تظاهر المئات من جماعات الحراك الاحتجاجي في كربلاء، أمس، ورددوا شعارات مناهضة لإيران. وأظهرت صور وأفلام فيديو تداولها ناشطون عناصر الأمن وهي تشن هجوماً بالهراوات وتفرق جموع المتظاهرين.
وتشارك جماعات «حراك تشرين» الذي انطلق في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 في مواكب عزاء خاصة في موسم زيارة أربعينية الإمام الحسين التي تصادف هذه الأيام، وغالباً ما يحمل المشاركون في موكب العزاء صور الشباب من المتظاهرين الذين سقطوا قتلى على يد القوات الأمنية منذ انطلاق الاحتجاجات قبل عامين.
وهاجم ناشطون قيام القوات الأمنية بالهجوم على الناشطين بعد قيامهم بترديد أهازيج منددة بإيران. وسبق أن قامت جماعات الحراك نهاية العام الماضي بحرق القنصليتين الإيرانيتين في محافظتي كربلاء والنجف، احتجاجاً على التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي ودعم طهران للأحزاب الفاسدة والميليشيات المسلحة.
ويقول ناشطون إن الجماعات الموالية لإيران قامت خلال الزيارة الأربعينية بتوزيع وحمل صور كثيرة لقائد فيلق «القدس» الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس «هيئة الحشد» أبو مهدي المهندس اللذين قتلا في غارة أميركية مطلع العام الجاري. ويستغرب ناشطون سماح قوات الأمن برفع صور شخصية إيرانية في موسم الزيارة، فيما لا تسمح برفع أعلام العراق والمطالبة باستقلاله بذريعة عدم جواز رفع شعارات سياسية في موسم الزيارة.
وفي التفاصيل، اشتبك المحتجون مع قوات الأمن خارج مرقد الإمام الحسين. وكان المحتجون يحيون ذكرى رفاقهم الذين قُتلوا خلال شهور من الاحتجاجات المناوئة للحكومة العام الماضي، التي مات خلالها أكثر من 500 عراقي معظمهم برصاص قوات الأمن والجماعات المسلحة. ونقلت وكالة «رويترز» عن شهود أن المحتجين نظموا مسيرة إلى المرقد وأن بعضهم غضبوا عندما لم يتم السماح لهم بالوصول إلى المرقد. وعندئذ ضربت قوات الأمن المحتجين بالهراوات، ما تسبب في مناوشات ثم دفع المحتجين إلى الوراء.
وقال مسؤول أمني في كربلاء إن المحتجين جاءوا ضمن مجموعة من الزوار. وأضاف أن جانباً من المجموعة تحول إلى العنف قبل جولتهم في الضريح، وأن الشرطة تدخلت لإبعادهم عن المكان.
بدورها، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن شهود أن مسيرة المحتجين انطلقت من ساحة التربية ساحة المظاهرات الرئيسية في كربلاء إلى المرقد. وذكر الشهود أن القوات الأمنية أجبرت المتظاهرين على الانسحاب إلى ساحة التظاهر الرئيسية وفسح المجال أمام الزوار لإحياء أربعينية الإمام الحسين.