لا تجامل الناس على حساب نفسك النفاق والمجاملة
كثيراً ما يخلط بعض الناس بين مفاهيم النفاق والمداراة وسبب ذلك غياب معاني الأخوة والصحبة الصادقة في الذهن والواقع، فلم تعد قلوبهم تفرق بين الحق والباطل، وبين الإحسان ولاساءه
قال تعالى: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً)، «سورة النساء: وقال تعالى: (… إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً)
فقال ابن عقيل: «النفاق هو: إظهار الجميل، وإبطان القبيح، وإضمار الشر مع إظهار الخير لإيقاع الشر، والذي تضمنتْه الآية: إظهار الحسن في مقابلة القبيح لاستدعاء الحسن
لا تجامل الناس على حساب نفسك وراحتك.
تحاول دائماً أن تفعل ما يتوقعه منك الآخرون, وتحرص على ألا تؤذي مشاعرهم, تسارع إلى مساعدة الأصدقاء والأقارب كلما احتاجوا إليك وتتفادى مضايقتهم حتى لو أثاروا غضبك, تقول في موقف ما « نعم «حينما كان ينبغي لك أن تقول» لا «, أو تتظاهر بالهدوء عندما تكون غاضباً, أو قد تلجأ للكذب أحياناً لأنك تخشى إيذاء مشاعر الآخرين, وقد تتحمل أعباءً فوق طاقتك حتى لا تحرج شخصاً عزيزاً عليك. أي أنك في سبيل الحفاظ على التعامل مع الآخرين بلطافة ترتكب العديد من الأخطاء التي قد تؤثر بطريقة سلبية على نفسك أو عملك أو علاقاتك الاجتماعية.
ومن أكبر الأخطاء التي قد يقع فيها من يتسم بهذه الصفة:
– النزعة إلى الكمال: مما يفرض ضغوطاً كبيرة عليه, ويتطلب مجهوداً مضنياً منه لإثبات الذات, والقيام بالمهام المختلفة على أكمل وجه, فضلا عن الإرضاء الدائم للآخرين. ويجب هنا توضيح أن محاولة الوصول للكمال في حد ذاتها ليست عيباً ولكنها تصبح خطأ عندما تدفعك لوضع معايير غير واقعية لنفسك, أو تكبدك ما لا تتحمل من مجهود أو وقت أو مال, أو عندما تصبح هاجساً لدرجة تعرقل حياتك اليومية وعلاقاتك الاجتماعية بل تعرقل أداءك لعملك. وأول خطوة لتصحيح هذا الخطأ هو الإيمان وليس مجرد ترديد عبارة « لا يوجد أحد كامل « بالإضافة إلى تقبُّل نواحي القصور لديك. يأتي بعد ذلك إدراك أن الكمال ليس هو الطريق الوحيد لنيل قبول الآخرين.
النفاق؛ آفة مرضية مستعصية تنتشر اليوم في عصرنا كانتشار النار في الهشيم، تهدم البيوت وتفرق الأحبة وتقطع الأرحام. تزور الحقائق. تقلب الباطل حقا والحق باطلاً.
كلمة نفاق مأخوذة من النفق؛ وهو حفرة تحفرها بعض الحيوانات وتجعل لها فتحتين أو أكثر، فإن هوجمت من ناحية خرجت من الناحية الأخرى، ويقولون عنه؛ مثل الحرباية بألف لون حسب مصلحته وحاجته الشخصية يتلون.
يقول علم النفس الحديث إن شخصية المنافق مريضة، منقسمة على نفسها، فكأنها أي المنافق، شخصيتان متصارعتان تعيشان في جسد واحد إحداها تعبر عن نفسها من خلال المظاهر الخارجية التي يراها ويسمعها للناس كالملابس والابتسامات والكلمات والأخرى تعبر عن أعماقها الداخلية التي لا يطلع عليها أحد من الناس.
إذا كنا نتصور أننا ندفع ثمن بل أثمان باهظة لعدد من الأمراض المزمنة بمجتمعاتنا فعلينا أن ندرك أن النفاق أصبح الأكثر انتشارا والأكثر قبولا لدى الجميع بل والأكثر قدرة على الدفع بالفرد من الدرجات السفلى إلى أعلاها دون منازع فيما يبقى الحالمون الصادقون فى أماكنهم يحاربون على أكثر من جبهة ويناضلون من أجل حياة الآخرين التى تعنى لهم الكثير ومن أجل أوطان ومجتمعات لا تبنى على النفاق.
وفي النهاية لا يقال اجمل مما يقول قداسة البابا شنودة بكيفية التعامل مع الناس
حقق للناس فى حياتك مثاليات التى يشتهونها.
.ازهد فيما فى ايدى الناس يحبك الناس.. لا تشعر غيرك بانك تتخذ منهم موقف المنافس الذى يريد ان يستولى على ما فى ايديك او ما يريدون الحصول عليه.
.احتمل غيرك وقت ضعفه او فى اى وقت خطئه.. و اكسبه بطول البال و الصبر و سعة الصدر …فلا شك انه سيندم على ما اساء به اليك حينما يخلو الى نفسه.
.سامح الناس و اشعرهم بتقديرك لهم..وبان كل خير يعملون هو موضع اعجابك.و لا يخفى عليك
احترم غيرك و عامل الكل بأدب ليس فقط الكبار منهم او من انت مجبر على احترمهم..بل حتى الصغار ايضا و هم من اقل منك سنا و درجة.
.اعمل على بناء الناس و ليس على تحطيمهم.
.لا تكن كثير التوبيخ للناس . و ان اضطررت لذلك ليكن ذلك دون ان تجرح احدا.. و لا تسئ بالظن بالناس و لا تحاول ان تصطادهم بتصرف او بكلمة.و لا تشعرهم بانك تتخذ منهم موقف النتقد او موقف العدو.
.اعذر الناس و دافع عنهم بقدر ما تستطعين .بأسلوب الحق لا بأسلوب النفاق و يقدر ما يحتمل الموقف…بطريقة سليمة لا رياء فيها على حساب الحق.
.عامل الناس باتضاع ووداعة برقة و لطف فاللطف من ثمار الروح كما قال الرسول.
.اعط باستمرار و ابذل و الذى لا تستطيع ان تعطيه معونة قدم له كلمة طيبة او ابتسامة لطيفة او مجاملة حقه . قم بواجبك نحو الكل دون تقصير.
.افهم الناس و اجعلهم يفهمونك بهدوء و بروح طيبة.و هكذا عش معهم فى التفاهم المتبادل.بالمحبة و الهدوء.
.ادخل فى علاقات المشاركة الوجدانية المتبادلة “فرحا مع الفرحين و بكاءا مع الباكين.”…..”لا تترك مناسبة تتطيب بها قلوب الناس دون ان تشترك فيها…..
بقلم / سلامه مرجان