حذرت السلطات الصحية في العراق أمس من معدلات مرتفعة للإصابات بالسلالة الجديدة، فيما نشطت السلطات الصحية والأمنية خلال اليومين الأخيرين، بفرض غرامات مالية على المواطنين العاديين غير الملتزمين بلبس الكمامات الطبية والعجلات التي تخرق حظر التجوال.
وأعلنت وزارة الصحة والبيئة، أمس، عن ارتفاع معدل الإصابات «الشديدة» بـ«كورونا» بين فئتين داخل المجتمع وهما الأطفال والشباب في مؤشر على اجتياح السلالة الجديدة للوباء البلاد. وقالت الوزارة في بيان: «يستمر تصاعد الإصابات بشكل سريع للأيام الأخيرة، إضافة إلى تسجيل إصابات شديدة بين الأطفال والأعمار الشابة وهذا ما يحدث لأول مرة وهو مؤشر لانتشار السلالة الجديدة المحورة والتي تمتاز بسرعة انتشار العدوى وشدة الأعراض المرضية في الوقت نفسه».
وأكد البيان بالقول: «آن الأوان للمجتمع بطبقاته كافة وشرائحه أن يتخذ كل الإجراءات الكفيلة بتقليل العدوى بين المواطنين ويتحتم الآن تنفيذ قرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية بشكل صارم في جميع أرجاء العراق».
وشدد البيان على أن «التهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية وعدم تنفيذ القرارات التي صدرت من اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية ومع انتشار هذه السلالة الجديدة يهدد بارتفاع سريع بالإصابات خلال الأيام القادمة مما يعرض مؤسساتنا الصحية إلى خطر فقدان السيطرة على استيعاب عدد الإصابات المتزايد مما يؤدي إلى زيادة بالوفيات. من جهة ذات صلة، عمد المواطن العراقي نوزاد قاسم الذي يسكن محافظة كركوك الشمالية إلى اضرام النار بنفسه وبعجلته «التاكسي» احتجاجاً على غرامة مرورية تلقاها أول من أمس، بعد كسره لحظر التجوال الذي أقرته السلطات العراقية لمواجهة موجة الإصابات المتصاعدة بالسلالة الجديد لفيروس «كوفيد – 19». ويضيف الحظر الذي يمتد لأسبوعين مزيداً من الأعباء النفسية المالية على الطبقات الفقيرة التي تعاني أصلاً بسبب أزمة البلاد المالية وتراجع فرص العمل.
وقالت مواقع خبرية كردية: إن «نوزاد قاسم الذي أحرق نفسه من المكون التركماني ومن ذوي الاحتياجات الخاصة، تعرض لغرامة مالية قدرها 100 ألف دينار عراقي (نحو 70 دولاراً)».
ونقلت عن مدير صحة كركوك نبيل حمدي قوله: إن «وضعه مستقر لحد الآن». وقال قائد عمليات محافظة كركوك اللواء الركن سعد حربية: إن «الحادثة وقعت في منطقة رأس الجسر خلال تنفيذ القوات الأمنية قرارات لجنة السلامة الوطنية بتطبيق حظر التجوال الكلي اعتباراً من الساعة 8 مساءً من يوم الجمعة». وكان عضو مفوضية حقوق الإنسان المستقلة علي البياتي طالب، أول من أمس، باستثناء ذوي الاحتياجات الخاصة من قرارات حظر التجوال للتخفيف من معاناتهم المعيشية.
وطبقاً لإحصائية قامت عن وزارة التخطيط عام 2016. فإن الأزمات التي مر بها العراق من حروب وعمليات إرهابية وأخطاء طبية ووراثية أدت إلى زيادة نسبة المصابين بالعجز الصحي ليبلغ نحو 10 في المائة من مجموع السكان في محافظات العراق، باستثناء محافظتي نينوى والأنبار ومحافظات إقليم كردستان.
ودافعت مديرية مرور كركوك عن موقفها بفرض غرامة مالية ضد نوزاد قاسم، وقالت في بيان: إن «الحظر لا يقبل التهاون أو الاستخفاف بمخالفته نظراً للتشديد البالغ الذي أقرته اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية رقم (5) لسنة 2021 وخلية الأزمة في كركوك». وأضافت أن «ما حدث أن المواطن كان قد خالف شروط الحظر الشامل بخروجه بمركبته، مما دعا مفرزة المرور إلى سحب سنويته دون تغريمه وإبلاغه بمراجعة المديرية يوم الاثنين، لكن المفرزة الموجودة فوجئت بعد مرور (45) دقيقة بعودة المواطن وصب الوقود على مركبته وإضرام النار». ووجه وزير العمل والشؤون الاجتماعية عادل الركابي، أمس، بزيارة المواطن نوزاد قاسم.
وذكر بيان للوزارة أن الركابي «أوعز بزيارة المواطن فوراً الذي يتلقى العلاج حالياً في مستشفى ازادي التعليمي لتقديم المساعدة الممكنة له وتعويضه بمبلغ مالي والاطلاع على وضعه الصحي والاجتماعي، والنظر في شموله بالخدمات التي تقدمها الهيئة والوزارة وفق القوانين».