اتهمت الولايات المتحدة، إيران بتأجيج الصراع في اليمن، وأنها تتخذ موقفاً سلبياً بدعم جماعة الحوثي، التي بدورها تهاجم المدنيين اليمنيين، وتعتدي على الأراضي السعودية، كما أدانت في الوقت ذاته الهجمات الأخيرة التي شنتها الجماعة ضد السعودية أخيراً.
وفي الوقت ذاته، كثّف تيم لندركينغ، المبعوث الأميركي الخاص إلى الأزمة اليمنية، من اتصالاته ومشاوراته مع السفراء والمسؤولين العرب والدوليين المعنيين بالشأن اليمني، وفي سلسلة تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أعلن مكتب الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية عن تداول لندركينغ، أمس، اتصالات مع سفراء عمان، ومصر، والبحرين لدى الولايات المتحدة، وكذلك وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، ووزير الخارجية العماني أيضاً، ناقش خلال تلك الاتصالات الوضع اليمني الحالي، وسبل الوصول إلى حل سلمي.
كما ناقش لندركينغ مع أنتونيو فيتورينو، المدير العام لشؤون اللاجئين بمنظمة الأمم المتحدة، الحريق الذي تعرض له أحد مراكز احتجاز اللاجئين في صنعاء، وأدى إلى مقتل العشرات، أكثرهم من الإثيوبيين، وإصابة أكثر من 170 آخرين بجروح بالغة، فيما يعتقد أن سبب المجزرة نيران من جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وقالت تغريدة الخارجية: «ناقش لندركينغ مع فيتورينو الحريق الفظيع في صنعاء، الذي حدث يوم الأحد الماضي، وناقش أهمية التحقيقات لمعرفة الأسباب، والمتطلبات اللازمة لمساعدة المحتاجين لها».
وخلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف مساء أول من أمس، أدانت جالينا بورتر، نائبة المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، جميع الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار التي يشنها الحوثيون ضد السعودية، لافتة إلى أن «هذه الهجمات غير مقبولة وهي خطيرة، وبصراحة تامة تعرض حياة المدنيين للخطر، وهذه الهجمات تضعف المواقف والأعمال التي يجريها مارتن غريفيث المبعوث الأممي إلى اليمن».
وفي ردٍ على سؤال «الشرق الأوسط» حول التواصل مع إيران بشكل مباشر أو غير مباشر من أجل وقف الدعم للحوثي، قالت بورتر إن إيران لديها فرصة لعكس ما تفعله، ولعب دور أكثر إيجابية وتأثيراً في اليمن، متهمة إيران بأخذ منحى سلبي في هذا الشأن وتأجيج الصراع.
وأضافت: «سأكرر مرة أخرى ما قلناه سابقا، إننا ندين جميع هجمات الطائرات بدون طيار الفظيعة والهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون ضد السعودية، وهذه الهجمات غير مقبولة وخطيرة، ونرغب من إيران أن تلعب دوراً إيجابياً».
وأكدت أن الإدارة الأميركية ما زالت تشعر بقلق عميق من تكرار هجمات الحوثيين على السعودية، معتبرة أن هجمات مثل هذه، «ليست من أعمال جماعة جادة في السلام، وبالتأكيد نرحب بهم للانضمام إلينا نحو السلام والدبلوماسية»، ومرة أخرى، طالبت جميع الأطراف بالالتزام الجاد بوقف إطلاق النار، والمشاركة في مفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، بالاشتراك مع المبعوث الخاص تيم لندركينغ.
وترى جالينا بورتر أن مثل هذه الهجمات من جماعة الحوثي تسبب حرجاً وتضعف عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة، وكذلك المبعوث الخاص لندركينغ في المنطقة، وأن الإدارة الأميركية الحالية أعطت أولوية لإنهاء الحرب الفظيعة في اليمن، التي تسببت في أسوأ وضع إنساني يمر به اليمن.
وأضافت: «ما يقوم به المبعوث الخاص لندركينغ، يشمل مشاركته مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة غريفيث، وكذلك السعودية والدول الإقليمية، يهدف إلى وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، ومن أجل ذلك أمضى المبعوث الخاص لندركينغ أسبوعين في المنطقة، ومرة أخرى، سيعود عندما يكون الحوثيون مستعدين للتحدث، ولدى الحوثيين الوقت للجلوس إلى طاولة المفاوضات الآن، ومقابلتنا على طريق السلام والدبلوماسية، بدلاً من مضاعفة الرصاص، لذلك لديهم وقت يمكنهم فيه حقاً القدوم واستئناف محادثاتنا، وسنكون مستعدين لذلك».
وكانت المبعوثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد قالت، أول من أمس (الثلاثاء)، إن «وقف إطلاق النار وتحقيق السلام في اليمن لن يكونا ممكنين إذا واصل الحوثيون هجماتهم اليومية ضد الشعب اليمني والسعودية».
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن مسؤولين أميركيين في وزارة الدفاع (البنتاغون)، قولهم إن البنتاغون يركز الآن على تقديم المساعدة ذات الطبيعة الدفاعية، مثل مساعدة الجيش السعودي في إسقاط صواريخ الحوثيين، وطائرات بدون طيار تستهدف البلاد.
ورغم قرار الإدارة الأميركية في خفض المساعدات العسكرية ومراجعة عقود صفقات السلاح، أكد مسؤول عسكري أميركي للصحيفة الأميركية أن التعاون الاستخباراتي والعسكري لا يزال موجوداً، لكنه «محدود أكثر مما كان عليه في أي وقت مضى».
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن رحلات الاستطلاع فوق اليمن تركز بشكل أكبر على التهديد الموازي الذي يشكله فرع تنظيم القاعدة في البلاد، والذي يعد أخطر فرع للجماعة المتطرفة ويقف وراء هجمات 11 سبتمبر (أيلول) الإرهابية.
ويقول المسؤولون إنه بينما تعمل الولايات المتحدة على الخروج من اليمن، تحاول إيران تعميق نفوذها، وصادرت الولايات المتحدة مراراً أسلحة إيرانية الصنع قبالة سواحل اليمن أرسلتها طهران لمساعدة قوات الحوثيين، متهمين حسن إيرلو القائد العسكري الإيراني الذي عمل كدبلوماسي إيراني في اليمن، بجلب مستوى جديد من التطور في ساحة المعركة للحوثيين.
وفي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، اتهمت إدارة ترمب إيرلو بتدريب مقاتلي الحوثيين على استخدام أسلحة متطورة، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على إيرلو، وحتى الآن، رفض الحوثيون الضغط الدبلوماسي الأميركي للموافقة على وقف إطلاق النار.