عبّر مسؤولون يمنيون وناشطون عن غضبهم إزاء نداءات وقف تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، واعتبروا ذلك «حملة أممية تستخف بحق الشعب اليمني الذي يعاني من ظلم هذه الميليشيات وإرهابها».
يأتي ذلك في أعقاب مطالبة مسؤولين أمميين منهم غريفيث ومارك لوكوك منسق الإغاثة في الأمم المتحدة وديفيد بيزلي مدير برنامج الغذاء العالمي، بوقف تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية، محذرين من مجاعة، خلال إحاطة لمجلس الأمن أمس.
وفي الجلسة نفسها، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور أحمد بن مبارك حرص حكومته «على تسهيل جميع أعمال الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية والمؤسسات التجارية والمصرفية لضمان سهولة تدفق المساعدات والسلع لكل أبناء شعبنا في كل الجغرافيا اليمنية دون أي انتقاص»، لافتا إلى تشكيل «لجنة حكومية عالية المستوى من الجهات المعنية كافة ستعنى بهذا الأمر وستتعامل مع جميع تحدياته بالصورة اللازمة».
ونشر وزير الخارجية اليمني الأسبق المستشار الحالي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الملك المخلافي تغريدة على حسابه في «تويتر» أورد خلالها أن «الأمم المتحدة تعلم يقينا أن الحوثي حاول اغتيال (إسماعيل) ولد الشيخ (المبعوث الأممي السابق)، وأنه من يمنع الآن (مارتن) غريفيث (المبعوث الأممي الحالي) من زيارة صنعاء، وكل ذلك إرهاب وتعطيل للسلام، والسبب في المأساة التي يعيشها الشعب اليمني».
وقال محمود شحرة وهو الملحق الإعلامي اليمني في عمّان لـ«الشرق الأوسط» إن «العمل الإنساني في اليمن لم يتضرر إلا بسبب تعامل الحوثيين مع المنظمات»، مستدلا بإتاوات تصل إلى 30 في المائة على حد قوله، «مما جعل بعض المنظمات تغادر صنعاء بسبب ابتزاز الحوثيين لها»، مضيفا أن «البعض الآخر من المنظمات فضّل البقاء على مضض رغم ابتزاز الحوثيين خوفاً على مصالح وظيفية ونفقات تشغيلية ورواتب عالية»
وانتقد الدبلوماسي اليمني ما قال إنه «ازدواجية في المعايير، وهي واضحة وغير حيادية في نقل الصورة».
إلى ذلك، قال الباحث السياسي اليمني البراء شيبان إن تصنيف الحوثيين يعزز فكرة أنهم لن يحكموا اليمن بالقوة ولن يتم الاعتراف بسلطتهم في المستقبل، وهو مكمل للقرار الأممي 2216.
ويرى شيبان أن الأمم المتحدة ومؤسساتها لا تؤيد تصنيف أي جماعات، وأرجع ذلك إلى أن «مجرد تصنيف الجماعة يعتبر عائقا لهم»، ويقول: «نحن كيمنيين جربنا هذه الطريقة التي تجربونها مع الحوثيين وفشلت. الحوثيون كلما تنازلت أمامهم فهذا لا يعني بالضرورة أنهم سيتنازلون ويقدمون حلا وسطا».