في ظل تصاعد مؤشر الإصابات بفيروس «كوفيد-19» في ليبيا، اضطر فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، إلى إيقاف العملية التعليمية لمدة 3 أسابيع، بدءاً من اليوم (السبت)، وسط حالة من الارتباك، للسيطرة على الوباء، رغم عودة الدراسة قبل أيام قليلة. ويأتي ذلك وسط حث السلطات الطبية المواطنين على اتباع الإجراءات الاحترازية في عموم البلاد، وتوعد المخالفين بالعقاب.
وأظهرت نتائج فحص العينات في 13 مختبراً أمس تسجيل 794 حالة إيجابية في 32 مدينة ومنطقة، واحتلت العاصمة طرابلس قائمة الإصابات بـ349 حالة. وأوضح المركز الوطني لمكافحة الأمراض أن العدد التراكمي ارتفع إلى 112540 إصابة، تعافى منها 90952 مريضاً، فيما سجلت 1737 حالة وفاة.
وتمكن فيروس «كورونا» من إصابة عاملين في قطاعات مختلفة، في مقدمتهم الأطباء وأطقم التمريض والسياسيين. وأعلن الإعلامي الليبي محمود شمام، مساء أول من أمس، عن إصابته بفيروس كورونا المستجد منذ 4 أيام. وقال شمام، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «دخلت العزل الصحي بعد إصابتي منذ 4 أيام».
وسبق لوزارة التعليم بحكومة «الوفاق» أن أمرت بعودة الدراسة في الثاني من الشهر الحالي للصفوف الدراسية من الأول للتعليم الأساسي إلى السادس، على أن تلتئم جميع الصفوف والمراحل الدراسية اليوم (السبت) الثالث والعشرين من يناير (كانون الثاني). لكن في ظل توصيات اللجنة العلمية الاستشارية لمكافحة جائحة فيروس «كورونا»، أمر السراج بتأجيل الدراسة 3 أسابيع، بدءاً من اليوم (السبت)، على أن «تلتزم البلديات، بالتنسيق مع وزارة الحكم المحلي، بالحصول على رأي اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، قبل إغلاق الأنشطة الخدمية والعلمية بالبلديات».
وتتضمن توصيات اللجنة الاستشارية التي اعتمدها السراج، مساء أول من أمس، مطالبة وزارة الخارجية بمخاطبة الدول التي ترتبط بخطوط طيران مباشرة مع ليبيا للحصول على قائمة المعامل المعتمدة لديها في إجراء تحليل الفيروس، و«نصحت المواطنين بعدم السفر إلى الدول التي يثبت سوء وضعها الوبائي، والالتزام بأقصى درجات الحذر والوقاية إذا استدعت الظروف السفر إلى تلك الدول».
وشددت على ضرورة «التزام الجهات المعنية في المطارات والمنافذ الحدودية بالتشديد على المسافرين بضرورة إجراء تحليل (كورونا)، مع الالتزام بأقصى الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس». كما دعت التوصيات «الجهات المعنية بالمصارف والخدمات العامة والمطاعم والمقاهي والأسواق والمآتم وصالات الأفراح والمعارض والمؤتمرات وغيرها للالتزام بالقيود والضوابط والإجراءات الاحترازية المقررة من طرف اللجنة».
وطالب القرار الذي اتخذه السراج «مأموري الضبط القضائي، ومن بينهم جهازي الشرطة والحرس البلدي، بالعمل على تفعيل هذا القرار والقرارات السابقة لمعاقبة المخالفين للإجراءات الاحترازية».
وكان مدير إدارة شؤون الجامعات التابعة لوزارة التعليم في حكومة «الوفاق»، الدكتور طاهر محمد بن طاهر، قد أمر بإيقاف الدراسة بجميع مؤسسات التعليم العالي بدءاً من اليوم، واستثنى من هذا القرار إجراء الامتحانات في مؤسسات التعليم العالي، مع ضرورة الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية.
ووجه الدكتور بدر الدين النجار، مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، بالعمل لتعزيز الجهوزية والاستجابة للطوارئ في المنافذ الحدودية في ليبيا.
وفي موازاة ذلك، أكدت وزارة التعليم بالحكومة الليبية المؤقتة بشرق ليبيا أن الدراسة في المناطق الخاضعة لسيطرتها مستمرة، وفق الخطة البديلة المعتمدة للعام الدراسي.