جدد رئيس مجلس النواب اليمني (البرلمان) سلطان البركاني أمس (الثلاثاء) تلويح الشرعية في بلاده بتجميد اتفاق «استوكهولم» المبرم مع الميليشيات الحوثية في ديسمبر (كانون الأول) 2018، بسبب الضغوط الشعبية التي تتعرض لها الشرعية جراء تصاعد الخروق الحوثية وتكثيف الجماعة لهجماتها باتجاه مدينة مأرب.
وجاء تلويح البركاني – بحسب بيان وزعه مكتبه على وسائل الإعلام – أثناء لقاء افتراضي عقده مع سفير المملكة المتحدة لدى اليمن مايكل آرون ناقش خلاله المستجدات على الساحة اليمنية وفي مقدمها تنفيذ آلية تسريع «اتفاق الرياض» وما يتعلق منها بالجانب بالعسكري والأمني وتشكيل الحكومة الجديدة.
وأفاد البيان بأن البركاني تناول في لقائه مع السفير البريطاني عبر تقنية الاتصال المرئي، «أعمال التصعيد العسكري الذي تقوم به ميليشيات الحوثي الانقلابية على محافظة مأرب وما ينتج عن ذلك من إراقة للدماء وتدمير الممتلكات العامة والخاصة ومضاعفة معاناة المواطنين في تحدٍ سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية وإصرار على تقويض الجهود والمساعي الأممية والدولية الرامية إلى إحلال السلام».
وجدد رئيس البرلمان اليمني التأكيد على أن «الشرعية تواجه ضغوطاً كبيرة لتجميد اتفاق استوكهولم ما دامت ميليشيا الحوثي تصر على خيار الحرب ورفض السلام».
وحذر البركاني من محاولة ابتزاز الحوثيين للشرعية والإقليم والعالم بشأن خزان صافر النفطي المهدد بالانفجار في البحر الأحمر شمال مدينة الحديدة، داعيا الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى عدم القبول بعملية الابتزاز التي تقوم بها الميليشيات بهذا الشأن والعمل في التسريع لمعالجة الخطر وتفادي الكارثة المحتملة.
وقال إن «التأخير في معالجة هذه القضية سيسبب أكبر كارثة بيئية في العالم، الأمر الذي يحتم مضاعفة الجهود الأممية والدولية للضغط على ميليشيا الحوثي الانقلابية بهذا الشأن والسماح بتفريغ الخزان وصيانته».
واستعرض اللقاء مع آرون – بحسب مكتب البركاني – جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث والهادفة إلى إنهاء المواجهات المسلحة والحد من تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية والوصول إلى تحقيق الاستقرار والسلام العادل، إضافة إلى ما تم تنفيذه من اتفاق الرياض وفقا لآلية تسريع تنفيذ الاتفاق والجهود المبذولة من المملكة العربية السعودية لتنفيذ الاتفاق بشكل كامل.
ونسبت المصادر الرسمية إلى السفير البريطاني تأكيده أن بلاده «تقف مع الشرعية وتدعم باستمرار كل ما يهدف إلى الحفاظ على أمن واستقرار اليمن ووحدة وسلامة أراضيه وإحلال السلام العادل والشامل في ربوعه كافة».
وكانت الميليشيات الحوثية دفعت في الآونة الأخيرة بقوات ضخمة باتجاه مأرب من أكثر من اتجاه، وهو الأمر الذي تسبب في نزوح آلاف الأسر اليمنية من أطرافها إلى مناطق آمنة في مدينة مأرب ومحافظة شبوة المجاورة.
وتقول الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، إن الجماعة الحوثية استغلت الهدنة الأممية في محافظة الحديدة والمساعي الدولية للتهدئة لتأجيج القتال في جبهات مأرب والجوف والبيضاء.