العراق: هجوم صاروخي يستهدف القوات الأمريكية في مطار أربيل وسلطات كردستان تحمل المسؤولية للحشد الشعبي إعلان اقرأ المزيد <![CDATA[.a{fill:none;stroke:#9a9a9a;stroke-width:2px}]]>
استهدف هجوم صاروخي مساء الأربعاء القوات الأمريكية في مطار أربيل بالعراق. وحملت سلطات إقليم كردستان في شمال العراق هيئة الحشد الشعبي، وهو تحالف الفصائل الموالية لإيران والتابع رسميا للحكومة العراقية، المسؤولية عن الهجوم الذي لم يتسبب بأضرار ويأتي عقب تهديد واشنطن بغلق سفارتها في بغداد وسحب قواتها من العراق إذا لم تتوقف هذه الهجمات.
مداخلة مراسل فرانس24 في بغداد إبراهيم صالح بشأن القصف الصاروخي للقوات الأمريكية
03:27
بغداد "غير سعيدة بالقرار الأمريكي"
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في مؤتمر صحفي في بغداد الأربعاء إنّ حكومة بلاده "غير سعيدة بالقرار الأمريكي"، محذّرا من أنّ "الانسحاب الأمريكي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الانسحابات" من دول أخرى تشارك في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، الأمر الذي سيكون "خطيراً لأن تنظيم ’الدولة الإسلامية’ يهدد العراق ولكن أيضاً المنطقة".
وقد يشكل هذا الانسحاب في حال حصوله ضربة شديدة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الذي لم يمضِ شهران بعد على زيارته واشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض.
سلطات إقليم كردستان تؤكد أن الصواريخ أطلقها الحشد الشعبي
ومساء الأربعاء سقطت صواريخ في أربيل عاصمة إقليم كردستان على مقر لفصيل كردي إيراني متمرد قرب مطار أربيل الدولي حيث يتمركز جنود أمريكيون، وقد أكّدت سلطات الإقليم أن الصواريخ أطلقها الحشد الشعبي وكانت تستهدف القوات الأمريكية لكنها أخطأت هدفها ولم تتسبب بأضرار.
وقال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان في بيان إنّ "ستّة صواريخ أطلقت من أطراف قرية شيخ أمير التابعة لمحافظة نينوى من قبل الحشد الشعبي واستهدفت قاعدة التحالف في مطار أربيل الدولي" حيث يتمركز جنود أمريكيون.
بدورها أعلنت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم الكردي أنّ الصواريخ أطلقت من على متن شاحنة صغيرة من مكان يقع "ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي" ولم تتسبّب بأية أضرار.
وقالت الوزارة في بيان إنه مساء الأربعاء، "تم إطلاق ستة صواريخ صوب مطار أربيل الدولي، ولحسن الحظ لم تُصب أهدافها ولم تُلحق أي أضرار".
وأضاف البيان أنّ "الصواريخ أطلقت من على متن عجلة نوع بيك أب في حدود برطلة بين قرى شيخ أمير وترجلة، وهي مناطق تقع ضمن حدود اللواء 30 للحشد الشعبي".
وإذ شدّدت الوزارة في بيانها على "إدانتها الشديدة لهذا العمل الإرهابي الجبان"، أكّدت استعداد سلطات الإقليم "لردع أيّ اعتداء" وطالبت بغداد "باتخاذ التدابير اللازمة".
"مجموعة إرهابية"
وفي بغداد اتّهمت قيادة العمليات المشتركة "مجموعة إرهابية" لم تحدّد هويتها بإطلاق هذه الصواريخ، مشيرة إلى أنّه "صدرت توجيهات عليا بتوقيف آمر القوة المسؤولة عن المنطقة التي انطلقت منها الصواريخ، وجرى فتح تحقيق فوري".
ولطالما اعتبرت كردستان المكان الآمن الوحيد في العراق للقوات الدولية والدبلوماسيين الأجانب.
توقيت مثير للجدل
ويأتي هذا القصف بعيد تحذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الأسبوع الماضي الحكومة العراقية من أنّ بلاده ستغلق سفارتها لدى بغداد إذا لم تتوقف الهجمات عليها، وخصوصا الصاروخية منها، وستسحب ثلاثة آلاف عسكري ودبلوماسي.
