شدد الرئيس العراقي برهم صالح على سعي بلاده للابتعاد عن صراعات المنطقة، فيما أدان عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، خلال لقاء جمعه في بغداد، أمس، مع السفير الإيراني إيرج مسجدي.
وقالت الرئاسة العراقية في بيان إن صالح «بحث مع السفير الإيراني في العراق العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطوير آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة، بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين الجارين، وكذلك تم بحث آخر التطورات السياسية على الساحة الإقليمية».
وأضاف البيان أن الرئيس العراقي «أكد ضرورة تخفيف التوترات في المنطقة، ورفض أعمال العنف والاعتداءات كافة التي تطال أمن الدول وسلامة مواطنيها مهما كانت دوافعها». كما أعرب عن إدانته لعملية اغتيال فخري زاده، مشيراً إلى «ضرورة منع التصعيد، وحماية الاستقرار وتعزيز الأمن والسلم الإقليميين».
وأكد صالح أن «العراق ينطلق من إيمانه المطلق في رفض أعمال العنف والتوترات التي من شأنها تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة، ويسعى إلى النأي عن الصراعات والنزاعات التي تؤثر على أمنه واستقراره الداخلي، ويدعم بقوة التكاتف والتعاون الإقليمي والدولي من أجل إرساء السلام وترسيخ الاستقرار لبلدان المنطقة وشعوبها».
من جانبه، أكد السفير الإيراني، بحسب البيان، «التزام بلاده دعم أمن العراق واستقراره، وتعزيز أواصر العلاقات الاقتصادية والاجتماعية التي تجمع البلدين والشعبين الجارين».
وتعد إدانة صالح هي الأولى للعراق رسمياً على هذا المستوى بعد نحو أربعة أيام على اغتيال فخري زاده الذي يعتبر العقل المدبر لبرنامج إيران النووي. وكانت أحزاب وقوى سياسية عدة قريبة من إيران أدانت عملية الاغتيال وانتقد بعضها تأخر وزارة الخارجية في إصدار إدانة.
وبشأن إمكانية ابتعاد العراق عن الصراعات في المنطقة، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة النهرين الدكتور ياسين البكري لـ«الشرق الأوسط» إن «العراق يريد لعب دور في تخفيف التصعيد والتوتر بين إيران وأميركا، مدفوعاً بيقين أن للتصعيد انعكاسات سلبية على العراق الذي سيدفع ثمناً كبيراً في عداء هو ليس طرفاً مباشراً فيه». وأضاف البكري أن «لقاء رئيس الجمهورية مع السفير الإيراني، وقبلها بيومين مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد اغتيال أبي البرنامج النووي الإيراني له دلالة في هذا الشأن، ومبني على مخاوف من رد إيراني ورد مقابل في لحظة انتقالية في أميركا قد يكون محسوباً لتوريط الإدارة الجديدة في تبعات أمر لا ترغب به، وينعكس على المنطقة طويلاً، لذلك يعمل العراق على التهدئة لحين إتمام الانتقال الأميركي».
وأوضح أن «العراق يمكن أو ربما يرغب بلعب دور بديل عن سلطنة عمان فيما يخص مفاوضات الملف النووي، ويقدم نفسه كنقطة لقاء بين المتخاصمين بدل أن يكون ساحة الحرب بينهما»، مشيراً إلى أن «هذا الدور لو اقتنعت به إيران وأميركا سيخفف كثيراً من الضغط على العراق ويصبح راعياً للمفاوضات بدل نقطة الصدام».