في الوقت الذي توجهت فيه منظمة العفو الدولية (أمنستي) إلى الحكومة الإسرائيلية بطلب أن توفر اللقاح ضد فيروس كورونا للمواطنين في مناطق السلطة الفلسطينية، أشارت معطيات نشرتها وزارة الصحة في تل أبيب، أمس (الأربعاء)، إلى أن الوفيات والمرضى بحالات خطيرة من جراء إصابتهم بالفيروس في المجتمع العربي داخل إسرائيل (فلسطينيي 48)، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كانت ضعفي نسبتهم بين السكان.
ووفقاً لهذه المعطيات، فإن 40 في المائة من المتوفين بسبب «كورونا»، 180 من بين 470 مريضاً، هم مواطنون عرب. كما أن 40 في المائة من مرضى «كورونا» الذين رقدوا في المستشفيات بحالة خطيرة، 730 من بين 1874 مريضاً، هم عرب. ويعني ذلك أن وتيرة الإصابات بين العرب، التي كانت أقل من نسبتهم من السكان في بداية الجائحة، تصاعدت بشكل حاد خلال الشهور الأخيرة وأصبحت ضعفي وتيرتها بين اليهود. كما تبين أن 5 في المائة فقط من المجتمع العربي تلقوا التطعيم المضاد للفيروس، بينما بلغت النسبة لدى الجمهور العام في إسرائيل 15 في المائة. وإثر هذه المعطيات، دعت وزارة الصحة المواطنين والمواطنات العرب، وخاصة المجموعة السكانية في خطر الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، إلى التوجه بأسرع وقت لتلقي التطعيم «وتحمل المسؤولية عن حياتهم وحياة المجتمع كله».
وأضاف تقرير وزارة الصحة الإسرائيلية أن أكثر من 30 في المائة من مرضى «كورونا» المؤكدين، خلال الأيام الثلاثة الماضية، جاءت من المجتمع اليهودي المتدين الذي تزيد النسبة لديه عن المعدل العام في الدولة العبرية. فقد تم تشخيص قرابة 17 ألف مريض بالفيروس، بينهم 5452 متديناً، و9311 بين اليهود الآخرين و2200 عربي. وبلغت نسبة الفحوصات الإيجابية في المجتمع الديني 13.5 في المائة، بينما النسبة العامة أقل من 3.5 في المائة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد قررت، في جلسة دامت نحو عشر ساعات وانتهت فجر أمس (الأربعاء)، فرض إغلاق شامل للمرة الثالثة. وسيبدأ هذا الإغلاق الليلة القادمة (الخميس – الجمعة)، وسيستمر لأسبوعين كاملين ويوجد احتمال لتمديده أكثر. وجنباً إلى جنب مع ذلك، ستستمر حملة التطعيم، التي بلغت أعلى نسبة في العالم وشملت حتى يوم أمس 1.5 مليون نسمة.
بالمقابل، لم تبدأ بعد حملة تطعيم في الضفة الغربية وقطاع غزة، رغم أن نسبة انتشار المرض عالية. وقد دعت منظمة العفو الدولية، أمس، إسرائيل إلى توفير اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، مشيرة إلى أن القانون الدولي يُلزم دولة الاحتلال بذلك. تأتي هذه الدعوة رغم أن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية التي يقطنها 2.8 مليون نسمة، وحكومة «حماس» في قطاع غزة، التي يقطنها نحو مليوني نسمة، لم تطالبا إسرائيل بذلك علناً.
وقالت منظمة العفو إن على إسرائيل التوقف عن تجاهل التزاماتها الدولية كقوة احتلال وأن تتصرف على الفور لضمان توفير لقاحات (كوفيد – 19) بشكل متساوٍ وعادل للفلسطينيين الذين يعيشون تحت احتلالها في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.
كانت وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله قد أعلنت الاثنين الماضي، أنها تتوقع الحصول على أولى جرعات اللقاح الشهر المقبل من خلال برنامج «كوفاكس» المدعوم من الأمم المتحدة، موضحة أنه سيتم استخدامها لتطعيم الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.