كشفت جمعيات حقوق الإنسان والحركات القانونية الإسرائيلية أن الأشهر الأخيرة تشهد ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون اليهود على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة، لدرجة بلغت 20 اعتداء في الشهر الواحد.
ففي الفترة ما بين نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي حتى 10 أغسطس (آب) الحالي، أحصت هذه الجمعيات، وفقاً لتقرير لمكتب المتابعة التابع للأمم المتحدة، ما لا يقل عن 163 حالة اعتداء نفذها إسرائيليون يهود، قدموا من المستوطنات ضد فلسطينيين، منها 49 اعتداء جسدياً انتهت بإصابة وكدمات، و114 اعتداء على البساتين والمحاصيل والحقول والأملاك الأخرى.
ويشكو الفلسطينيون من أن هذه الاعتداءات تحظى بدعم وتغطية واضحة من الشرطة الإسرائيلية وجنود الاحتلال. وفي كثير من الأحيان، يقوم الجنود بالمشاركة في الاعتداءات، ويمارسون بأنفسهم اعتداء عنيفاً على الفلسطينيين. وحسب موقع منظمة «بتسيلم» الإسرائيلية لحقوق الإنسان، فإن احتمال أن تتجاوب السلطات الإسرائيلية مع شكوى فلسطيني حول تعرضه للعنف من طرف جندي، وتقدم المعتدي إلى المحاكمة، هو 0.7 في المائة. وهو الأمر الذي يثير شعوراً لدى المستوطنين والجنود المعتدين بأنهم محصنون في معظم الحالات إزاء التحقيق معهم أو تقديمهم إلى المحاكمة.
وقالت الصحافية عميرة هاس، مراسلة صحيفة «هآرتس» في رام الله، إن المجتمع اليهودي الذي يغض النظر بشكل منهجي عن هذه الهجمات، يوجه صفعة للمجتمع الفلسطيني، لكن الأخطر من ذلك هو أن المعتدين على الفلسطينيين في الضفة الغربية يعودون إلى مجتمعهم الإسرائيلي وهم يحملون تقاليد عنف شرس، ما فتئ أن يمارسوها على المواطنين الإسرائيليين. وقالت؛ العنف في المجتمع الإسرائيلي يتزايد بنسب عالية. ورجال الشرطة العنيفون، الذين يعتدون على المتظاهرين في شارع بلفور (أمام مقر رئيس الحكومة)، هم أنفسهم الذين يشعرون بأنهم يتمتعون بصلاحيات ويتحلون بقوة الذراع، ويستخدمون العنف من أجل الإضرار والتسبب بالألم للآخرين بغض النظر عن المكان والهوية. إنهم يشعرون بأنهم يستطيعون عمل أي شيء لأنهم أقوياء ومتفوقون. ويستمتعون بتفوقهم. إنه لأمر صادم. فالمجتمع في إسرائيل لا يدرك كم هو غارق عميقاً في ثقافة التفوق، والأحقية منذ الولادة والحق من السماء لاستخدام القوة من أجل تحقيق الرضا، والحصول على أصول وقوة عمل رخيصة ومطيعة. وفوق هذا، يعيش هذا المجتمع في حالة نفي عن الوعي، هو يرفض استيعاب إبعاد العنف الذي يقوم بتطويره. ونحن لا نقصد فقط عنف الشرطة ضد الفلسطينيين في شرق القدس أو ضد الفلسطينيين من مواطني إسرائيل. 53 سنة من الحكم العسكري، الشرطة والشاباك، تتحكم بمصائر وحياة 5 ملايين شخص. وكل بلاطة في كل بيت، في كل مستوطنة، هي بالضبط هذا، عنف وقح، متواصل، عنه تدافع صبح مساء ألوية وأجيال من أولادنا المسلحين والمدللين. في إطار الدفاع عن العقارات، يذهبون إلى تنفيذ اعتقالات كل ليلة، بما في ذلك اعتقال القاصرين. يلقونهم على أرضية الجيب ويكبلونهم ويعصبون عيونهم. في 50 في المائة من الحالات يقومون بضرب القاصرين، هنا صفعة وهنا ركلة وهنا دفعة. لأنهم يستطيعون.