كشف رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبد المهدي تفاصيل المكالمة التي تلقاها ليلة رأس السنة الماضية (2020) من الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن اقتحام السفارة الأميركية آخر يومين من عام 2019.
وقال عبد المهدي في شهادة أدلى بها لصالح فيلم وثائقي بشأن حادثة المطار فجر الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020 التي أدت إلى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، إن «ترمب اتصل بي ليلة رأس السنة الماضية في حدود الساعة التاسعة بتوقيت بغداد، وشكرنا على إنهاء حادثة اقتحام السفارة الأميركية وسألني هل هؤلاء عراقيون أم إيرانيون، فقلت له عراقيون اعترضوا على قصف الطيران الأميركي لفصائل مسلحة على الحدود مع سوريا».
وأضاف عبد المهدي نقلا عن ترمب أن «الأميركيين لا يعرفون الإيرانيين جيدا بل العراقيون هم من يعرفونهم جيدا». وأشار عبد المهدي إلى إنه أخبر ترمب بأن «الإيرانيين يقولون إنهم لا يريدون حربا وكذلك أميركا، واقترحت عليه إما التفاوض المباشر مع الإيرانيين وإما اتفاقات ضمنية كما كان يحصل منذ عام 2003». مبينا أن «ترمب قال لي: أنتم مفاوضون جيدون ما تستطيعون فعله في هذا الشأن نحن مستعدون له».
وفيما أكد عبد المهدي أنه «كانت هناك موافقة ودعوة رسمية لأن يأتي سليماني إلى العراق للتباحث»، فإن «عملية الاغتيال لم تكن قد صممت خلال يوم أو يومين وإنما لا بد أنها قررت قبل ذلك بفترة ليست قصيرة». لكن عبد المهدي لم يكشف ما إذا كان يعتقد بمصداقية الرئيس الأميركي ترمب بشأن المفاوضات مع إيران أو أنه خدعه قبيل أقل من 48 ساعة على تنفيذ عملية المطار.
وكان رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي كشف في شهادته أيضا في الفيلم المذكور الذي تم إنتاجه بمناسبة الذكرى الأولى للحادثة إنه تعرف على كف سليماني عبر الخاتم الذي كان هدية منه. وأوضح المالكي أنه عرف بالحادث الذي كان وقعه شديدا عليه أثناء استيقاظه لصلاة الفجر واطلاعه على الرسائل التي كانت قد وردته خلال فترة نومه. وبين أن المهندس القائد البارز في الحشد الشعبي كان عنده ليلة الحادثة لكنه لم يخبره بعد خروجه منه أنه سيتوجه إلى المطار لاستقبال سليماني ومن ثم ليقضي معه في الحادث نفسه.
وبخلاف المالكي الذي سمع بالحادث عند الفجر فإن عبد المهدي أعلن خلال شهادته أنه تلقى اتصالا هاتفيا في حدود الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من مدير جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي (رئيس الوزراء الحالي) الذي أيقظني من النوم، قائلا إن مطار بغداد تعرض الآن لإطلاق صواريخ مجهولة مبينا أنه لا هو ولا الكاظمي كان لديهما أي تفاصيل عن الحادث.