لم يمنع تفشي وباء كورونا المستجد في سوريا من تنظيم السفارة الإيرانية بدمشق مجالس عزاء إحياء لذكرى عاشوراء، بحضور مسؤولين إيرانيين عسكريين ودينيين ومدنيين وعراقيين ولبنانيين، وشخصيات من جنسيات متعددة جاءوا إلى سوريا لإحياء عاشوراء. وارتفعت في دمشق وبعض المحافظات، شعارات ورايات دينية خاصة بالمناسبة ولافتات، إلى جانب صور جماعية للمرشد الإيراني «علي خامنئي» وأمين عام حزب الله اللبناني حسن نصر الله والرئيس السوري بشار الأسد إضافة إلى صور القيادي العسكري قاسم سليماني.
وذكرت قناة (العالم) الإيرانية على موقعها الإلكتروني، أن مجلس عزاء أقيم في مرقد السيدة زينب لمدة 3 أيام بحضور «شخصيات سياسية ودينية وازنة»، مع مراعاة التباعد الاجتماعي لمنع انتشار فيروس كورونا. كما أقيمت مجالس العزاء في الحسينيات والمراكز الثقافية في منطقة السيدة زينب وكذلك في العاصمة دمشق إحياء لذكرى عاشوراء. ومجالس العزاء التي جرت برعاية السفارة الإيرانية بدمشق تركزت قرب المقام، في محيط مسجد الزبير بن العوام وفي محيط مسجد الإمام «الحسن المجتبى»، وسط تجمع حشود من الرجال والنساء.
وتعد منطقة السيدة زينب من أولى المناطق السورية التي سجلت فيها إصابات بفيروس كورونا، انتقلت عبر عناصر الميليشيات القادمين من إيران. وقامت الحكومة بدمشق بعزل المنطقة في أبريل (نيسان) الماضي، كما قامت بإغلاق المرقد لبعض الوقت. واضطرت الحكومة إلى فك العزل بعد 45 يوما بضغط من إيران، التي لم تتقيد بالحظر وظل عناصر ميليشياتها يدخلون إلى المنطقة ويخرجون منها.
وإذا بدا أن المنظمين لمجلس العزاء في السيدة زينب حريصون على التباعد بين المشاركين واتخاذ إجراءات التعقيم ومنع دخول اصطحاب الاطفال، فإن الأمر لم يكن كذلك في باقي مجالس العزاء، لا سيما في مقام السيدة رقية. كما شهدت تجمعات أخرى، احتشادا كبيرا عزز مخاوف السوريين من استفحال انتشار وباء كورونا، سيما وأن هناك من يتهم الميلشيات الإيرانية بنقله إلى سوريا، بعد تفشيه بشكل خطير خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) هذا الصيف.
وبينما تراجعت أعداد المشاركين في إحياء عاشوراء هذا العام عن الأعوام السابقة، حضرت اللافتات بكثافة أكبر، وسط دمشق، في محيط مقام السيدة رقية وحي الشاغور والعمارة والأمين، ضمن المدينة القديمة. وكذلك في أماكن تواجد الميليشيات الإيرانية في محافظات دير الزور ودمشق وحلب.