وصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تفتيش سفينة الشحن التركية «إم في روزالين إيه» في البحر المتوسط بواسطة عملية «إيريني» الأوروبية، المخصصة لمراقبة حظر السلاح المفروض على ليبيا، بأنه «اعتداء» على تركيا. وفي غضون ذلك أكدت أنقرة استمرار دعمها لحكومة «الوفاق الوطني»، برئاسة فائز السراج، وتقديم التدريب لعناصر القوات التابعة لها.
وقال إردوغان في كلمة أمام اجتماع أعضاء حزب «العدالة والتنمية» الحاكم بالبرلمان التركي، أمس، إن «الاعتداء» الأخير على سفينة تركية مدنية تحمل مساعدات إنسانية إلى ليبيا: «هو عمل ليس له ما يبرره في القانون الدولي وقانون البحار».
وكانت الفرقاطة الألمانية «هامبورغ» قد أوقفت السفينة التركية التي خرجت من إسطنبول في طريقها إلى ليبيا ليل الأحد الماضي، وصعد جنودها على ظهر السفينة، وقاموا بتفتيش جزء منها للاشتباه في حملها أسلحة للميليشيات التابعة لحكومة السراج المدعومة من أنقرة؛ إلا أن تركيا رفضت إعطاء إذن بالتفتيش، وأصرت على عدم إتمامه، وتقدمت باحتجاج إلى الاتحاد الأوروبي وطالبت بتعويضات. ومنذ البداية، رفضت تركيا عملية «إيريني» التي انطلقت في مطلع أبريل (نيسان) الماضي، ووصفتها بأنها منحازة، وتعمل لصالح «الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر الذي تدعم تركيا حكومة السراج في مواجهته.
وفي الإطار ذاته، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن تركيا سترد في الميدان على تفتيش السفينة التركية من قبل العسكريين الألمان في شرق البحر المتوسط. وقال جاويش أوغلو أمام البرلمان مساء الثلاثاء: «سنرد في الميدان على ما حدث، وسنتابع أيضاً العمليات القانونية والسياسية المتعلقة بهذا الحادث».
من ناحية أخرى، اعتبر إردوغان أن الدعم التدريبي والاستشاري الذي قدمته بلاده لحكومة «الوفاق» حال دون انجرار ليبيا إلى مزيد من الحرب الأهلية. وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، مواصلة التدريبات المقدمة للقوات المسلحة الليبية، وذلك في نطاق مذكرة التفاهم للتدريب والتعاون والاستشارات العسكرية، الموقعة مع حكومة السراج في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
وقالت الوزارة في تغريدة نشرتها على «تويتر»: «نواصل تقديم التدريبات للقوات المسلحة الليبية، في إطار اتفاق التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية. ونهدف من خلال الدعم التدريبي المقدم للقوات المسلحة الليبية إلى الارتقاء بالجيش الليبي إلى المعايير الدولية».
جاء ذلك بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن القومي في مقر الرئاسة التركية في أنقرة أمس، برئاسة الرئيس رجب طيب إردوغان الذي بحث التطورات في ليبيا، بين مجموعة من القضايا الأخرى، منها العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، والوضع في شرق البحر المتوسط، وملف سوريا؛ حيث أكد المجلس، بعد استعراض التطورات في ليبيا من مختلف الجوانب، والمفاوضات الجارية من أجل إحلال الاستقرار والتوجه إلى الانتخابات، أن تركيا ستواصل دعمها للحكومة الشرعية في ليبيا (حكومة السراج) من منطلق العمل للحفاظ على وحدة ليبيا واستقرارها.