– رعشة الشفة وإصابة الرأس
> بعد أن تعرضت لإصابة في الرأس حصلت معي رعشة في الشفة العليا وكذلك صداع… لماذا؟
هيدي حسن- بريد إلكتروني
– هذا ملخص ما جاء في رسالتك. ولاحظوا معي أن تعرض الرأس إلى إصابات متفاوتة الشدة (خفيفة أو شديدة) أثناء حوادث السقوط، يحتاج إلى اهتمام، لأنه يمكن أن يؤثر بدرجات متفاوتة على الدماغ والجمجمة وبقية أجزاء الرأس كالعينين والوجه والشفاه والأسنان وغيرها. كما يمكن أن يتسبب بمجموعة واسعة من التأثيرات البدنية والذهنية والنفسية التي قد تظهر على هيئة علامات أو أعراض (بدنية أو حسية أو ذهنية) بشكل فوري، أو بعد أيام وأسابيع.
وإصابات الدماغ الخفيفة يمكن أن تؤثر بشكل مؤقت على الخلايا الدماغية، وتشمل علاماتها وأعراضها كلا من: فقدان الوعي لبضع ثوانٍ إلى بضع دقائق، أو حدوث حالة من الدوخة أو فقدان الاتزان أو الارتباك الذهني لنفس الفترات مع عدم فقدان الوعي، أو الصداع، أو الغثيان والقيء، أو اضطرابات في النوم كالنعاس أو صعوبة النوم أو النوم بصورة أكثر من المعتاد، أو اضطرابات في الكلام، أو عتمة الإبصار أو طنين الأذنين أو تغير طعم الفم أو اضطرابات في الشم، والحساسية للضوء أو الصوت، وصعوبات في التركيز أو التذكر، وتقلبات المزاج، والشعور بالاكتئاب أو القلق. وتختلف مدة استمرار هذه الأعراض والعلامات، ولكنها غالباً لا تستمر.
أما في حالات الإصابات الدماغية الأشد، فيمكن أن تحصل إصابات دماغية كالكدمات أو تمزق الأنسجة الدماغية أو النزيف داخل الجمجمة. ونتيجة لذلك قد تظهر في الساعات الأولى أعراض جسدية كفقدان الوعي من عدة دقائق إلى ساعات، أو صداع مستمر أو صداع يزداد شدة، أو تكرار القيء أو الغثيان، أو نوبات من تشنج الصرع، أو توسع بؤبؤ إحدى العينين أو كليهما، أو خروج سوائل صافية من الأنف أو الأذنين، وعدم القدرة على الاستيقاظ من النوم، أو ضعف أو تنميل في أصابع اليدين والقدمين، أو ارتباك ذهني عميق، أو تداخل الكلام، أو اضطرابات أخرى في الوعي.
ولذا يُنصح دائمًا بزيارة الطبيب لتقييم الحالة الصحية بسرعة للتشخيص الدقيق ولتلقي رعاية فورية إذا لزم الأمر.
أما بالنسبة لارتعاش الشفة، أي الحركة اللاإرادية لعضلات الشفة، فينجم عن «سوء تفاهم» بين عصب الشفة (العصب الوجهي) وعضلاتها، لأسباب عدة. وعادة ما يحدث الارتعاش في الشفة العلوية أو السفلية بشكل منفصل، لأن الشفاه مستقلة عن بعضها البعض.
ووفق ما تشير إليه مصادر طب الأعصاب، هناك أسباب متعددة لارتعاش الشفة، مثل الإفراط في تناول المشروبات المحتوية على الكافيين، أو نقص البوتاسيوم في الجسم، أو كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، أو نتيجة لتوتر الإجهاد النفسي، أو كأحد أعراض عدد من الأمراض العصبية المزمنة، أو نتيجة حصول إصابة مباشرة في العصب الوجهي في حوادث السقوط أو التهييج المستمر للعصب الوجهي بفعل أي ضغط على العصب في إحدى مناطق مروره.
وبالرغم من أن الشكوى من الصداع أو ارتعاش الشفة ممكنة بسبب حادثة السقوط، إلا أن استمرار الشكوى منهما يتطلب مراجعة الطبيب لمعرفة السبب في هذا الاستمرار.
– «بلافيكس» و«أبيكسيبان» والعملية الجراحية
> أصبت بنوبة الجلطة القلبية سابقاً، وأتناول عقار بلافيكس. كما أن لدي ارتجافا أذينيا وأتناول عقار أبيكسيبان. لماذا يُنصح بوقف تناولهما قبل الجراحة، ولمدة كم يوما قبل إجرائها؟
– هذا ملخص أسئلتك عن وصف الطبيب لك تناول عقار بلافيكس وعقار أبيكسيبان واحتياجك لإجراء عملية جراحية، ونصيحته بالتوقف عن تناولهما قبلها، وكيفية تقليل احتمالات تسببهما بالنزيف الدموي.
