من دون مجهود يذكر، وبصوت عذب يمس القلوب، اندمجت الشابة المصرية شيماء النوبي، في أداء ابتهالات دينية، أثبتت بها جدارتها في اقتحام مساحة لطالما كانت حكرا على الرجال.ونظرا لنشأة شيماء النوبي في حي السيدة زينب بالقاهرة، الشهير بليالي الذكر الذي يضم مسجد السيدة زينب ويأتيه قراء القرآن والمنشدون والمبتهلون من كل مكان، فقد جعلها ذلك تدخل مجالا جديدا تماما ويبدو غريبا بعض الشيء على المرأة، هو الابتهال الديني.
وقالت شيماء إنها "بفضل موهبتها وإتقانها للابتهال لقبت الآن بأول مبتهلة دينية شابة في مصر".شيماء البالغة من العمر 28 عاما التي درست نظم المعلومات، قالت إنها تعلقت بالابتهال من خلال سماع كبار المبتهلين والمنشدين في إذاعة القرآن الكريم، وبدأت تؤدي بعض الابتهالات منذ الطفولة فوجدت تشجيعا من عائلتها، ومن شدة تعلقها بالأمر داومت على سماع المبتهلين وتعلمت طريقة كل منهم ثم بدأت في تطوير طريقتها الخاصة.
لم تكتف شيماء بسماع صوت المبتهل أو الشيخ فقط، لكنها بدأت في القراءة عن مسيرة كل منهم لمعرفة كيف طور نفسه، ثم التحقت بفرق إنشاد للرجال، وكانت والدتها تحضر معها التدريبات، ثم "احترفت الإنشاد" حسب وصفها.وتقول شيماء: "طبقة صوتي رجالية، وهذا ساعدني كثيرا وجعلني أتفوق في الابتهال. مصر بها منشدات فتيات لكن ليس فيها مبتهلات. فالابتهال يحتاج صوتا رخيما وقويا وهو لا يتوافر لدى السيدات كثيرا".
وتضيف: "تعرفت علي الشيخ زين محمود وتعلمت علي يديه الفلكلور والسيرة الهلالية، وغنيت السيرة معه ومع عم سيد الضوي على مسرح واحد".ولم يكن مشوار شيماء ورديا، فقد اقتحمت مجالا يراه البعض لا يصلح إلا للرجال من الأساس، فقابلت مضايقات خلال الحفلات بأنها "لا تصلح"، وأن "الابتهال يؤدي للخشوع لله، ومن غير اللائق أن تؤده امرأة"، وغيرها من الانتقادات على مواقع التواصل، لكنها "لم تكن تركز" مع المعترضين حسب تعبيرها.
ورغم تعلق شيماء بالابتهال من خلال إذاعة القرآن الكريم، فإنها لم تفكر في التقدم لإدارة الإذاعة لكي تصبح مبتهلة فيها، لأنها "لم تسمع فيها مبتهلات فلم تقدم على الخطوة".وتعتبر شيماء أن كل الشيوخ والمبتهلين أساتذتها، من توفي منهم ومن بقي على قيد الحياة، وتقول: "أحب جدا الشيخ محمد عمران والشيخ سيد النقشبندي والشيخ نصر الدين طوبار والشيخ محمد الفيومي والشيخ علي محمود. كل منهم له طريقة وكل منهم أتعلم منه".
وتستطرد: "أريد أن أكون أنا شيماء النوبي، لي لوني الخاص، لكن أتمنى أن أحظى بشهرة وتأثير الشيخ النقشبندي، لأنه من نقل الابتهال لمنطقة أكثر شهرة وشعبية خاصة بعد تعاونه مع الملحن الكبير بليغ حمدي".ولم تقتصر ابتهالات شيماء على مصر، فقد سافرت وأقامت حفلات في الأردن والجزائر، وتخطط لنفس الأمر في دول أخرى، حسب تأكيدها.
وأوضحت شيماء أنها "بجانب الموهبة، فإن الابتهال كأي فن آخر يحتاج دراسة، وأنا دائما أدرس وأتعلم وأتدرب علم النغم والمقامات لأن هذا ما يجعل الفنان يبدع. أعتبر الابتهال والإنشاد فنا راقيا وروحانيا بديعا".
قد يهمك ايضا
مستندات تكشف عن أسرار جديدة حول ابتهال "مولاي" للنقشبندي وعلاقته بالسادات
شاب أسيوطي ينافس "النقشبندي" في الإنشاد الديني