وفي نظر مصادر دبلوماسية فإنّ تنفيذ التهديد الأمريكي سيعني نهاية الحرب على الجهاديين في وقت لا يزال تنظيم "الدولة الإسلامية" يشكل تهديدا.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2019 حتى نهاية يوليو/تموز، استهدف 39 هجوما بصواريخ مصالح أمريكية ببغداد وقواعد عراقية تضم جنودا أمريكيين.
وبدا أنّ وتيرة الهجمات تسارعت عقب زيارة الكاظمي إلى واشنطن في أغسطس/آب. واستهدفت بالإضافة إلى السفارة الأمريكية، قواعد عسكرية وقوافل لوجستية لشركات محلية تعمل لحساب الجيش الأمريكي وحلفائه في التحالف المناهض لتنظيم "الدولة الإسلامية".
وقال وزير الخارجية العراقي في مؤتمره الصحفي إنّ "الهجمات ضد السفارات هجوم على الحكومة".
وتابع "السفارات الموجودة في بغداد تقع في ظل مسؤولية الحكومة الاتحادية وهي مسؤولة عن حماية البعثات الدبلوماسية وهذه الأعمال ليست مقاومة بل هي هجوم على سيادة العراق وأمنه".
وغالبا ما تتبنى هذه الهجمات فصائل تشكّلت قبل مدّة قصيرة، تدعو إلى طرد "الاحتلال الأمريكي" من العراق، فيما ثمة شبهات حول دعمها من أحزاب وفصائل موالية لإيران وتلعب دورا بارزا في المشهد السياسي في البلاد منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد شدد خلال استقباله نظيره العراقي فؤاد حسين في طهران السبت، على ضرورة حماية المراكز الدبلوماسية في العراق.
وسقط صاروخ مساء الاثنين على منزل عائلة تسكن قرب مطار بغداد حيث يتواجد جنود أمريكيون، ما أسفر عن مقتل خمسة أطفال وامرأتين من عائلة واحدة، الأمر الذي أدى إلى موجة غضب واسعة في العراق. وندد به حسين في المؤتمر الصحفي.
شبح بنغازي
وأشار وزير الخارجية العراقي إلى أن "البعض في واشنطن يستحضر بنغازي"، في إشارة إلى مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير في هجوم استهدف ممثلي البعثة الدبلوماسية في المدينة الليبية عام 2012.
وقال "لكنه تحليل خاطئ، كما أن هذا القرار خطأ". وأضاف "نأمل أن تتراجع الولايات المتحدة عن قرارها" الذي يعد في الوقت الحالي "مبدئيا".
ولم تؤكد واشنطن من خلال مسؤوليها الرسميين اتخاذ قرار بإغلاق سفارتها في بغداد، فيما يرى خبراء أنّ الادارة الأمريكية "تلعب من جديد" ورقة العراق في خضم الانتخابات.
وتواصل حكومة بغداد تحت ضغط واشنطن، تهديد مهاجمي السفارات، ووعدت مجددا الأربعاء 25 ممثلا لدول عربية وغربية، بينهم أمريكيون، باتخاذ إجراءات مشددة بالخصوص.
لكن الغموض يغطي هذه التصريحات، إذ إنّ الإعلان عن اعتقالات في بعض الأحيان لا يترافق وتقديم السلطات أي تفاصيل عن المهاجمين الذين تم اعتقالهم.
فرانس24/ أ ف ب
الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم
اشترك
ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24
Download_on_the_App_Store_Badge_AR_RGB_blk_102417 <![CDATA[.cls-1{fill:#a7a6a6;}.cls-2,.cls-6{fill:#fff;}.cls-3{fill:#5bc9f4;}.cls-4{fill:url(#linear-gradient);}.Graphic-Style-2{fill:url(#linear-gradient-2);}.cls-5{fill:url(#linear-gradient-3);}.cls-6{stroke:#fff;stroke-miterlimit:10;stroke-width:0.2px;}]]>google-play-badge_AR