شهدت العاصمة السودانية الخرطوم مؤتمراً يعد الأول من نوعه في تاريخ البلاد، شارك فيه رجال دين مسلمون ومسيحيون ويهود وهندوس وبوذيون. وكان لافتاً اشتراك رجال دين مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس في التقدمة الاستهلالية بآيات من كتبهم المقدسة («القرآن، الإنجيل، التوراة، تعاليم بوذا، وكتاب الهندوس المقدس (فيدا)». وقال منظم الحفل النائب البرلماني المستقل السابق أبو القاسم برطم إن الهدف من عقد المنتدى «اللقاء الأخوي الأول، لتعزيز التسامح والسلام الاجتماعي في السودان»، تعزيز القيم الوطنية والإنسانية، والدعوة للتعايش السلمي.
وأوضح برطم أن الفكرة ليست جديدة لكنها أصبحت ملحة وضرورية لأن السودان بحاجة إلى مبادرات جديدة جادة وتأسيس منصات تجمع الناس بمختلف أديانهم، والتأسيس لخطاب جديد ينبذ الفرقة بين مكونات شعب السودان، يستند إلى شعارات وأهداف ثورة ديسمبر (كانون الأول) 2018 من الحرية والسلام والعدالة ونبذ الكراهية، وأضاف: «نحن نقود ثورة ثقافية جديدة، تقوم على النقيض من الثقافات والمفاهيم الهدامة التي تدعو للكراهية والبغضاء»، وتابع: «نعمل على تطوير برامج وإقامة مراكز للتعايش الديني والقبلي، وتحويل ثقافة التعايش لواقع، لخلق أجيال تعيش حرية الأديان وتحترم قيم المواطنة».
وقال رجل الدين اليهودي الحاخام ديفيد روزن، في رسالة مصوّرة عبر الإنترنت من القدس، إن إقامة الملتقى تعد مناسبة خاصة، لأن القرآن والتوراة يؤكدان على التسامح، وتابع: «يشرفني أن أخاطبكم، ونحن نحتفل بتعارفنا، لنصنع مستقبل شعبينا»، فيما قالت الأسقف إنغبورغ ميدتوم من النرويج: «إننا أصحاب الأديان نعمل معاً من أجل التسامح والاحترام والسلام والمحبة والعدالة».
بدوره، قال رئيس مجمع الفقه السابق عبد الرحمن حسن حامد، إن الحوار مع الآخر يجب أن ينطلق من قوة المنطق، وليس منطق القوة، ودون استعمال سلاح، حفاظاً على قيمة الإنسان وعظمته، وأضاف: «نحن لا نحتاج لاستيراد نظريات من الخارج، لأننا ضربنا مثلاً في التعايش الديني، مستندين إلى تديننا المتصوف، الذي يؤمن بأن الإنسان فيه أثر من الله».
من جهتها، قالت عضوة مجلس السيادة الانتقالي رجاء نيكولا، إن مجلس السيادة يوجه شكره لمنظمي الملتقى، ومناصرة ومساندة شعب السودان، والوصول لتحقيق دولة القانون في السودان، التي ترعى كل المواطنين بمختلف أديانهم وثقافاتهم. وأضافت: «نحن أحوج لمثل هذه الملتقيات الأخوية، التي تجيء في زمن تهيمن فيه ثقافة الإقصاء، ونناشد المنظمات كافة لزرع قيم الخير، وحفظ الكرامة الإنسانية».
تنويه: ذكرت نسخة سابقة من هذا التقرير أن المنتدى أقامته جمعية الصداقة السودانية – الإسرائيلية، والصحيح أنه أقيم بمبادرة شخصية من النائب المستقل السابق أبو القاسم برطم