أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي أعطى أوامره للجيش لتأمين الحدود العراقية – السورية. وفي حين أعلنت قيادة العمليات وجود تعاون كامل بين القوات الأمنية العراقية وقوات التحالف الدولي، فإن التحالف الدولي يساهم في عملية أمنية انطلقت أمس (الثلاثاء) ضد تنظيم داعش في منطقة بادوش غرب مدينة الموصل.
وقال المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، في بيان له، إن «الحدود العراقية – السورية، وهي 610 كليومترات، أمن أغلبها، وهناك عمل كبير من قبل وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة (الحشد الشعبي)، فضلاً عن وجود معدات كاملة مقدمة من وزارة الموارد المائية لحفر خندق، وهو في مراحله الأخيرة، وكذلك وضع سداد ترابية وسياج».
وأضاف أن «قوات التحالف الدولي تسهم في عملية إمداد كثير من المعدات التي ستوضع على الحدود. كما أن قيادة العمليات المشتركة والتحالف يعملان على نصب أبراج ذات قيمة مادية وعملية كبرى جداً، فيها أجهزة ومعدات حديثة تحتوي على إمكانيات وقدرات تمكننا من السيطرة على كثير من الأعمال التي يقوم بها الإرهابيون».
وفي حين يعمل العراق منذ سنوات لتأمين الحدود العراقية مع سوريا، فإن كل المحاولات لم تحد من قدرات تنظيم داعش على استغلال كثير من نقاط العبور التي يتسلل منها. ولا تزال عمليات تهريب مقاتلي تنظيم داعش مستمرة بين سوريا والعراق، ولا يعرف بعد ما إذا كان التوجيه الجديد للكاظمي سيضع حداً لعمليات التسلل عبر الحدود.
وكان مستشار الأمن القومي، قاسم الأعرجي، قد التقى قبل يومين السفير السوري في بغداد، حيث بحث معه كثيراً من الملفات بين البلدين، من بينها أمن الحدود. كما جرى خلال اللقاء بحث ملف مخيم الهول الحدودي، وأهمية تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية، وملاحقة بقايا «داعش».
وحول عمليات تأمين الحدود العراقية – السورية، وأهمية ذلك، والأسباب التي تحول دون تأمينها بالكامل، يقول الخبير الاستراتيجي الدكتور معتز محي الدين، رئيس المركز الجمهوري للدراسات السياسية والأمنية، لـ«الشرق الأوسط»: «ليست هذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها رئيس وزراء عراقي أهمية تأمين الحدود مع سوريا، بل سبقتها تصريحات أخرى لمسؤولين وقادة عسكريين عراقيين، فضلاً عن إجراءات في هذا المجال، لكن دون جدوى»، مبيناً أن «الشريط الحدودي بين العراق وسوريا يبلغ 650 كم، ويصعب في الواقع مسكه في الوقت الراهن بالقوة الموجودة حالياً من الجيش أو الحشد أو قوات الحدود».
وأكد محي الدين أن «كل هذه الإجراءات لم تؤدِ في الواقع إلى تأمين عمليات الحدود بشكل صحيح، بل تعتبر أموراً وقتية، ما لم يكن هناك اتفاق أمني وعسكري مع الجانب السوري الذي لا يستطيع في الواقع تأمين حدوده، لأن هناك ثلاث محافظات سورية قد سقطت بيد الأتراك والقيادات السورية المنشقة عن الحكومة والقوات الأميركية، وبالتالي فإن الصراع موجود على مسك الأرض من قبل كل هذه الجهات»، موضحاً أن «هناك ضربات كثيرة حصلت من قبل طيران بدا سرياً في أوقات مختلفة لقوات الحشد الشعبي وقيادات في الحشد، حيث تم رصدها وتصفيتها».
وتابع محي الدين أن «مسألة مسك الحدود تعتبر حتى الآن مسألة صعبة معقدة لكل الأطراف التي أشرت إليها، وهي التركية وكذلك القوات العراقية والإيرانية الموجودة بالقرب من البوكمال وخارج البوكمال، ونحن حيال عملية معقدة جداً لجهة ضبط الحدود»، لافتاً إلى أن تنظيم داعش «يعرف جيداً الثغرات والكهوف، وبالتالي يعرف الأماكن التي يستطيع أن يتحرك من خلالها، بما في ذلك التجول بسهولة في مختلف تلك المناطق، بدءاً من البوكمال إلى سهل نينوى وربيعة، وكذلك قرى وقصبات الأنبار».
وفي موازاة بدء عملية تأمين الحدود مع سوريا، فقد شنت القوات العراقية، بمساعدة التحالف الدولي، ضربات على مواقع «داعش» في سلسلة الجبال الواقعة شمال بلدة بادوش غرب الموصل. وقال الناطق العسكري باسم رئيس الوزراء، اللواء يحيى رسول، إنه «بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة، شرعت قطعات جهاز مكافحة الإرهاب (فجر الثلاثاء) بعملية عسكرية جديدة استندت إلى جهد استخباري ومعلوماتي في بادوش، غرب مدينة الموصل»، مبيناً أن «العملية أسفرت عن مقتل 12 عنصراً من بقايا عصابات (داعش) الإرهابية». وأوضح رسول أن «العملية جاءت بغطاء جوي من قبل طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي».