يظن الناس ان الشعور بالسعادة هو نتيجة النجاح ولكن العكس هو صحيح النجاح هو نتيجة الشعور بالسعادة إن السعادة في معناها الوحيد الممكن هي حالة الصلح بين الظاهر والباطن بين الإنسان ونفسه والآخرين وبين الإنسان وبين الله فينسكب كل من ظاهره وباطنه في الآخر كأنهما وحدة ويصبح الفرد منا وكأنه الكل وكأنما كل الطيور تغني له وتتكلم لغته
ما هو أكثر شيء يسعدك في هذه الدنيا. المال. الجاه. النساء. الحب. الشهرة السلطة. تصفيق الآخرين. إذا كنت جعلت سعادتك في هذه الأشياء فقد استودعت قلبك الأيدي التي تخون وتغدر وأتمنت عليها الشفاه التي تنافق وتتلون إذا جعلت من المال مصدر سعادتك فقد جعلتها في ما لا يدوم فالمال ينفد وبورصة الذهب والدولار لا تثبت على حال وإذا جعلت سعادتك في الجاه والسلطان فالسلطان كما علمنا التاريخ كالأسد أنت اليوم راكبه وغدا أنت مأكوله وإذا جعلت سعادتك في تصفيق الآخرين فالآخرين يغيرون آراءهم كل يوم وما أعظم الانتصار على النفس.
كما يقول الحكيم “مالك نفسه خير ممن يملك مدينة” إن الانتصار على النفس أعمق بكثير من الانتصار على الآخرين لن به يتحرر الإنسان من الداخلى إن الذي ينتقم لا يفرح مثل الذي يستطيع أن يضبط نفسه ويحتمل إن كل عمل خير تعمله له فرحته:
في الأرض وفي السماء تفرح حينما تنقذ إنسانًا مسكينًا أو تفرح قلب عائلة فقيرة أو تريح إنسانًا من تعبه تشعر بفرح داخلي لأنك أفرحت قلوبًا منكسرة أو أنصفت شخصا مظلومًا بل تشعر بهذا الفرح حتى من جهة غير البشر كما قال أحد الأدباء سقيت شجيرة كوب ماء فلم تقدم لي عبارة شكر واحدة ولكنها انتعشت فانتعشت.
الأم تشعر بفرح حينما تفرح حينما تفرح أبنها وتفرح حينما تشبع رضيعها وتفرح بنجاح أبنائها في حياتهم
هذا هو الفرح بإسعاد الآخرين غريبة هِي الأيام عندما نملك السعادة لانشعر بها ونعتقد اننا من التعساء. ولكن ما ان تغادرنا تلك السعادة التي لم نقدرها حق قدرها احتجاجاً ربما علينا حتى تعلن التعاسة عن وجودها الفعلي فنعلم أن الألم هو القاعدة وماعداها هو هو الشذوذ عن القاعدة ونندم ساعة لايفيد الندم على ما أضعنا وما فقدنا الالم هو بداية الراحة والتعاسة هي بداية الفرح والفشل هو بداية النجاح عش كل لحظة كانها آخر لحظة وأقول افرحوا بالرب كل حين وأقول أيضًا افرحوا
بقلم/ سلامة مرجان