جدد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، حرص الشرعية في بلاده على تنفيذ «اتفاق الرياض»، ومواصلة المسار لإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً، مشيراً في الوقت نفسه إلى حرص الشرعية على تحقيق السلام العادل، واستعادة مؤسسات الدولة من قبضة الميليشيات.
وقال هادي، في خطاب بمناسبة ذكرى استقلال جنوب اليمن عن بريطانيا الذي يصادف 30 نوفمبر (تشرين الثاني) من كل عام، إن الشرعية لديها إصرار على إنهاء «المشروع الانقلابي الكهنوتي، ومشاريع التقسيم والتجزئة كافة التي صادرت فكرة الدولة ودمرت مؤسساتها».
وأضاف: «انطلقنا بكل حرصٍ نحو مبادرات السلام، وظلت أيدينا ممدودة بصدقٍ إليه على الدوام، وحاولنا بكل ما أوتينا ترميم التصدع الذي أحدثته الميليشيات الحوثية في جسد الوطن، وبذلنا كل جهد من أجل احتواء هذه الجماعة المتمردة المسكونة بأوهام التملك ودعاوى الحق الإلهي في النسيج الوطني منذ لحظة الحوار الوطني، وفي كل محطات ومبادرات السلام، وفي كل مناسبة نمد إليهم أيادينا بالسلام من أجل الحفاظ على أرواح أبنائنا الذين يقذفون بهم إلى محارق الموت من دون رحمة».
وفي حين اتهم الرئيس اليمني الجماعة الحوثية بـ«الغدر»، قال إن بلاده تتوق «إلى سلام عادل شامل، يبنى على أسس متينة صلبة، لا يحمل معه بذور الصراع في المستقبل، ويحفظ الحقوق، ويصون كرامة الإنسان ويبني دولته».
وفيما يتعلق بمسار تنفيذ «اتفاق الرياض» بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، قال هادي: «ذهبنا في مسار رأب الصدع اليمني، ومحاولات توحيد الصف الوطني من أجل استعادة وبناء الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتوحيد الجهود حول هذا الهدف النبيل».
وتابع: «سنواصل بإذن الله هذا المسار الآمن لتنفيذ (اتفاق الرياض) الهادف إلى وحدة الصف حول المشروع الوطني، ونزع فتيل التوتر والخلاف والصراع، ووضع الوطن على أعتاب مرحلة جديدة من الحرية والبناء والنماء والاستقرار».
وخاطب الرئيس اليمني شعبه بالقول: «لن نكرر عليكم ما تسمعونه دائماً من موقفنا من السلام والحرب. ذلك أمر صار اليوم أكثر وضوحاً من كل الفترات السابقة، وجوهر هذا الموقف هو أننا مع السلام الذي يحفظ للشعب حقوقه، ويحترم إرادته، ولا يتجاهل متطلباته».
ووعد بأنه «مستمر بكل صلابة في هزيمة المشروع الحوثي المدعوم إيرانياً»، وقال: «عازمون بجدية كاملة على استعادة الدولة المستقلة القادرة، وبناء مؤسساتها، والتصدي للتحديات السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، وسنعمل على تحقيق هذه الأهداف بقدر ما تحتمل قدراتنا ووسعنا واستطاعتنا».
ودعا مواطنيه إلى الالتفاف حول ما وصفه بـ«مشروع الوطن الكبير، والدولة الاتحادية، ومبادئ وقيم المواطنة المتساوية، والحرية والكرامة والاستقلال، وبناء دولة العدل والنظام والقانون»، محذراً من المشروع المقابل له، وهو «المشروع الحوثي لنقل التجربة الإيرانية إلى اليمن الذي دمر البلاد ومؤسساتها، وأنهك مقدراتها، وعبث بنسيجها الاجتماعي، ووأد العمل السياسي».
وجاءت تصريحات الرئيس اليمني في وقت لا يزال فيه تنفيذ «اتفاق الرياض» يراوح مكانه، على الرغم من مرور 4 أشهر على تكليف رئيس الحكومة معين عبد الملك تشكيلها، وفي وقت تتصاعد فيه هجمات الميليشيات الحوثية في مأرب والجوف، وتهديداتها للملاحة الدولية.
ويطمح المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إلى أن يدفع الحكومة الشرعية والانقلابيين الحوثيين إلى التوقيع على مسودة «الإعلان المشترك»، وهي خطة أعدها، تتضمن وقفاً شاملاً لإطلاق النار، وتدابير إنسانية واقتصادية، تمهيداً لعودة مفاوضات حل السلام الشامل.