يرافق اقتراب موعد العام الدراسي الجديد في الأردن، المحدد في الأول من ستمبر (أيلول)، مخاوف من انتشار فيروس كورونا المستجد بين الطلبة، خصوصاً بعد اكتشاف بؤر جديدة للمرض في العاصمة عمّان والزرقاء وإربد، وتنفيذ حملات عزل لعشرات البنايات.
ويتخوف أولياء أمور طلبة من عودة أبنائهم إلى المدارس، بعد ارتفاع أرقام الإصابات المحلية، وضعف البنى التحتية المدرسية خصوصاً في المحافظات والقرى النائية، فيما عبّر كثيرون عن قلقهم من عدم التزام الطلبة بإجراءات السلامة العامة. وأكد وزير التربية والتعليم تيسير النعيمي أن العام الدراسي قائم بموعده ضمن ترتيبات معينة سيعلن عنها خلال الأيام القادمة، مشيراً في تصريحات تلفزيونية إلى أن الوزارة تدرس جملة من الاحتمالات فيما يتعلق بشكل عودة الطلبة في بعض المناطق، وليس جميعها. وحول احتمالات عودة المدارس، كشف رئيس الوزراء عمر الرزاز خلال إيجاز متلفز، أن هناك مجموعة بدائل جاهزة تعتمد على مستوى الخطورة حسب المنطقة، وذلك بحسب تطورات الوضع الوبائي، مشيراً إلى أن بعض المدارس الحكومية والخاصة ستداوم كالمعتاد مع الالتزام بالمتطلبات الصحية، وبعضها بشكل جزئي، والأقلية في الأماكن التي يجري عزلها سيكون التعلم فيها عن بعد.
وشهدت المملكة قفزات في أرقام المصابين بفيروس كورونا المستجد، بعد اكتشاف خلل على المعابر الحدودية وتسرب حالات من المصابين، وضعف إجراءات الموظفين هناك. وكشفت إحصاءات وزارة الصحة ارتفاعاً غير مسبوق في الحالات بعد تسجيل نحو 120 إصابة خلال الأيام الخمسة الماضية، وذلك بالتزامن مع تنفيذ حملات عزل لعشرات البنايات والمؤسسات التي تبين وجود مصابين داخلها، ووسط تحذيرات رسمية من عدم معرفة مصادر العدوى، ليتخلل ذلك عودة لإجراءات متشددة في تضييق حركة المواطنين وإغلاق المنشآت عند الساعة العاشرة ليلاً.
وسجل الأردن، أمس، وفاة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع عدد الوفيات إلى 11 وفاة، مع ارتفاع أرقام المصابين إلى 1576 حالة منذ الإعلان عن أول إصابة في مطلع مارس (آذار) الماضي، ويتلقى العلاج منهم في المستشفيات الحكومية 291 حالة، مع تسجيل ارتفاع متزايد في الإصابات في المدن الرئيسية الكبرى.
وفي إيجاز متلفز، أكّد رئيس الوزراء الأردني أن الحكومة، ولغايات الحد من الأثر الاجتماعي والاقتصادي لجائحة كورونا، ستتدرج بآلية الحظر على مستوى الحي أو اللواء أو المحافظة، مضيفاً: «ولن نتوانى عن أي إجراء من شأنه حماية المواطن من هذه الجائحة»، مشيراً إلى تقديرات منظمة الصحة العالمية بأن العالم لن يتخلص منها قبل عامين من الآن.
وشدد الرزاز على أن الحكومة أصبحت أكثر استعداداً للتعامل مع الموجة الثانية من الجائحة التي تجتاح غالبية دول العالم بوتيرة إصابات أعلى بكثير مما كانت عليه سابقاً، ولفت إلى أنه وبتوجيه من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تم افتتاح عدد من المراكز الصحية والمستشفيات، وتطوير مستشفيات أخرى وزيادة أسرة العناية الحثيثة وأجهزة التنفس.
ورد الرزاز على المشككين بأرقام الإصابات في البلاد بقوله: «من حق الإنسان أن يصدّق أو لا يصدّق أي شيء، فقناعات الإنسان حقه ولا يستطيع أي شخص فرض قناعات أخرى عليه؛ لكن ليس من حق الإنسان أن يتصرّف بطريقة تعرّض حياة الآخرين للخطر، أكان عن قناعة، أو مجرد تراخٍ في الالتزام».
وشدد رئيس الوزراء على الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذتها الحكومة في الأيام القليلة الماضية للحد من انتشار الوباء، بدءاً «بإغلاق حدود جابر مؤقتاً لضمان سلامة الإجراءات، مروراً بإجراءات إعادة النظر بآليات العمل في معبر العمري، وعزل لواء الرمثا ومراقبة بعض البؤر في العاصمة عن كثب، والاستمرار في زيادة عدد فرق التقصي الوبائي التي تضاعفت من 25 إلى 95 في الأسابيع الأخيرة، وبفحوصاتها الموجهة إلى البؤر المحتملة وانتهاء بالفحص العشوائي لاستباق تفشي العدوى».