أعلنت منظمة الصحة العالمية، أمس، أن عدد الإصابات بوباء «كوفيد- 19» في منطقة شرق المتوسط تجاوز مليوني حالة، محذرة من أن بعض الدول التي نجحت في السيطرة على الوباء تسجل تسارعاً في انتشار العدوى.
وقال أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في بيان: «وصل إقليمنا هذا الأسبوع إلى مرحلة مهمة أخرى، إذ تجاوز عدد حالات الإصابة بمرض (كوفيد- 19) مليوني حالة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وطالبت المنظمة البلدان الـ22 في المنطقة بـ«مواصلة تنفيذ تدابير الوقاية المعروفة والمُثْبَتة»؛ خصوصاً مع بدء العام الدراسي واقتراب فصل الشتاء وموسم عدوى الإنفلونزا. وقال المنظري إن «هناك بلداناً عديدة نجحت في السيطرة على سريان المرض قبل بضعة أشهر، منها المغرب وتونس والأردن ولبنان؛ لكنها تشهد الآن تسارعاً في وتيرة ظهور الحالات». وأضاف أن «بلداناً أخرى تشهد اتجاهات متزايدة، مثل ليبيا والأرض الفلسطينية المحتلة والبحرين والإمارات العربية المتحدة».
وحتى الآن، أودى فيروس «كورونا» المستجد بنحو 900 ألف شخص في العالم، منذ ظهوره في الصين في ديسمبر (كانون الأول)، حسب إحصاءات المنظمة.
وفي هذا السياق، أحصت وزارة الصحة في تونس أمس حصيلة إصابات قياسية بـ465 حالة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد خلال 24 ساعة، وهو رقم غير مسبوق في البلاد منذ مارس (آذار) الماضي.
وتشهد تونس زيادات متسارعة للفيروس منذ أسابيع، ليبلغ إجمالي الإصابات 4681 إصابة و49 حالة وفاة منذ 27 يونيو (حزيران) الماضي، تاريخ إعادة فتح الحدود أمام الرحلات الدولية، بعد فترة إغلاق استمرت أكثر من ثلاثة أشهر.
من جهتها، أعلنت حكومة الإمارات تسجيل 930 إصابة جديدة بفيروس «كورونا» المستجد، وهو أكبر رقم يومي مسجل للإصابات منذ أربعة أشهر. بينما أكد الأردن أمس تسجيل أول حالات إصابة بفيروس «كورونا»، وعددها ثلاث، في أكبر مخيم للاجئين السوريين بعد أيام قليلة من اكتشاف حالتي إصابة في مخيم لاجئين أصغر حجماً، وفق وكالة «رويترز».
ونقل تلفزيون «المملكة» عن محافظ المفرق ياسر العدوان، قوله إن الحالات في مخيم الزعتري تشمل أردنيين يعملان هناك ولاجئة سورية. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان، إن اللاجئة المصابة أرسلت لمنطقة عزل، ويجري الآن تتبع المخالطين لها. ويضم المخيم نحو 77 ألف لاجئ سوري.
كما أكدت المفوضية، الثلاثاء، أن السلطات الأردنية سجلت أول حالتي إصابة بفيروس «كورونا» في مخيم الأزرق للاجئين السوريين منذ الكشف عن الجائحة في المملكة.
وهناك عدد من السوريين المصابين بالمرض خارج المخيمات من بين نحو 2739 حالة إصابة حتى الآن في الأردن، منذ تسجيل حالة الإصابة الأولى في الثاني من مارس. ويعيش معظم اللاجئين السوريين المسجلين لدى الأمم المتحدة في الأردن، وعددهم 665 ألف لاجئ، في مناطق حضرية، كما ذكرت «رويترز».
على صعيد متصل، قالت كبيرة علماء منظمة الصحة العالمية أمس، إن قرار شركة «أسترازينيكا» وقف تجربة لقاحها لفيروس «كورونا» بعد مرض أحد المشاركين هو «جرس إنذار»؛ لكن لا ينبغي أن يثبط عزيمة الباحثين.
وقالت سمية سواميناثان، في إفادة إعلامية افتراضية، من جنيف: «هذه دعوة للتنبه لإدراك أن هناك تقلبات في التطور الإكلينيكي، ويجب أن نكون مستعدين». وأضافت: «لا يجب أن يثبط ذلك عزيمتنا. هذه الأشياء تحدث».
من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى جمع 35 مليار دولار إضافية، منها 15 ملياراً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، لتمويل برنامج تابع لمنظمة الصحة العالمية يدعم توفر لقاحات للوقاية من «كوفيد- 19» في أنحاء العالم.
وبلغ إجمالي المساهمات في ذلك البرنامج حتى الآن ثلاثة مليارات دولار، وهو ما وصفه غوتيريش أمس في اجتماع عبر الإنترنت بأنه «تمويل أولي زهيد» لما تستهدفه منظمة الصحة العالمية، ويشكل أقل من عشرة في المائة مما تحتاجه للبرنامج الذي يسمى اختصاراً «آكت» في إشارة للأحرف الأولى من التوفير السريع لأدوات الوقاية من «كوفيد- 19».
وقال غوتيريش لاجتماع مجلس تشكل للترويج للبرنامج: «نحتاج الآن إلى 35 مليار دولار إضافية لننقل البرنامج من نقطة الانطلاق إلى توسيع النطاق والتأثير… هناك احتياج عاجل وحقيقي لتلك المبالغ. دون ضخ 15 ملياراً في الأشهر الثلاثة المقبلة، اعتباراً من الآن، سنخسر الفرصة السانحة حالياً».