تصاعد منحى إصابات «كوفيد – 19» في ليبيا بشكل كبير خلال الأيام الماضية، وسط تحذيرات الأجهزة الطبية بالبلاد من انفلات الوضع الوبائي؛ والذي وصفه الدكتور سعد عقوب وزير الصحة بحكومة شرق ليبيا، بأنه «غير مستقر على الإطلاق»، وأرجع ذلك إلى عدم التزام المواطنين بالإجراءات الاحترازية. وقرر المجلس الرئاسي أمس، تمديد حظر التجول الكلي طوال اليوم مدة 5 أيام بجميع المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة «الوفاق» على أن يبدأ اليوم، ويتم خلاله غلق المدن ومنع التنقل بينهما بشكل تام، بالإضافة لمنع التجمعات الكبيرة وخصوصاً في المصايف والحدائق. وسجل المركز الوطني لمكافحة الأمراض مساء أول من أمس، أعلى معدل إصابة بفيروس «كورونا» بلغ 205 حالات إيجابية، تصدرتها طرابلس بـ80 حالة عبارة عن 60 إصابة جديدة و20 لمخالطين، وجاءت مدينة مصراتة تالية بـ61 إصابة مقسمة بين 5 حالات جديدة و56 لمخالطين.
ورغم تخوفه لزيادة انتشار الفيروس، دعا عقوب المواطنين إلى التعايش مع الواقع وعدم الاستسلام للهلع والذعر؛ لكن شدد على «ضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية»، وقال إن «ليبيا جزء من العالم، وجميع الدول عرفت الوباء وتعاملت معه». وأوضح عقوب في مقطع فيديو نشرته إدارة الإعلام بالوزارة، أن إجمالي العينات المسحوبة للكشف عن فيروس «كورونا» في المنطقة الممتدة من أمساعد إلى سرت إلى الكفرة وصل إلى 14 ألف عينة، ليتبين «إيجابية» 189 عينة بينها 73 حالة نشطة و12 حالة وفاة، فيما تعافى 117 شخصاً»، لافتاً إلى أن مدينة بنغازي احتلت المركز الأول في قائمة مدن شرق ليبيا الأكثر إصابة بالفيروس بـ92 إصابة، تلتها أجدابيا بتسجيل 24 إصابة، ثم بن جواد والبيضاء والأبيار وإهراوة، وطبرق والكفرة وسرت. وأدى تصاعد منحى الإصابات إلى إرباك ترتيبات إقامة صلاة عيد الأضحى في ليبيا، إذ أعلنت مديرية أمن بنغازي السماح بأدائها في 15 ساحة فقط، ومنعها في عموم المساجد والساحات الأخرى بالمدينة. وشددت المديرية في بيانها أمس، على أن الصلاة لن تقام إلا في الساحات المحددة، على أن يلتزم الجميع بـ«ضوابط واشتراطات حازمة»، لمنع انتشار فيروس «كورونا». وكانت سلطات سرق ليبيا قررت قبل يومين إقامة صلاة العيد في «ساحات المساجد»؛ وقال مقرر اللجنة العليا لمكافحة وباء «كورونا» التابعة للحكومة المقدم إبراهيم الرمالي، حينها، إن اللجنة ستسمح بإقامة صلاة العيد في ساحات المساجد، وستتخذ «كافة التدابير لمكافحة الوباء».
بموازاة ذلك، وفي مدن غرب ليبيا، قررت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية بحكومة «الوفاق» عدم إقامة صلاة العيد سواء بالمساجد أو الساحات العامة، نظراً لخطورة الأوضاع الصحية هناك، وقالت الهيئة إن «قرارها جاء بعد التواصل مع اللجنة الاستشارية العليا لمجابهة فيروس (كورونا)، الذي بينت خطورة المرحلة الحالية، والتي لا تخفى على جميع المواطنين وتزايد تفشي العدوى في عدة مدن ومناطق ليبية، بسبب عدم التقيد بالإرشادات الاحترازية».
وعبرت الهيئة عن خشيتها من تفشي العدوى أكثر من ذلك، بسبب تبادل الزيارات في العيد، نظراً «للترابط الاجتماعي الوثيق الذي من ضمنه المصافحة والمعانقة أثناء المعايدة»، لافتة إلى أن قرار منع الصلاة في الساحات والمساجد جاء حفاظاً على النفس ومن باب الحرص على سلامة الجميع.