ولاحظ معي أن بلافيكس (أو كلوبيدوجريل) هو دواء يعمل على منع تجلط الدم في الشرايين القلبية وغيرها، عبر تأثيره في منع الصفائح الدموية من التراكم والالتصاق على بعضها البعض. وبسبب خصائص عقار بلافيكس المضادة للتخثر، فإن المرضى الذين يتناولونه أكثر عرضة للنزيف. ولذا قبل الجراحة، سيوصيك طبيبك بالتوقف عن تناوله، لأنه يزيد من خطر حدوث مضاعفات جراحية وفقدان كبير للدم أثناء الجراحة وبعدها.
وبالعموم، يُوصى طبياً بالتوقف عن تناوله قبل خمسة أيام على الأقل من موعد إجراء العملية الجراحية. ولكن اعتمادًا على حالتك الصحية ونوع العملية الجراحية التي ستخضع لها، قد يوصي طبيبك بالتوقف عن استخدام هذا الدواء قبل أسبوعين. ولذا سيقدم لك طبيبك التوصيات الملائمة حول مدة التوقف عن تناول عقار بلافيكس قبل العملية الجراحية، ومتى تعود لتناوله بعد إجرائها، بما يضمن تقليل تعرضك لأي مخاطر على صحتك أثناء التوقف عن تناوله ويضمن في نفس الوقت عدم التسبب بأي نزيف دموي مفرط وغير متوقع، خلال فترة الجراحة وما بعدها. أما بالنسبة لتناولك عقار أبيكسيبان، فهو عقار يعمل على منع تخثر الدم، أي يتسبب بزيادة سيولة الدم. وفي حالتك تم وصفه لك كما أشرت بسبب اضطراب إيقاع نبض القلب لديك نتيجة وجود حالة «الارتجاف الأذيني» عندك.
ولاحظ معي أن بسبب حالة الارتجاف الأذيني، ترتفع احتمالات تكون خثرات دموية في الأذين الأيسر، ما قد يتسبب بجلطات السكتة الدماغية. ولذا يحرص الطبيب للوقاية من حصول ذلك، على وصف تناول أحد أنواع الأدوية التي تزيد من سيولة الدم، وأبيكسيبان أحدها.
ولأنه عقار يزيد من سيولة الدم، فإن من الضروري زوال تأثيره هذا قبل الخضوع للعملية الجراحية. ولذا يُنصح بالتوقف عن تناوله لمدة يومين على الأقل قبل إجراء العملية الجراحية، طالما كانت وظائف عمل الكلى طبيعية.
ولذا، غالباً قد يوصيك طبيبك بالتوقف عن تناول بلافيكس قبل خمسة أيام، والتوقف عن تناول عقار أبيكسيبان قبل يومين ـ على أقل تقدير- من يوم إجراء العملية الجراحية، وبأن تبدأ في تناول بلافيكس وعقار أبيكسيبان في اليوم الأول بعد الجراحة، أو قد يوصي بالانتظار لفترة أطول من الوقت وفق حالتك الصحية وحالة الاستقرار ما بعد إجراء العملية الجراحية. أي أن من الضروري العمل مع طبيبك واتباع تعليماته في هذا الشأن لتقليل أي مخاطر.
وبسبب تناولك عقارين مؤثرين في عدم حصول عملية تخثر الدم بشكل طبيعي، تجدر ملاحظتك ضرورة الوقاية من التسبب لنفسك بأي حالات من النزيف الدموي وكيفية التعامل معها بطريقة صحية لو حصلت. وأهم خطوة هي تنبيه أي طبيب ستُجري لديه أي إجراء جراحي، كخلع الضرس أو تلقي حقنة بالإبرة مثلاً، بأنك تتناول هذه الأدوية.
وعند الإصابة بالجرح، اضغط عليه لمدة 10 دقائق على الأقل. وأن تسأل الطبيب عن كيفية التعامل مع حالات نزيف الأنف العارض (أي الذي يستمر أقل من 10 دقائق)، وتعمل على تخفيف الكدمات الجلدية بتكرار وضع كيس ثلج ملفوف بمنشفة لمدة 10 دقائق. وأن تحرص على استخدام فرشاة ناعمة لتنظيف الأسنان وبرفق شديد، منعاً لحصول نزيف اللثة. وتتحاشى ممارسة الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي بالغير أو تتسبب في إصابات الرأس. وتحرص على ارتداء قفازات واقية عند استخدام أدوات حادة مثل المقص وسكاكين المطبخ وأدوات البستنة. ويجدر التوقف عن الحلاقة الرطبة بالموسى، واستخدم بدلاً من ذلك ماكينة الحلاقة الكهربائية. والمهم أيضاً مراجعة الطبيب قبل تناول أي أدوية، وخاصة تلك التي تُؤثر على المعدة.
– استشاري باطنية وقلب
مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
الرجاء إرسال الأسئلة إلى العنوان الإلكتروني الجديد:
[email protected]