذ الحيطة والحذر»، ودعا المنظري البلدان إلى «اتخاذ تدابير صارمة بشأن بيع الحيوانات وذبحها وتوزيع لحومها».
وقال: «أثناء عملية توزيع لحوم الأضاحي، ينبغي مراعاة تدابير التباعد البدني، ويُفضل توكيل أحد أفراد الأسرة بتنفيذ عملية ذبح الأضحية وتنظيمها، وتجنباً للتجمعات الحاشدة المرتبطة بتوزيع اللحوم، يُرجى النظر في إمكانية الاستعانة بالهيئات، والوكالات والمؤسسات المركزية».
وفي السياق ذاته، شددت د. مها الرباط المبعوث الخاص للمدير العام للمنظمة، على أنه ليس هناك فرصة قريبة للعودة إلى ما قبل ظهور وباء «كوفيد – 19»، وقالت: «الفيروس لا يزال يفاجئنا، وعودته بعد تخفيف القيود في بعض الدول التي كانت تطبق أقوى التدابير الصحية، إشارة لنا بضرورة عدم الاسترخاء وتقوية التدابير لاحتواء العدوى».
وأشارت إلى أنه «من الصعب تحديد مدة المناعة التي يكتسبها الشخص الذي أصيب بالعدوى وتم الشفاء منها»، وقالت: «ما هو مثبت هو أن هناك مناعة تتشكل بعد الشفاء من العدوى، ولكن مدتها تحتاج إلى دراسات مستمرة على الأشخاص الذين تعافوا من المرض، وهذا يحتاج لبعض الوقت».
وعن تقييم الوضع في بعض البلدان، قال د. عبد الناصر أبو بكر، مدير وحدة إدارة مخاطر العدوى بالمنظمة، إن «المنظمة أرسلت أحد خبرائها الأسبوع الماضي إلى سوريا وكانت مخرجات هذا التقييم إيجابية، ولكنه شدد على أن الوضع لا يزال عرضة لأي تدهور بسبب انتشار بعض المجموعات المستضعفة من اللاجئين والمهاجرين، والذين يصعب عليهم الوصول للخدمات الصحية».
وعزا أبو بكر الارتفاع الكبير في حالات الإصابات الذي يشهده العراق حالياً إلى «الفاعليات الاحتجاجية والتجمعات الدينية التي حدثت أخيراً»، مشدداً على أن «المنظمة ساعدت في حل مشكلة نقص أجهزة التنفس الصناعي، وهو ما ساعد في الحد من أعداد الوفيات».
وبشأن اللقاحات وهل ستتوفر في المنطقة حال إنتاجها، قال المنظري إن «هناك أكثر من دولة بالإقليم تشارك في التجارب السريرية الخاصة باللقاحات، وهذا سيعطيها الفرصة للتعرف على إمكانيات إنتاج اللقاحات، مشيراً إلى أن «هناك مشاورات تجريها المنظمة مع بعض دول الإقليم ذات الإمكانيات الاقتصادية المرتفعة للعمل على إنتاج اللقاحات، لكي تكون مركزاً إقليمياً لإنتاج اللقاحات في الإقليم بدلاً من انتظار الشراء من الدول الأخرى».