دفعت قوات موالية للحكومة السورية وأخرى موالية لروسيا في جنوب سوريا بتعزيزات عسكرية كبيرة بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بينهم في مدينة السويداء، في تجدد للتوتر بين «الجبل» في السويداء و«السهل» في درعا، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في المعارك وسط «متابعة» من فصيل في السويداء محسوب على المعارضة.
وأكد مصدر في الجبهة الجنوبية التابعة للجيش السوري الحر، أن «قوات الدفاع الوطني في محافظة السويداء التابعة للجيش السوري، دفعت بتعزيزات عسكرية بعد مقتل عدد من عناصرها في مواجهة مع اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا في منطقة القريا على الحدود الإدارية بين محافظتي السويداء ودرعا جنوب سوريا».
وأضاف المصدر لوكالة الأنباء الألمانية، أن عناصر «الدفاع الوطني»، وبإيعاز من القوات الحكومية، شنوا هجوماً على مواقع للواء الثامن يقع بين مدينة بصرى الشام وبلدة القريا وتصدى عناصر الفيلق للهجوم، وقاموا بقصف نقاط للدفاع الوطني في منطقة القريا وقرى برد والمجيمر. وأشار إلى تدمير سيارة «بيك أب» كان يستقلها عناصر «الدفاع الوطني» بقذيفة «آر بي جي»، ومقتل وجرح.
وتشهد قرى ريف السويداء الحدودية مع درعا توتراً كبيراً وخوف الأهالي من توسع رقعة المعارك.
وقالت مصادر محلية بمحافظة السويداء «إن حركة رجال الكرامة، وهي معارضة للحكومة السورية، دفعت بالمئات من مقاتليها إلى بلدة القريا تحسباً لتقدم عناصر (اللواء الثامن)». وأكدت المصادر «لم يدخل مقاتلو الكرامة في المعارك، بل يراقبون عن قرب تطورات وسير المعارك، وانتشروا في قطاع غير القطاع الذي يقاتل به الدفاع الوطني».
من جهته، قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه وثق «مقتل 6 من عناصر الفصائل المحلية في السويداء وجرح 7 آخرين جراء الاشتباكات واستهداف نقطة لهم بصاروخ موجه من قِبل عناصر (الفيلق الخامس) المدعوم روسياً في قرية المجيمر بالريف الجنوبي الغربي لمحافظة السويداء، في وقت استمرت المعارك بين مسلحي (الفيلق الخامس) من جهة، والفصائل المحلية من أبناء السويداء من جهة أُخرى، في محيط منطقة القريا وأطرافها في ريف السويداء الغربي عند الحدود الإدارية مع ريف درعا الشرقي، وسط معلومات مؤكدة عن قتلى وجرحى في صفوف (الفيلق الخامس)».
ورصد «المرصد» أيضاً «اشتباكات عنيفة تشهدها منطقة القريا وأطرافها بريف السويداء الغربي عند الحدود الإدارية مع ريف درعا الشرقي، بين عناصر من (الفيلق الخامس) الذي أنشأته روسيا من جهة، ومسلحين محليين من السويداء من جهة أخرى، حيث بدأت الاشتباكات مع ساعات الصباح الأولى (أمس)، وتترافق مع قصف واستهدافات متبادلة، وسط شل حركة المنطقة بشكل كامل».
كانت المنطقة شهدت توترات مماثلة قبل أشهر قليلة؛ إذ حصل في أبريل (نيسان) الماضي صراع «الجبل والسهل» في الجنوب السوري وسط تصاعده بشكل متسارع بعد تفاقم الأوضاع بين مناطق بالسويداء وأخرى في درعا منذ أواخر مارس (آذار).
وفي سياق ذلك، علم «المرصد»، أن مسلحين من بصر الحرير بريف درعا الشرقي، عمدوا وقتذاك إلى اختطاف حافلة تقل مجندين في قوات النظام من أبناء محافظة السويداء واقتادوهم إلى جهة مجهولة وقال الخاطفون بأن العملية رداً على اختطاف أحد أبناء البلدة من قبل مسلحين في السويداء، وسط استنفار من قبل الطرفين ومخاوف شعبية من تصاعد الأحداث أكثر وتحولها لقتال طويل الأمد، بالتزامن مع مساعٍ من قِبل وجهاء المناطق للتهدئة واحتواء الموقف.
على صعيد آخر، أشار «المرصد» إلى حصول «مجزرة جديدة بحق المدنيين ضمن البادية السورية، حيث عمد مسلحون من الميليشيات الموالية لإيران المتمركزين في منطقة الفاسدة جنوب شرقي السعن ضمن بادية حماة، إلى فتح نيران رشاشاتهم على مدنيين أثناء عملهم برعي الأغنام في المنطقة هناك؛ الأمر الذي أدى إلى مقتل 9 على الأقل وإصابة 7 آخرين بجراح متفاوتة، بعضهم في حالات خطرة».
وشهدت منطقة البادية السورية «مجازر مماثلة، ارتكبتها الميليشيات الموالية للنظام بحق المدنيين من الرعاة، وعادة ما يتم اتهام تنظيم (داعش) بتنفيذ تلك المجازر»، حيث كان «المرصد» أشار في منتصف يونيو (حزيران) إلى أن مسلحين قتلوا 4 أشخاص من الرعاة وسلبوا أغنامهم وأضرموا النيران في المحاصيل الزراعية، في منطقة بادية الغانم العلي الواقعة ضمن مناطق نفوذ قوات النظام والمسلحين الموالين لها شرق محافظة الرقة.