كشف رئيس البرلمان اليمني سلطان البركاني، عن أن مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة في بلاده قطعت شوطاً كبيراً وسط أجواء إيجابية من جميع الأطراف لجهة التوصل إلى حكومة كفاءات لديها تفويض مطلق وقادرة على انتشال البلاد من الوضع السيئ، إلى بر الأمان والاستقرار، بحسب ما نصت عليه آلية تسريع تنفيذ «اتفاق الرياض».
وأكد البركاني لـ«الشرق الأوسط»، أن مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور معين عبد الملك قطعت نحو 60 في المائة منها، في حين تم التحضير للخطوات المتبقية؛ إذ لم يتبق سوى توزيع الوزارات على المكونات السياسية وعملية التشكيل.
وقال، إن «النتائج الإيجابية والمثمرة التي تحققت في إطار آلية تسريع (اتفاق الرياض) لم تكن لتتحقق لولا دعم الأشقاء (السعودية والإمارات)، الذي كان في غاية الأهمية».
وكان رئيس الحكومة المكلف أطلع هيئة رئاسة مجلس النواب والهيئة الاستشارية للرئيس اليمني، على سير المشاورات التي أجراها مع المكونات والقوى السياسية لتشكيل الحكومة الجديدة، ووضع الخطوط العريضة لأولويات مهامها.
ولفت رئيس البرلمان اليمني إلى أن «ما جرى خلال الأيام الماضية كان مثمراً، واستطاع رئيس الوزراء من خلال المشاورات أن يضع النقاط على الحروف في الكثير من المواضيع، سواء دمج الوزارات وملامح برنامج الحكومة الذي يمثل الأهداف والمنطلقات، وهذه قضايا رئيسية حسمت، وكل أصحاب الخبرة أبدوا آراءهم وملاحظاتهم على ما جرى ونصائحهم لما سيجري عمله».
وأعرب البركاني عن تطلع إلى أن تنعكس هذه المحصلة الإيجابية على أداء الحكومة وبرنامجها والتشكيل الحكومي أيضاً. وتابع «نستطيع القول إنه أنجز 60 في المائة من الحكومة، والخطوات الأخرى تم التحضير لها ولم يبق سوى توزيع الوزارات على المكونات السياسية والتشكيل، وكل ذلك سيكون تحصيل حاصل لهذه المشاورات التي جرت». وعن تجاوب المكونات السياسية خلال مشاورات رئيس الحكومة، قال البركاني، إن «الأمل المتبقي هو تنفيذ (اتفاق الرياض) من خلال تشكيل الحكومة، وإذا لم تتعاون جميع القوى على إبراز حكومة كفاءات وقدرات، حكومة برنامج وليس محاصصة، وتفويض مطلق لرئيس الحكومة والحكومة فإننا سنكون وقعنا في خطأ فادح وعدنا إلى المربع صفر».
وأضاف «لذلك نحن متفائلون جداً ورئيس الوزراء متفائل ولديه من التفويض ما يجعله قادراً على المضي قدماً في إنقاذ البلد الغارق الذي يجب إنقاذه بحكومة على مستوى عالٍ من الكفاءة والقدرة وببرنامج واضح المعالم لا يقبل اللبس وأجندة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار».
وتوقع البركاني أن تعلن الحكومة قريباً، إلا أنه استثنى فترة إجازة عيد الأضحى التي توقفت فيها المشاورات من مهلة الشهر الممنوحة لرئيس الحكومة المكلف. وقال «لن تكون إجازة العيد جزءاً من الموعد الزمني، ويحسب التاريخ من عودة المستشارين إلى الرياض».
وكان هادي كلف معين عبد الملك تشكيل الحكومة الجديدة في 29 يوليو (تموز) الماضي خلال شهر، وعين محافظاً لعدن ومديراً للأمن فيها، بناءً على آلية تسريع «اتفاق الرياض» التي اقترحتها السعودية على الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
ولفت البركاني إلى أنه «للمرة الأولى لدينا رئيس حكومة مكلف يستأنس بآراء القوى السياسية وأصحاب الكفاءات والقدرات، وهو أمر إيجابي جداً للعملية السياسية، بمعنى أن الحكومة ستستوعب المطلوب قبل أن تتشكل، وسيشمل برنامجها كل هذه الملاحظات والأفكار والآراء، وهذه تجربة جديدة علينا في اليمن. كل القوى السياسية تقف خلف رئيس الحكومة، ونتوقع أن نرى حكومة على مستوى عالٍ من المسؤولية».
وذكر بأن «أي رئيس حكومة سابق لم يتح له دعم كالذي حصل عليه الدكتور معين عبد الملك، ولهذا نحمله المسؤولية وقلنا له: ستسأل أمام الله والتاريخ والشعب، وأن تكون هذه الحكومة قادرة على النهوض بالوطن وتجاوز المحن والإبحار إلى بر الأمان بكل قوة وعزيمة».
وأكد أن «التركيز الآن على تنفيذ الشق العسكري والأمني من (اتفاق الرياض)، وتوفير الأمن في العاصمة المؤقتة عدن… عودة كل القيادات إلى عدن تتطلب أمناً كاملاً شاملاً، وعدم وجود مخاوف لأي طرف، نريد عدن تلك المدينة الآمنة التي تعوّدنا عليها وعرفناها، وهي الأمل الوحيد لعودة كل القيادات وممارسة أعمالهم من على الأرض اليمنية».